تدني المستوى التعليمي في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. لماذا؟

تدني المستوى التعليمي في أوساط الاجئين الفلسطينيين في لبنان..لماذا؟

 
تدني المستوى التعليمي في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. لماذا؟ مقدمة: جاءت نتائج الامتحانات الرسمية في لبنان (البريفه والثالث ثانوي) لتسلط الضوء من جديد على تدني المستوى التعليمي في الأوساط الفلسطينية في لبنان. فقد فاجأت نتائج هذا العام الجميع بحيث كانت الادنى مقارنة بجميع المدارس اللبنانية الاخرى الرسمية منها والخاصة، وهذا التدني الواضح ليس مقتصرا على العام الدراسي لهذا العام، بل أن النتائج بشكل عام في عد تنازلي ابتداء من العام 1993 وحتى العام 2005.
 يذكر ان ان مدارس الانروا تضم ما يزيد على ال85 % من الطلبة الفلسطينيين. ويرى كثير من المراقبين ان هذا التدني يحمل في ثناياه نتائج خطيرة على القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى المستوى التعليمي الذي كان لافتا للانتباه سابقا بالنسبة للفلسطينيين في لبنان. لقد كانت النتائج الرسمية ما قبل العام 1993 ورغم الحرب الأهلية في لبنان مرضية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين. فمدرسة فلسطين في مخيم برج الشمالي كانت نسبة النجاح في صفوفها المتوسطة على صعيد الامتحانات الرسمية لا تنزل عن الثمانين بالمئة اما الان فهي لا تتعدى الخمسين بالمئة.. وبعيدا عن القراءة في النسب والمعدلات والارقام، فإن النتائج كانت متدنية ولافتة للانتباه من المهتمين في الامر.
 تتضافر عدة عوامل واسباب منها ما هو موضوعي ومنها ما هو ذاتي في صناعة هذه النتائج، ومنها ما هو سياسي واقتصادي ومنها ما هو قانوني واجتماعي. كما تتفاوت هذه العوامل في تأثيرها على مستوى النتائج، فمنها ما يؤثر بشكل مباشر ومنها ما يشكل تراكما معينا فيصب في التحليل الاخير في جعل هذه المستويات متدنية، وبعضهم يجعلها جميعها تحت عنوان " المؤامرة على تجهيل الشعب الفلسطيني" . سوف نحاول وضع هذه العوامل موضع البحث والتحليل، كما سنتطرق الى النتائج وسنحاول وضع المقترحات الضرورية عل ذلك يساعد في إنقاذ الطالب الفلسطيني الذي اصبح مهددا حتى في العلم الالزامي، فضلا عن المتوسط والثانوي ناهيك عن الدراسة الجامعية والتخصص ومرحلة الانتاج.
 
 العوامل الاقتصادية:
 
