بيانات صحفية

على إثر اصابته بالكورونا (شاهد) تطالب السلطات الامريكية بتوفير الرعاية الطبية للمعتقل مفيد مشعل ودعوة لإطلاق سراحه لدواعٍ إنسانية

من هو مفيد عبد الرحيم مشعل؟؟

مفيد عبد الرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل ولد في شهر تموز عام 1959م في بلدة سلواد قضاء رام الله، ويحمل الجنسية الأمريكية والأردنية، متزوج من دايان المواطنة الأمريكية ذي الأصول الإيرلندية، له من الأولاد ثلاث بنات زينب (33) وسارة (31) ونادية (23)، وحاصل على بكالوريوس وماجستير في الهندسة المدنية من جامعة أوكلاهوما، عمل رئيس قسم في بلدية دالاس بولاية تكساس، ومحاضر زائر لعددٍ من الجامعات الأمريكية في موضوعات الهندسة المدنية وتحديداً في تقنيات الجسور والأنفاق (تخصصه بالماجستير)، ولم يعمل قط كموظف في "مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية"، وحُكم عليه بالسجن لمدة (20) سنة عام 2008م.

يتعرّض مشعل حالياً في سجنهSeagoville بولاية تكساس، لتعامل وحشي لا إنساني، بعدما أُصيب هو وآخرون من زملائه المسجونين بفيروس كورونا (كوفيد-19)، بتاريخ 06 تموز/يوليو 2020م، عن طريق عدوى مباشرة من بعض السجّانين.

في منتصف الليل بتوقيت جرينتش (ليلة الجمعة/السبت 10-11/ 07/ 2020)؛ ساءت الحالة الصحية للسجين/ مفيد حيث ارتفعت درجة حرارته، وارتفع ضغط الدم لديه (165/95)، ونزلت نسبة الأوكسجين لأقل من (94)، وهو ما يُعرّض حياته للخطر والموت.

كانت محكمة أمريكية في ولاية تكساس، قد أصدرت حكماً في العام 2008، بسجن مفيد عبد القادر مشعل وعدد من مسؤولي المؤسسة السابقين للمؤسسة، وهم شكري أبو بكر وغسان العشي ومحمد المزين وعبد الرحمن عودة، بعد اتهامهم بـ " تمويل ودعم منظمة إرهابيّة" في إشارة إلى دعم حركة " حماس" في فلسطين.

يصنّف مراقبون، قضيّة الناشط مشعل ورفاقه، على أنّها سياسية بامتياز، لسببين جوهريين:

الأول: قرابة ثلاثة من المتهمين بقيادات أولى في حركة حماس.

الثاني: عجز السلطات الأمريكية عن تقديم وثيقة واحدة تُدين المتهمين؟!

والحُكم فيها جاء بناء على كيديات سياسية، ويستند هذا الرأي، إلى حيثيات سير ملف القضيّة منذ أن جرى فتحه قضائيّاً في العام 2001، حيث جرى إثبات بطلان التهم المنسوبة للمؤسسة وللمتهمين الخمسة، لُيعاد فتح الملف عامي 2007 و 2008؛ مُستخدمين: أدلة سرّية، وشهود سرّيين، وهيئة محلفين من قليلي التعليم والثقافة والوعي، وشهود زور تمّ مُقايضتهم بتخفيف أحكامهم الجنائية و/أو إغراءهم بالبطاقة الخضراء للإقامة الشرعية في الولايات المتحدة، واعتبار الوثائق ال(8000) التي قدّمتها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية ضد مؤسسة الأرض المقدسة صحيحة وقطعية الدلالة؟!

جائحة كورونا؛ هل تُبدّد ظُلم الاعتقال

ثبتت إصابة مشعل مخبرياً بفيروس كورونا (كوفيد-19)، عن طريق عدوى مباشرة من بعض السجّانين. كما أن عدد المصابين بكوفيد-19 حتى يوم الثلاثاء (14/ 07/ 2020) في نفس السجن (Seagoville ولاية تكساس) بلغ نحو (1148) سجيناً؛ لا يتلقون أي نوع من العلاج أو الحجر الطبي أو الرقابة الطبية!

وكل ما قامت به إدارة السجن؛ وضع جميع السجناء المصابين في جناح واحد، وتركهم لقدرهم المحتوم.

يفتقر السجن إلى توفّر حجر صحّي مطابق للمواصفات المطلوبة لمرضى " كوفيد-19"، ولا يُطبّقون البروتوكول الطبي الدولي المُعتمد لعلاج مرضى كورونا.

وبحسب معلومات توافرت لعائلة مفيد "أن الحالة الصحية لمفيد قد ساءت ليلة السبت الماضي، حيث ارتفعت درجة حرارة وضغط الدم وانخفضت نسبة الأوكسجين في الدم، الأمر الذي يعرض حياته للخطر والموت".

