بيانات صحفية

(شاهد) توجه نداء عاجلا لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي على جنين وتدعو الى محاسبة قادة الاحتلال جزائياً

شهدت مدينة جنين ومخيمها عملية عسكرية واسعة النطاق بدأها الاحتلال الاسرائيلي فجر يوم الإثنين الموافق 3/7/2023، تضمنت استخدام الطائرات المروحية والمسيرات والقوات البرية، بما فيها وحدات الكوماندوز الاسرائيلية في عملية وصفت بأنها الأعنف منذ عام 2002.

يستخدم الاحتلال الاسرائيلي القوة المفرطة في استهداف المدنيين والتسبب في خسائر بشرية ودمار مادي كبير حيثيتجلى ذلك في ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 8، مع الإشارة إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود 50 إصابة منها 10 في حالة حرجة.

تشير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بأن استخدام العنف والقوة المفرطة من قبل الاحتلال لم يقتصر فقط على استهداف الإنسان، فقد شنّت مروحيات الاحتلال أكثر من 15 غارة مدمرةً عدداً من المنازل والمباني داخل مخيم جنين، بينما شرعت جرافات عسكرية ضخمة بأعمال تجريف وتدمير في المخيم.

نؤكد في (شاهد) بأن الاحتلال الاسرائيلي ينتهك مجدداً الأعراف والقوانين الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تنص على ضرورة حماية المدنيين في زمن النزاعات المسلحة. أيضاً على أهمية الحفاظ على حياة المدنيين وسلامتهم، وعدم استهدافهم بأي هجمات مباشرة. وفقًا للمعطيات المتوفرة، والأحداث السابق ذكرها، يبدو أن هناك انتهاكات واضحة لهذه الاتفاقية في اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين.

وتضيف (شاهد) انه يجب تطبيق القرارات الدولية لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، وضمان عودتهم إلى ديارهم وتعويضهم، بدلاً من تعرضهم للقتل والاستهداف بشكل مروع كما يحدث الآن.

تحذّر (شاهد) من تصريحات المسؤولين الاسرائيليين التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الانتهاكات تجاه الفلسطينيين، وعلى سبيل المثال لا الحصر قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت: "أن قوات الجيش الاسرائيلي في الميدان لديها الحرية الكاملة في التصرف والعمل وفق ظروف الميدان". تؤكد (شاهد) أن تبعات هكذا تصريحات بدأت تظهر في هذه العملية العسكرية، فقد وثقت وسائل الإعلام مجزرة إسرائيلية ارتكبت بحق 3 فتية فلسطينيين عزّل استهدفوا بالرصاص الحي مما وضعهم في حالة حرجة جداً. كما بدأ جنود الاحتلال باستخدام المباني السكنية كترسانات عسكرية يستخدمونها لقنص المدنيين الفلسطينيين. تؤكد (شاهد) أن تصريحات قادة الاحتلال هي اقرار بالجريمة وهي تحملهم مسؤولية جزائية يعاقب عليها القانون الدولي.

تؤكد المؤسسةالفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) على أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمخيم جنين والانتهاكات التي تم ارتكابها تمثل خرقًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي وتشكل تهديدًا خطيرًا على حياة المدنيين.

بناءً على ذلك، فإننا نحث المجتمع الدولي على التدخل العاجل لحماية حقوق الإنسان في جنين وفي جميع أنحاء فلسطين وندعو الى ما يلي:

1. المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء العملية العسكرية الجارية وحماية الفلسطينيين من الانتهاكات الحاصلة.

2. تدعو المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه الانتهاكات المتكررة وكشف الحقائق للعالم. يجب توثيق الانتهاكات وجرائم الحرب المحتملة وتوفير الشهادات اللازمة للمحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي. و ينبغي لمحكمة الجنايات الدولية أن تقوم بدورها في محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.

3. مطالبة مدعي عام محكمة الجنايات الدولية السيد كريم خان إلى التدخل السريع لفتح تحقيق في جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

4. تدعوالمجتمع الدولي إلى فرض عقوبات اقتصادية سياسية ودبلوماسية على الاحتلال من اجل وقف العدوان.

بيروت، 4/7/ 2023