غزة،فلسطين بيروت، لبنان – أصدرت المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) تقريراً شاملاً بعنوان "نساء في مواجهة
الإبادة: تحديات الصحة والرعاية للنساء في غزة"، استناداً إلى جهد بحثي مطوّل
وخلاصة قراءات معمّقة ومتابعات ميدانية دقيقة. يسعى هذا التقرير إلى تسليط الضوء
على المعاناة المروّعة التي تواجهها النساء في قطاع غزة نتيجة الحرب المستمرة،
والتي تمثل جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، مع التركيز على النساء كإحدى أكثر
الفئات تضرراً.
معاناة نساء غزة: أرقام صادمة
ضحايا النساء: أكثر من 10 آلاف امرأة فقدن حياتهن
بسبب الهجمات، مع تصاعد غير مسبوق في عدد الأرامل والنازحات. النساء والأطفال
يمثلون نحو 70% من الضحايا.
الأمهات
والحوامل:يعيش أكثر من 49 ألف امرأة حامل ظروفاً كارثية، حيث تواجه 17 ألفاً منهن المجاعة،
بينما تعاني 155 ألف امرأة من صعوبات في الحصول على أي رعاية طبية.
النظافة
الشخصية:تفتقر 690 ألف فتاة وامرأة في غزة إلى الفوط الصحية، مما يزيد من مخاطر الإصابة
بالأمراض المعدية.
جرائم الاحتلال بحق النساء:
استهداف مباشر: تتعرض النساء النازحات للاستهداف
بالصواريخ والاعتداءات أثناء محاولتهن البحث عن الأمان.
الاعتقال
التعسفي:اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 142 امرأة، من بينهن طفلات ورضيعات، في ظروف قاسية
وغير إنسانية.
ذوات الإعاقة: ارتفعت أعداد النساء من ذوات الإعاقة
بشكل كبير بسبب استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دولياً.
النساء في غزة ضحايا انتهاكات جسيمة
يشير التقرير إلى أن النساء في غزة يعانين من
انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، حيث تُنتهك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949
والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 من خلال غياب الحماية واستهداف المستشفيات.
كما يتم حرمانهن من حقوق أساسية يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية
القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)، بما
في ذلك حقهن في الرعاية الصحية والإنجابية. ووفق التقرير، فإن السياسات الممنهجة
التي تستهدف النساء قد ترقى إلى جريمة إبادة جماعية وفق المادة 6 من نظام روما
الأساسي، من خلال فرض ظروف معيشية تؤدي إلى الإهلاك ومنع الإنجاب قسراً.
جهود بحثية لرصد الانتهاكات
يأتي
هذا التقرير بعد عمل مكثف شمل متابعة يومية للواقع الميداني، تحليل الشهادات
الحية، واستعراض البيانات الرسمية والتقارير الحقوقية الدولية. يهدف التقرير إلى
كشف الحقائق المرعبة حول استهداف النساء الفلسطينيات، ليس فقط من خلال القتل
والتدمير، بل أيضاً عبر منع الوصول إلى الخدمات الصحية والإنجابية، مما يشكّل
انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. يؤكد هذا التقرير أن استهداف النساء
الفلسطينيات يمثل جزءاً من سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض المجتمع الفلسطيني.
توصيات عاجلة لحماية نساء غزة
يدعو
التقرير إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية النساء في غزة، تبدأ بتعزيز وجود مراقبين
دوليين لضمان سلامتهن وتوفير ممرات إنسانية آمنة. كما يشدد على أهمية فتح تحقيقات
دولية عاجلة من قبل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الجرائم الممنهجة
المرتكبة بحقهن. ويؤكد التقرير ضرورة دعم الرعاية الصحية من خلال توفير المستلزمات
الطبية والصحية اللازمة للصحة الإنجابية وخدمات الطوارئ، إلى جانب إطلاق برامج
شاملة لإعادة تأهيل النساء الناجيات من الحرب على المستويين النفسي والاجتماعي.
ومن جهة أخرى، يوصي التقرير بتنفيذ حملة توعية دولية تسلط الضوء على معاناة النساء
في غزة لحشد التضامن الدولي والضغط على سلطات الاحتلال لوقف الانتهاكات المستمرة.
للاطلاع على
التقرير الكامل