بيانات صحفية

عام دراسي جديد على الأبواب، وقلق يعيشه طلاب مركز سبلين بعد تحويل جزء منه لمركز عزل لمصابي فايروس كورونا!

عام دراسي جديد على الأبواب، وقلق يعيشه طلاب مركز سبلين بعد تحويل جزء منه لمركز عزل لمصابي فايروس كورونا!

(تقرير)

مقدمة:

على مدى عشرات السنين، كان مركز سبلين للتدريب المهني التابع لوكالة الأونروا مقصداً رئيسياً لآلاف الطلبة الفلسطينيين في لبنان، الذين لم تسمح لهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية بالالتحاق بالجامعات.

تواجه إدارة مركز سبلين هذا العام تحديات غير مسبوقة في ظل جائحة كورونا والوضع الاقتصادي الصعب وذلك مع اعتماد قسم من المركز، بقرار من إدارة الأونروا، مكانا للعزل الصحي لاستقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا من اللاجئين الفلسطينيين.

لمحة عن المركز وتأسيسه:

بناءً على رغبة العديد من الطلاب الفلسطينيين بالالتحاق بالاختصاصات المهنية والتقنية، أطلقت الأونروا برنامج التدريب والتعليم المهني والتقني عام 1953. تلا ذلك بعد عشر سنوات إنشاء مركز سبلين للتدريب عام 1963 في منطقة سبلين، حيث قدم الأرض الوزير الراحل كمال جنبلاط. وذلك لمساعدة الطلاب الفلسطينيين ليتمتعوا بمهارات مهنية تخوّلهم إيجاد فرص عمل توفّر لهم دخلاً ثابتًا لإعالة أُسَرِهم.

وقد أُنشِئ المركز لتوفير خدمات مهنية للطلاب الذين أنهوا المرحلة المتوسطة والثانوية. وفي العام 2008، استحدث وكالة الأونروا فرعًا للمعهد في منطقة الشمال، إثر الحرب التي اندلعت في مخيم نهر البارد.

أهمية المركز وإنجازاته:

يُعدُّ معهد سبلين للتدريب المهني والتقني أحد أهم مراكز الأونروا للتعليم، كونه المركز الوحيد الذي يُقدِّم فرصة التعليم المهني والتقني المجاني للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ويخرّج هذا المركز مئات الطلاب والطالبات من اللاجئين الفلسطينيين سنويا ويوفر لهم فرص عمل في مجالات مختلفة. وقد اكتسب المعهد مؤخّرًا مكانة إضافية إثر الترخيص الذي حصل عليه من الدولة اللبنانية بالاعتراف بشهاداته بشكل رسمي، مما أتاح المزيد من الفرص أمام الشباب لجهة العمل والتعلُّم.

إن المركز بفرعَيه يُخرّج حوالي 450 إلى 500 طالب سنويًا. وقد خرّج على مدى سنوات عمله آلاف الطلاب الذين أصبحوا يشغلون مراكز مهمة في لبنان والخارج على حدٍّ سواء. وهو المكان الوحيد الذي يجمع الشباب الفلسطيني بمختلف أطيافه من جميع المناطق اللبنانية، والمخيمات الفلسطينية.

رنيم الأحمد وهدية طحيبش، طالبتان من اللاجئين الفلسطينيين، أنهتا المرحلة الثانوية بنجاح وتوجهتا لمعهد سبلين نظراً لعدم قدرة ذويهم المادية لإلحاقهم بالجامعات. وعن تجربتهما في المعهد، تقول رنيم: "أنهيت مرحلة الثانوية العامة بتقدير جيد، ولم أستطع الالتحاق في الجامعات الخاصة. فأقدمت على التسجيل في مركز سبلين التقني والمهني باختصاص المختبر. عند دخولي، اتضح لي أنه يضاهي جميع الجامعات الخاصة بتعدد اختصاصاته وجودة التعليم فيه. وجدته مكانا لتبادل الحريات والأفكار والثقافات َوالعادات. إنه مكان أشبه ببيت كبير يتسع لجميع العالم والطلاب. ومن خلال دراستي لمدة سنتين في المركز، تعلمت واستفدت الكثير من الخبرات. الأساتذة كانوا متفهمين. أيضا، كل شيء ندرسه يطبّق على أرض الواقع، فيوجد مختبر كامل ومجهز ل٢٥ شخص أفضل من أي مختبر في الجامعات الأخرى".

