بيانات صحفية

مساعدات الأونروا العينية تثير جدلاً بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن نيتها توزيع مساعدات إغاثية عينية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كبديل للمساعدات المالية الدورية التي توقفت منذ تموز/يوليو 2024 لفئات تشمل الأطفال، المسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة. وقد اشترطت الأونروا تسجيل جميع أفراد الأسرة عبر نظام التحقق الرقمي كشرط أساسي للاستفادة من هذه المساعدات والخدمات المستقبلية التي تقدمها.

التحديات التي تواجه اللاجئين:

يواجه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ظروفًا اقتصادية واجتماعية صعبة، تفاقمت بشكل ملحوظ مع اضطرار عشرات الآلاف منهم للنزوح من منازلهم لأكثر من ثلاثة أشهر نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي شهدته البلاد. هذه الأوضاع أدت إلى خسائر كبيرة في مصادر الدخل، مما زاد من الأعباء المعيشية عليهم، في وقتٍ تعرضت خطة الطوارئ التي تبنتها الأونروا لانتقادات واسعة بسبب عدم تلبيتها للاحتياجات الأساسية للاجئين خلال الأزمة.

المساعدات المقدمة وآليات التوزيع:

رغم هذه الظروف، قررت الأونروا توزيع طرود إغاثية تحتوي على كميات محدودة من الحبوب وبعض المعلبات، تقدر قيمتها بـ 15 دولارًا أمريكيًا، ولمرة واحدة فقط وفقًا لشهادات عدد من اللاجئين الذين تلقوا هذه المساعدات، وتشمل كميات محدودة من الحبوب وبعض المعلبات، وتوزع لمرة واحدة فقط. كما تم تحديد أماكن التوزيع خارج المخيمات والتجمعات السكنية، في ساحات عامة، مما أثار تساؤلات حول الأثر اللوجستي والاقتصادي على المستفيدين، خاصة أن تكلفة الوصول إلى هذه المواقع قد تعادل قيمة المساعدات المقدمة، فضلًا عن المخاوف المتعلقة بكرامة اللاجئين.

توصيات المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد):

في هذا السياق، تدعو المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) الأونروا إلى اتخاذ إجراءات أكثر استجابة لحاجات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من خلال:

1. إطلاق نداء طوارئ دولي لتأمين مساعدات مالية وعينية مستدامة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

2. إعادة النظر في آليات توزيع المساعدات، سواء من حيث محتويات الطرود أم مواقع توزيعها، لضمان سهولة الوصول إليها.

3. توزيع المساعدات داخل المخيمات حفاظًا على كرامة اللاجئين وتقليل الأعباء المالية المرتبطة بالمواصلات.

4. إعادة صرف المساعدات المالية الدورية للفئات الأكثر ضعفًا، بما يشمل الأطفال، المسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة.

5. توسيع نطاق برنامج "العسر الشديد" ليشمل العائلات الأكثر احتياجًا، نظرًا لارتفاع معدلات الفقر في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

بيروت، 28 شباط/فبراير 2025


المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)