 تلعب العوامل الاقتصادية دورا هاما في تحديد المستوى العلمي للطلاب الفلسطينيين في لبنان. فلبنان بشكل عام يعاني من ظروف اقتصادية صعبة. وهذه الظروف تشد صعوبة على اللاجئ الفلسطيني. فرب البيت الفلسطيني يعمل طوال النهار في سبيل الحصول على لقمة يسد بها رمق من يعول، وطموحه في أقصى الحالات لا تتعدى ادخار مبلغ من المال في مواجهة مخاطر المستقبل.
وتشير كثير من الإحصاءات الى ان الوضع الاقتصادي الفلسطيني بالغ السوء ، فالبطالة مرتفعة وفرص العمل محدودة جدا، كما ان السلطات اللبنانية ذاتها تلعب دورا في هذا الصدد اذ ان اللاجئ الفلسطيني يحرم عليه ان يعمل في العديد من المهن التقنية منها والحرفية.. مما يعني أيضا فيما أنه لو عمل من دون عقد عمل حرمانه من حقوقه كعامل ومن تقديمات الضمان الاجتماعي والتعويض.. فإذا كان هذا هو الوضع الاقتصادي فإن ذلك سوف يؤثر بشكل كبير على بيئة الطالب نفسه فضلا عن طموحاته. فالبيئة ووفقا لذلك غير مشجعة للطالب على الدراسة، واذا تحامل بعض الطلاب على هذا الوضع، فإن الكثير من الطلاب قد تركوا المدارس نهائيا. كما ان أولياء الطلاب غير قادرين من الناحية العملية على توفير ظروف دراسية ملائمة، فرب البيت وكما سبقت الإشارة بالكاد ان يعمل لاعالة أبنائه.
 ويشير الطالب فادي سنة ثانية برمجة الكمبيوتر الى خطورة الوضع الاقتصادي على الطالب الفلسطيني، فإذا ما تم تأمين قسط الجامعة - وغالبا ما يتحقق ذلك بشق الأنفس -فإن الطالب يصبح امام عقبة اخرى وهي تأمين الكتب والمراجع التي تهم دراسته والتي يمكن ان تجعل منه طالبا متمكنا من تخصصه، فضلا عن تأمين الاجواء المريحة والإيجابية للبحث والدراسة والتحليل، ورغم ما اشار اليه الا انه يقول بأني سوف اتحدى العقبات بشدة واصبر، ولكن هل يستطيع ان يفعل ذلك طالب فلسطيني اخر؟ وماذا بعد ذلك، ماذا لو تابع الطالب الفلسطيني دراساته وتخصصه الذي يريد، ما هو المردود الاقتصادي لسنوات طويلة من الجد والتعب والاجتهاد، هل هو مناسب للمتخرجين؟ هناك اطباء ومهندسون بالمئات عاطلون عن العمل او يكادون.. وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
 العوامل الاجتماعية:
 
  يعيش في لبنان حوالي 382.973، 56% منهم يقيمون في 12 مخيما.وتعتبر المخيمات مناطق مكتظة بالسكان، كما انها مناطق تعتبر عمليا محرومة على الرغم من تقديمات الانروا. بحيث انها يمكن ان تتمدد عاموديا ولا يمكن ان تتوسع أفقيا. ومع الزيادة السكانية المرتفعة تصبح هذه المخيمات غير مناسبة لاستيعاب هذه الزيادة مما يعني اكتظاظ سكاني . ان هذه الصورة الاجتماعية كافية لعدم توفير البيئة المناسبة للطالب، فليس في المخيمات اماكن للدراسة باستثناء المنزل المكتظ بأهله. و ليس هناك مكتبات عامة أو اماكن للدراسة يمكن ان يستعاض عنها بالمنازل. واذا كان تأثير هذه العوامل الاجتماعية على المستوى التعليمي غير مباشر، فإن التراكم الحاصل فيها سوف يؤدي حتما الى تغير نوعي، على الأقل لجهة الابداء والتفكير والبحث والكتابة.
 كما ان الآفاق بالنسبة للطالب الفلسطيني أصبحت ضيقة ان لم تكن معدومة أحيانا ، اذ انه ينظر الى الواقع المحيط به فيراه غير مشجع على الدراسة والبحث، ومع جعل الهم المعيشي على سلم اولويات بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، يختلط لدى الطالب الفلسطيني الفهم بين الحاجة التعليمية والحاجة المعيشية، وغالبا ما تتصدر الحاجة المعيشية كل الحاجات الاخرى. فرب المنزل ونتيجة لواقع اقتصادي سيء تغيب عنه ضروريات الحث على العلم والتعلم والبحث والجد. في حديث مع احد اولياء الامور اشار وهو اب لاربعة اولاد في المدارس الابتدائية واثنان في المتوسط الى انه يشغل نفسه كثيرا في تأمين لقمة العيش وهو متألم لذلك، اذ من المفترض عليه ان يسعى لتأمين ظروف تعليمية افضل لأولاده، هو يقول حينما يبدأ العام الدراسي يختلط لديه الشعور بالفرح والحزن، هو يفرح لترفع اولاده الى صفوف اعلى وهو حزين لان ذلك يتطلب مصاريف إضافية الامر الذي يعجز عن تحقيقه، واللافت للانتباه بأن اولاده مجتهدون في صفوفهم.
 وفي لقاء اخر مع مجموعة من الطلاب في المرحلة المتوسطة حول آفاقهم المستقبلية، أجاب 5 من اصل 7 بأنهم لا يعرفون ماذا يدرسون او يتخصصون، وهل يستطيعون ان يتابعوا مسيرتهم العلمية اصلا. وعن السبب أجابوا بأن ظروفهم الاجتماعية غير مريحة. هناك العديد من الأسر تحتاد للمزيد من الأيدي العاملة داخل الاسرة نفسها في مواجهة متطلبات الحياة المتزايدة، مما يشجع العديد من الأبناء على اهمال الدروس وترك المدارس بحثا عن عمل منتج. اذن تلعب الظروف الاجتماعية وما يرافق ذلك من مشاكل وهموم على ارباب المنازل وأولياء أمور الطلاب دورا بارزا في في تدني مستويات التعليم في الأوساط الفلسطينية.
العوامل السياسية:
 
 منذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم بدا واضحا تأثير هذا الاتفاق السلبي على مختلف نواحي الحياة العامة للاجئ الفلسطيني، سيما من الناحية التعليمية والثقافية للاجئين الفلسطينيين في لبنان. فمنذ اتفاق اوسلو توقفت العديد من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية عن تقديم خدماتها، ومنها التعليمية والمنح الجامعية، كما تراجعت الانروا وبشكل ملحوظ منذ اتفاق اوسلو عن تقديم خدماتها للاجئين بشكل مقبول عما سبق هذا الاتفاق.
 من جهة اخرى فإن الاحداث السياسية الاليمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وخاصة المجازر بحقه في الاراضي المحتلة تلعب دورا في في اشغال الطالب عن دراسته ولو بصورة قليلة، فأحداث مجزرة جنين ونابلس وما رافقها قد شغلت العالم العربي كله فضلا عن الشعب الفلسطيني صاحب القضية. ولا تقتصر العوامل السياسية على اتقاق اوسلو وما تلاه، ولكن الحق ان هذا الاتفاق ليس الا حلقة من سلسلة طويلة من الاحباطات السياسية التي عاشتها مجتمعاتنا العربية بالعموم والفلسطينية بوجه الخصوص، بدءا بهزيمة العام 67 ومرورا بزيارة السادات للقدس عام 77 ثم اتقاق كامب دافيد عام 79 وما تلاه من اجتياح للبنان عام 1982 وما رافق هذا الاجتياح من مجازر وكوراث، ثم حرب المخيمات المشؤومة والمستمرة لقرابة عامين متواصلين، ثم غيرها من الحروب والاتقافات وما أعقبها من حصار القوانين والقرارات.. كل هذا يشكل تراكم كبير جدا ويشد همة المجتمع الفلسطيني الى الاسفل، كما يؤثر من دون شك على مستوى الطالب الفلسطيني، وهو الوقود او الهدف لكل ما سبق.
 العوامل القانونية:
 
