يحتفل العالم في 29 من شهر تشرين
الثاني من كل عام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في لفتة دولية أقرتها
الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 كانون الأول 1977 للاهتمام بالقضية الفلسطينية
ومساندة الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره وبناء دولته.
إن التضامن العالمي مع الشعب
الفلسطيني، حتى على المستوى الاحتفالي، يؤكد حقوق الفلسطينيين كما يؤكد نضالهم
وتضحياتهم خلال أكثر من سبعين عاما .
يناضل الشعب الفلسطيني، داخل
الأراضي المحتلة وفي الشتات، ببسالة عالية لنيل حقوقه التي أقرها القانون الدولي
وأكدتها قرارات دولية عديدة صدرت عن مؤسسات الأمم المتحدة، ويدفع في سبيل ذلك
أثمانا باهظة الثمن.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، نذكر التضحيات التي
يقدمها الفلسطينيون منذ عشرات العقود. نذكر منهاعمليات الاعتداءات والاقتحامات وعمليات التهويد المتكررة في القدس والمسجد
الأقصى، فضلا عن الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين الفلسطينيين في الأراضي
الفلسطينية المحتلة وخاصة الإدارية منها. كما أن عمليات بناء المستوطنات تجري دون توقف. وليس خافيا ما
يتعرض له قطاع غزة من حصار، لم يسجل
التاريخ الحديث مثله، منذ 15 عاما تقريبا فضلا عن شن حروب عدوانية سحقت عظام
الأطفال والنساء وخلفت دمارا مروعا في الأعيان المدنية.
أما عن
معاناة اللاجئين الفلسيطنيين في الشتات، فهي أكبر من أن توصف بكلمات..
ففي لبنان مثلا يعاني اللاجئ من ظروف معيشية غاية في الصعوبة في ظل حرمان مزمن
الحقوق الأساسية (العمل، التملك، السكن..). ومع الأزمة الاقتصادية الصعبة التي
يعيشها لبنان منذ حوالي 3 سنوات، تفاقمت معاناة اللاجئين بشكل دراماتيكي. وكذلك الأمر معاناة
اللاجئين الفلسطينيين في سوريا،
التي لا تزال مخيماتها تلملم جراحها وتنتظر عمليات إعادة البناء، وما يزال عشرات
آلاف اللاجئين إما نازحين داخل سوريا، أو مهجرين في الشتات.
أما على مستوى وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فلا تزال المخاطر تهدد عملها بل ووجودها في بعض
الأحيان، لا سيما أن اللاجئين الفلسطينيين لمسوا تراجعاً كبيرا في تقديم الخدمات الأساسية في ظل تقليص الدعم من
الدول المانحة، إضافة إلى ما سمي باتفاق الإطار الذي تم مؤخرا بين الولايات
المتحدة والأونروا والذي يهدد عمل الأونروا من جوانب عدة.
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تدعو المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد تدعو
إلى يلي:
1. تدعو المجتمع الدولي، لا سيما، الأمم المتحدة إلى
التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني، وتقديم المساهمات الضرورية لتمكين الفلسطينيين
من العيش بكرامة. كما تدعو إلى مواجهة انتهاكات الاحتلال الوقحة للقانون الدولي
واتخاذ كل الاجراءات اللازمة حيال ذلك.
2. تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ قرارت حازمة وصارمة
بإنهاء أطول احتلال في التاريخ الحديث، والاعتراف الكامل بحقوق شعبنا الفلسطيني
بموجب القرار الذي اعتمدته الأمم المتحدة، ويحمل الرقم 3236 في 22 نوفمبر 1974
3. تدعو الدول المضيفة، لا سيما في لبنان، الى ضرورة
إقرار الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان حتى يتمكنوا من العيش بكرامة.
بيروت في 29/11/2021
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)