يأتي اليوم
العالمي للتضامن مع مرضى الثلاسيميا في ذكرى الثامن من أيار، هذا العام في ظروف
صعبة ومعقدة على الصعيد الفلسطيني. عشرات الحالات تعاني هذا المرض في ظروف قاسية
في المخيمات الفلسطينية في لبنان، لا سيما مع استمرار الأزمة الاقتصادية منذ
سنوات، إضافة للتحديات التي ما زال يواجهها الفلسطينيون، كحرمانهم من الشخصية
القانونية ومن الحق في العمل والعديد من حقوقهم الأساسية.
وفي المقابل
خلال الشهور الماضية، استشهد خمسة عشر مريضا بالثلاسيميا في قطاع غزة – وفقا
لجمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا في فلسطين – نتيجة للاستهداف المباشر والقتل، أو
بسبب انهيار منظومة الصحة. الاحتياجات الصحية اليومية للمرضى أصبحت شبه مستحيلة،
وتأثيرات مرض الثلاسيميا على حياة المرضى أصبحت مصدر قلق وتهديد لصحتهم.
تبين المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) أنّه أصبح من الصعب الحصول على وحدات دموية شهرية
لمرضى الثلاسيميا، مما أدى إلى تراجع مستوى قوة الدم لديهم بشكل خطير يهدد حياتهم.
هذه الأوضاع الصعبة لا تقتصر فقط على قطاع غزة، بل امتدت إلى المناطق الأخرى مثل
الضفة الغربية، حيث تعيق الحواجز وتقطيع الطرق حركة المرضى والعاملين الصحيين، مما
يضعهم في خطر متزايد.
تؤكد (شاهد) على
أنّ الحق في الصحة يُعتبر حقاً أساسياً للإنسان الفلسطيني. فهو جزء من مجموعة
الحقوق الأساسية التي يجب أن يحظى بها كل إنسان، وهو مشتق من الحق في الحياة
والكرامة الإنسانية. فقد أكدت المادة 3 والمادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان الحق في في الحياة والحق في الصحة.
تؤكد المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) وفي ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جريمة
الإبادة الجماعية في قطاع غزة، على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتوفير الرعاية
الطبية اللازمة لمرضى الثلاسيميا في فلسطين، بما في ذلك توفير الوحدات الدموية
والعلاجات اللازمة للمرضى. كما تشدد على ضرورة حماية المرضى والعاملين الصحيين من
الاستهداف المباشر وضمان وصولهم إلى الخدمات الطبية بأمان، وفقًا للقانون الدولي
الإنساني.
المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)
بيروت، 5/8/2024