 يعتبر اللاجئ الفلسطيني في لبنان الاكثر تأثرا من القوانين والقرارات التي تشرعها السلطات اللبنانية عن غيره من اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في العالم. ونتيجة لهذه القوانين والقرارات فإن الفلسطيني لا يتمتع بالحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية. فيمنع الفلسطيني من العمل من 73 منهة بموجب قرار صدر عام 1983 ، كما يمنع من التملك بموجب قانون صدر العام 2001، كما يمنع الفلسطيني من ادخال مواد البناء الى مخيمات الجنوب مهما كان حجمها ومهما كان السبب.
 كما ان القانون اللبناني يمنع الفلسطيني من انشاء النقابات والمنظمات الشبابية والخيرية .. واخيرا وليس اخرا في هذا السلسة الطويلة من الحرمان والتضييق فقد رفعت السلطات اللبنانية الرسوم الجامعية على الفلسطينيين بنسبة 500%، وذلك بموجب مادة في قانون الموازنة العامة للعام 2002، وهذه الزيادة اصابت بشكل مباشر الطالب الجامعي الفلسطيني، كما انها هددت مئات الطلبة من متابعة الدراسة الجامعية، او الالتحاق في الجامعات الرسمية اللبنانية لسبب بسيط هو ان الظروف الاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطيني صعبة جدا. ان جميع هذا القرارات تصب بشكل او بآخر في جعل الطلبة الفلسطينيين غير متحمسين لمسيرة العلم لما يلمسونه يوميا من الاثار السلبية لمثل هذه القرارات. ان تأثير مثل هذه القرارات والقوانين والممارسات من قبل السلطات اللبنانية على اللاجئ الفلسطيني في لبنان ليعتبر من أهم ما يؤخر ويجعل مستوى التعليم في تدني وتراجع مستمر. والعكس صحيح تماما، او على الأقل يساهم في رفع المستوى.
 سياسة الانروا:
 
 تمارس وكالة الانروا ومنذ عدة سنوات سياسة التراجع في تقديم الخدمات بسبب الانخفاض في ميزانيتها العامة. كما ان سياسة الانروا التعلمية ايضا لها من التأثير ما هو مهم. فسياسة الترفيع الالي للطلاب خاصة في المرحة الابتدائية، واكتظاظ الصفوف بالطلاب ( معدل 45 طالب في الصف الواحد) وانخفاض الطلب على الاساتذة الجامعيين كمعلمين في مدارس الانروا وزيادتها في الطلب على ما دون ذلك ( شهادة سبيلن، دار معلمين). والعمل بنظام مرحلتين صباحي ومسائي في بعض المدارس التابعة للانروا..كل هذه الأسباب تلعب دورا هاما في التأثير على مستوى الطلبة. وهذا جعل القيمين والمسؤولين في الحقل التعليمي في وكالة الانروا في لبنان يطرحون الاسئلة حيال ذلك وسبل رفع مستوى التعليم في مدارسها.
في حديث مع احد أساتذة التعليم في الانروا (ثاني متوسط) قال لي الاستاذ ان في صفه 43 طالب، من بينهم اثنان فقط مستواهم التعليمي ممتاز وواحد متوسط والباقي مستوياتهم متدنية الى ابعد الحدود. وعن السبب قال هناك فجوة رهيبة وفراغ مهم يعيشه هؤلاء الطلاب منذ مرحلة الابتدائي.
 عوامل اخرى:
 
اذا كانت هذه العوامل هامة جدا فإن هناك ايضا عوامل اخرى لا تقل اهمية في مجموعها عما سبق. فانتشار وسائل الاعلام وخاصة منها المرئي، التلفزيون وما يبثه الساتلايت من برامج، وانتشار الانترنت وقضاء عدد كبير من الطلاب من الوقت في استخدامهchatting)).
كما ان تعلق الطلاب في كرة القدم تعلقا شديدا، وقضاء ساعات طويلة في مشاهدة المباراة على التلفاز خاصة اثناء الامتحانات الرسمية. كما ان غياب الجمعيات التثقيفية والهيئات الطلابية عن لعب دور في تأهيل الطلاب، فضلا عن التراجع في المستوى الاخلاقي بشكل عام في اوساط الشباب .. كل هذه العوامل تعلب دورا هاما في التأثير على مستوى الطلاب التعليمي. وقد يضاف الى هذه العوامل عامل تغير المناهج التعليمية في لبنان والتي كانت مفاجئة بحيث اربكت المعلمين الذين لم يعطوا الدورات الكافية، كما كانت ثقيلة على الطلاب أنفسهم. ولكن هذا العامل وعلى اهميته بالنسبة للطلاب الفلسطينيين، الا انه لا يرقى الى جعله من اهم العوامل لاعتبار بسيط هو ان هذه المناهج قد لاقت قبولا ومن ثم نجاجا في المدارس الخاصة، بحيث حققت نسبة مرتفعة كانت ادناها 95%. واذا كان لا يمكن المقارنة بين طلاب مدارس الانروا وهم الاكثرية الساحقة بالنسبة للطلاب الفلسطينيين في لبنان، ايضا لاسباب موضوعية وبين طلاب المدارس الخاصة، فإن الفرق الهائل بين نسب النجاح في مدارس الانروا 40-60% وبين المدارس الخاصة لينفي أي سبب اخر.
 
