Reports & Researches

تحت وطأة النزوح: أوضاع إنسانية صعبة في مخيمات شمال لبنان

تقرير يرصد الأوضاع الحقوقية للاجئين الفلسطينيين النازحين في شمال لبنان

7\10\2024

قامت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بجولة ميدانية لتفقد أوضاع النازحين نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على مختلف المناطق اللبنانية مع استهداف مركز على المناطق الجنوبية. شملت الجولة مراكز النزوح في مخيمي نهر البارد والبداوي في مدينة طرابلس، حيث اطلعت المؤسسة على الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها النازحون من جميع المخيمات الفلسطينية في صور، صيدا، بيروت، والبقاع. وقد تزايدت أعداد النازحين بشكل ملحوظ، مما أدى إلى ضغوط كبيرة على البنى التحتية المتاحة في تلك المراكز.

أوضاع النازحين في مراكز الإيواء:

وفقًا للإحصائيات الأولية حتى تاريخ 3/10/2024، بلغ عدد العائلات النازحة المسجلة في مراكز الإيواء أكثر من 2000 عائلة، موزعة على عدة مدارس ومراكز، حيث توزعت العائلات على النحو التالي:

  • 440 عائلة في مدرسة بيتير.
  • 450 عائلة في مدرسة جبل طابور.
  • 180 عائلة في مدرسة طوباس.
  • 230 عائلة في مدرسة غزة.
  • 200 عائلة في مجمع مزار – مجدو.
  • 530 عائلة في ثانوية عمقا.

يتم فصل أفراد الأسرة في هذه المراكز، حيث يخصص الطوابق للذكور من عمر 13 سنة وما فوق، بينما النساء والأطفال دون سن 12 عامًا يقيمون في طوابق منفصلة. لا يلتقي أفراد العائلة إلا في ساحات المدارس. أما الخدمات الأساسية مثل الاستحمام، فتتوفر وحدات استحمام واحدة للذكور وأخرى للإناث، مع وجود نقص واضح في عدد أماكن الاستحمام، ما يجعل الاستحمام اليومي غير ممكن للجميع.

التحديات الرئيسية

يعاني النازحون في مراكز الإيواء من نقص حاد في المستلزمات الأساسية، حيث تعاني المراكز من شح في الفرش والوسادات والأغطية نتيجة ضعف الاستعداد المسبق من قبل الأونروا واستغلال التجار للحاجة المتزايدة. كما يعانون من نقص حاد في الغذاء، إذ لم توفر الأونروا سوى علب معلبات تكفي لثلاثة أيام، بينما يعتمد الكثير على جهود فردية لتوفير الوجبات، رغم محدودية هذه الجهود. بالإضافة إلى ذلك، يعاني النازحون من نقص في مواد النظافة الشخصية الأساسية مثل الصابون والشامبو، مما يؤثر سلبًا على صحتهم ونظافتهم الشخصية. أما فيما يتعلق بالمياه الصالحة للشرب، فيعتمد النازحون على متبرعين أفراد ومحطات تحلية لتأمين حاجتهم منها، في ظل غياب مصادر ثابتة ومستدامة للمياه النظيفة.

الإشراف الإداري والخدمات الطبية:

يشرف مدير كل مدرسة على عمليات تسجيل وفرز النازحين وتوزيع المساعدات، بمساعدة أربعة من المنسقين. يتم تقديم الرعاية الطبية من خلال عيادة المخيم التي تستقبل حوالي 800 مريض يوميًا. تم افتتاح نقطة طبية جديدة للعائلات اللبنانية والسورية النازحة، بينما يتم تحويل اللاجئين الفلسطينيين إلى المستشفيات المتعاقدة مع الأونروا. كما يتم تحويل مرضى غسيل الكلى إلى مستشفى صفد التابع للهلال الأحمر الفلسطيني.

أوضاع العائلات خارج مراكز الإيواء:

يُقدر عدد العائلات التي استأجرت منازل أو تقيم عند أقاربها بحوالي 600 أسرة في مخيم نهر البارد و500 أسرة في مخيم البداوي. الأونروا لا تقدم أي مساعدات لهؤلاء العائلات سوى الرعاية الصحية، رغم حاجتهم الملحة للغذاء والمستلزمات الأساسية.

موقف اللجان الشعبية والفصائل:

انتقدت اللجان الشعبية في مخيم نهر البارد والبداوي تقصير الأونروا في الاستجابة لحالة الطوارئ، رغم إعلانها منذ شهر نيسان 2024 عن تشكيل لجنة طوارئ. ورغم وعود الأونروا بتوفير مطابخ للطهي، إلا أن هذه المطابخ لم تُجهز بعد، مما زاد من الضغط على مؤسسات المجتمع المدني لتلبية احتياجات النازحين.

التوصيات:
تدعو المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) المجتمع الدولي والأونروا إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه النازحين في مخيمات الشمال اللبناني، من خلال تقديم مساعدات عاجلة تشمل الغذاء، المستلزمات الأساسية، ومرافق النظافة. كما ينبغي على الجهات الدولية المانحة زيادة دعمها للأونروا لتمكينها من الاستجابة الفعالة للأزمات الإنسانية المتزايدة. يجب العمل بشكل عاجل على تحسين البنية التحتية في مراكز الإيواء، وتوفير نقاط طبية إضافية لتخفيف الضغط على العيادات الحالية. كما تدعو (شاهد) إلى تفعيل برامج الطوارئ التي تم الإعلان عنها مسبقًا لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية للنازحين.

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)

بيروت في 05/10/2024