هذا وقد تعرّضت زوجة مفيد مشعل لجلطة دماغية في آذار/مارس 2018، أُدخلت على إثرها المستشفى لمدة (7) شهور، خضعت خلالها لعدّة عمليات جراحية؛ مما جعلها غير قادرة على الحركة بنسبة (70%)، وتحتاج لرعاية طبية في بيتها على مدار الساعة.

وتبذل هيئة الدفاع عن السجين السياسي مفيد في هذا الصدد؛ قصارى جهدها للاستفادة من نص قانوني في نظام العقوبات الأمريكي يُتيح بموجبه في حال تمضية السجين لأكثر من نصف مدة العُقوبة، وبلوغه سن ال(60) عاماً، ووجود سبب اجتماعي وإنساني (مرض/إعاقة) لأحد أفراد عائلته المُعالين المباشرين؛ السماح له بتمضية بقية مدة العُقوبة في بيته وبين أفراد أسرته إقامةً جبريةً!

مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية:

أنشئت المؤسسة الخيرية عام 1988 وكان اسمها "صندوق الأرض المحتلة"، قبل أن يتحول اسمها عام 1992 إلى "مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية". وهي مؤسسة غير ربحية معفاة من الضريبة، مقرها الرئيسي في مدينة ريتشاردسون بتكساس، وكان لها مكاتب في نيوجرسي، وكاليفورنيا، وإلينوي.

ومارست "مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية" عملها الخيري والإغاثي، بصفتها إحدى أكبر المؤسسات الخيريّة الإسلامية العاملة في الولايات المتحدة، منذ العام 1988، حتّى تاريخ إغلاقها في العام 2001.

وشملت أنشطة المؤسسة، تقديم المعونات للاجئين الفلسطينيين في لبنان والأردن والأراضي المحتلّة، إضافة إلى توفير الدعم لضحايا الكوارث والحروب في البوسنة وكوسوفو وتركيا والولايات المتحدة.

قررت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، تجميد كافة موجودات وسجلات المؤسسة بتاريخ 4 كانون الأوّل 2001، وقامت السلطات الأمريكية بإلقاء القبض على خمسة من مؤسسي الجمعيّة ومن ضمنهم مفيد عبد القادر مشعل وذلك في تموز/ يوليو عام 2004.

ووجهت هيئة الادعاء حينها، تهماً للمعتقلين بتقديم الدعم المادي لحركة حماس بقيمة تجاوزت 57 مليون دولار، منذ تأسيس المؤسسة حتّى إغلاقها عام 2001، وفي تموز 2007، أعلن القاضي بطلان القضيّة، وذلك بعد شهرين من جلسات الاستماع و19 يوماً من مداولات هيئة المحلّفين، التي فشلت في التوصل لقرار إدانة بالإجماع.

الّا أنّ الحكومة الأمريكية، أعادت فتح ملف القضيّة، بعد أن تغير القاضي وهيئة المحلّفين، وأجرت هيئة الادعاء تعديلات رئيسيّة شملت استدعاء شهود جدد، وتقديم ما قالت: إنّها "دلائل حصل عليها الجيش الاسرائيلي من مقرات السلطة الفلسطينية تشير إلى أن السلطة تعتبر المؤسسة الخيرية ممولاً رئيسيا لحركة حماس".

وبناء عليه، أصدرت محكمة أميركية في ولاية تكساس في 27 أيّار 2009 حكمها بسجن المدير التنفيذي للمؤسسة الخيرية شكري أبو بكر والأربعة المتهمين معه بمدد تتراوح بين 15 و65 عاماً، بتهمة "دعم وتمويل منظمة إرهابيّة".

أغلقت مؤسسة الأرض المقدسة التي كانت يوما ما تصف نفسها بأنها أكبر مؤسسة خيرية اسلامية في الولايات المتحدة عندما صادرت الحكومة الاميركية أرصدتها بعد هجمات 11 ايلول/ سبتمبر 2001.

التوصيات

وأمام الواقع المتجدد من تهديد حياة المعتقل مفيد مشعل تناشد المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان(شاهد) السلطات الأميركية بتقديم العلاج الطبّي اللازم لمفيد مشعل وفق المعايير والإجراءات الطبية المعتمدة للمصابين بكورونا عالميا وطبقا لمعاير حقوق الانسان؛ فوراً ودون إبطاء!

تطالب (شاهد) السلطة الفلسطينية والمملكة الاردنية بالعمل إطلاق سراح المعتقل مفيد مشعل.

بيروت في 17-7-2020

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان(شاهد)