وليجعل المقارنة ضعيفة. مما يعطي اهمية للعوامل التي سبق ذكرها. لا يمكن القول بالإطلاق بأن المستوى التعليمي متدنٍ الى ابعد الحدود، فهناك نسبة لا بأس بها من الطلبة الفلسطينيين ما يزالون يحافظون على مستوى مرتفع على صعيد الجمهورية اللبنانية وبمختلف التخصصات والدراسات لا سيما في الجامعة العربية. كما لا يمكن القول بأن هذه العوامل التي سبق الحديث عنها انما هي عوامل مطلقة ايضا، فهناك عوامل ربما لم نأت على ذكرها، لكن يمكن القول بأن الحديث انما يأتي بالعموم. وتدني المستوى اصبح ملاحظ بشكل واضح. وهناك تراجع في العموم عن المستوى الذي اعتاد ان يصل الطلاب الفلسطينيون بكمهم ونوعهم. ان النسب الضئيلة التي تحصدها المدارس الفلسطينية في الامتحانات الرسمية في المرحلة المتوسطة والثانوية لهي دليل كبير على تراجع المستوى المشار اليه. ان تدني مستوى التعليم لدى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، له تأثير سلبي خطير على مجمل القضية الفلسطينية وبالأخص على قضية اللاجئين وهي القضية الابرز والاهم.
 
اذ ان الامة المتعلمة تتفاعل مع قضاياها بصورة افضل وانجح. يبقى القول بأن هناك العديد من المقترحات التي يمكن تسجيلها في سبيل رفع المستوى التعليمي في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كما يمكن ان تساهم الدولة اللبنانية بشكل أكيد وفعال في ازالة العقبات الكثيرة امام الطالب الفلسطينيين فتمنح اللاجئ الفلسطيني حقوقه المدنية والاقتصادية والاجتماعية، كما تدعمه في جامعاتها الرسمية من خلال الإعفاء او تخفيض الرسوم الجامعية، وتساعده في ايجاد فرص العمل بعد التخرج.
 
 كما يمكن ان تلعب وكالة الانروا دورا مهما ايضا من خلال زيادة تقديم الخدمات الى اللاجئين والغاء سياسة الترفيع الالي وخاصة في المراحل الابتدائية ، وقد قامت وكالة الانروا ببناء العديد من المدارس الثانوية للطلاب الفلسطينيين، وهي مشكورة حقا على ذلك. الا ان الطالب الفلسطيني يواجه المشاكل والعقبات في المراحل العليا أي الجامعية. ثم ان منظمة التحرير الفلسطينية لها دور لا يقل أهمية عن دور وكالة الانروا.. ورغم كل ما سبق يبقى الطالب الفلسطيني الأهم في أي معادلة، فإصراره على العلم والتعلم والقراءة والثقافة رغم كل العقبات، وربط علمه بقضيته والتحمل والصبر في سبيلها، وتوجيه أولياء الأمور لأبنائهم الى الاتجاه الصحيح، وتفعيل الهيئات الطلابية في هذا الاتجاه.. كل ذلك يساهم في رفع مستوى التعليم لدى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ليعود للطالب الفلسطيني مكانه المرموق في أعلى المستويات