أما هدية، فأضافت: "عندما دخلت كلية سبلين، كنت طالبة متخرجة من الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU) باختصاص بيولوجي. ولكني لم أجد فرصة عمل في مجال التدريس بعد تخرجي. قررت عدم الاستسلام وتحقيق حلمي في مجال العلوم المختبرية، حيث تلقيت تعليماً متقناً. ومن هنا أريد أن أشير إلى أن سبلين علمتني أن أسير دائماً في اتجاه تحقيق أحلامي، وأن أتعايش مع الواقع وأنجز وأبدع رغم صعوبة الظروف، وخاصة الظروف الصحية المستجدة."

حق التعليم لللاجئ الفلسطيني، وتحديات استمراريته في ظل جائحة كورونا:

يعتبر الحق في التعليم من الحقوق الأساسية التي كفلتها جميع المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وغيرها من مصادر القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان.

وقد ورد الحق في التعليم في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك في المادة السادسة والعشرين التي نصت على أنه لكل شخص الحق في التعلم، وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني، وأن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة.

وقد كفلت وكالة الأونروا حق الطالب الفلسطيني في التعليم المجاني في جميع المناطق في لبنان، ولا سيما في مركز سبلين للتدريب المهني الذي تم تحويل قسم منه هذا العام لمركز عزل لمصابي فايروس كورونا من اللاجئين الفلسطينيين، مما قد يؤثر على منهجية التعليم وجودته.

ومع بداية العام الدراسي الجديد، عبّر مجموعة من الطلاب الفلسطينيين من خلال احتجاجات وفعاليات عن قلقهم حول مصير العام الدراسي الجديد. لذلك أصدرت إدارة المركز بيانا لها أعلنت فيه عن بدء العام الدراسي في مركز سبلين، عبر حضور طلاب سنة ثانية إلى صفوفهم، وفق إجراءات وقائية صحية سيتم اتخاذها للحفاظ على صحة الطلاب والطاقم التعليمي. أما طلاب السنة الأولى فسوف يتلقون تعليمهم عن بعد عن طريق الأنترنت.

من هنا، تطرح المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) عدة تساؤلات، بناءً على المخاوف والشكاوى التي تقدم بها العديد من ذوي طلاب مركز سبلين للمؤسسة:

كيف ستقوم إدارة مركز سبلين بالتوفيق بين مسيرة الطلاب التعليمية، والحفاظ على صحتهم وصحة المصابين المحجورين في المركز؟ وما هي الإجراءات التي ستقوم بها لمنع الاختلاط بين المصابين والطلاب الذين يقصدون المركز؟ وكيف ستتعامل إدارة المركز مع هذه الأزمة في حال قررت وزارة التربية استئناف العام الدراسي بشكل طبيعي وعودة جميع الطلاب للحضور؟ وهل تم تجهيز مركز سبلين بشكل كافي؟ خصوصا بعدما اعتبرته مرجعيات لبنانية صحية أنه مركز غير مؤهل بوضعه الحالي كي يكون مركزا للحجر، ما لم تقم الأونروا بمزيد من الاستعدادات والتأهيل للمركز.

وبناءً على أهمية التعليم لأبناء شعبنا الفلسطيني، وأهمية مركز سبلين للتدريب المهني في بناء مستقبل أبنائنا خصوصا في لبنان، إننا في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) نطالب بالتالي:

1. تأمين حق التعليم لكافة الطلاب خاصة طلاب السنة الثانية، نظراً لحاجتهم للتدريب العملي وإعطائهم المنهاج التعليمي بشكله الكامل وفق شروط صحية مواتية.

2. إيجاد مكان صحي آخر غير مركز سبلين للعزل الصحي لمصابي فايروس كورونا.

بيروت في 19/9/2020

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)