المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد)
تستنكر بشدة تصريحات المطران سمعان عطا الله
الذي انتقد فيها عودة بعض النازحين الى مخيم نهر البارد
|
اثناء خروج النازحين من مخيم نهر البارد |
تلقت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) وعموم أهالي مخيم نهر البارد تصريحات المطران سمعان عطالله بدهشة واستغراب شديدين. وكان المطران عطا الله قد انتقد بشدة عودة بعض النازحين الى مخيم نهرالبارد اثناء قداس بمناسبة مرور اربعين يوما على استشهاد النقيب صبحي العاقوري في بلدة دير الاحمر في البقاع في 28\10\2007. كما دعا المطران عطا الله الى تحويل مخيم نهر البارد الى متحف او معرضا يزوره الناس ليأخذوا درسا في كيفية بناء السلام، واصفا مخيم نهر البارد بمخيم الرعب والارهاب والنار والاسلحة المتطورة، داعيا ايضا الى جعل وسط المخيم حديقة عامة.
ان عودة النازحين الى منازلهم مكفول في القانون الدولي لحقوق الانسان حيث تضمن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ذلك الحق وفق ما جاء في المادة 2 (1) التي نصت على انه " تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد باحترام الحقوق المعترف بها فيه، وبكفالة هذه الحقوق لجميع الأفراد الموجودين في إقليمها والداخلين في ولايتها، دون أي تمييز بسبب العرق، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسيا أو غير سياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو النسب، أو غير ذلك من الأسباب." وهو ذات الحق الذي سبق ان نصت عليه المادة (2) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان وتضمنه الدستور اللبناني.
وعليه فإن من حق النازحين الاستفادة من مبدأ عدم التمييز استنادا ً الى قواعد الحق الدولي المذكورة آنفاً، بالاضافة الى المبدأ التوجيهي رقم 4 (1) وكذلك مبادىء مقرر الامم المتحدة الخاص "بنهييرو" Pinheiro المتعلقة بالسكن واعادة الممتلكات لا سيما المبدأ 3 (1، 2) .كما ان المبدأ 29 (1) من مبادىء "بنهييرو" Pinheiro والمبدأ التوجيهي 1 (1) ينصان على ان النازح "يجب ان لا يتعرض للتمييز في ممارسته للحقوق والحريات على اساس انه من النازحين."
|
اثناء خروج النازحين من مخيم نهر البارد |
ان المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) اذ تنظر الى تصريحات المطران عطا الله على انها منافية لمبادئ حقوق الانسان كما انها دعوة تفوح منها رائحة العنصرية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. فإنها تؤكد على جملة من النقاط:
-
ان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عموما ومخيم نهر البارد خصوصا قالوا منذ اليوم الاول للمعارك انهم ينبذون ظاهرة فتح الاسلام وانهم ضد الاعتداء على الجيش الوطني اللبناني وعلى أمنه واستقراره. وقد صرحوا بذلك مرارا وتكرارا. كما ان العماد ميشال سليمان قالها صراحة ان معركة الجيش ليست مع اللاجئين الفلسطينيين بل مع تنظيم فتح ا لاسلام حصرا.
-
ان اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد قد دفعوا ثمنا باهظا اثناء المعارك وبعدها، حيث سقط عدد كبير من المدنيين بين شهيد وجريح. كما انهم فقدوا حقهم في الاقامة فدمرت منازلهم تدميرا كاملا خصوصا في المخيم القديم – الحديقة العامة كما يتمنى المطران عطا الله – وعطلت مصالحهم وتجارتهم، ودمرت مدارسهم وعاشوا في مخيم البداوي في ظروف انسانية بائسة يرفض المطران عطا الله ان يعيشها حتى لساعات. وعند عودتهم وجدوا ان بيوتهم اما سرقت واما حرقت او دمرت. فقتلت الروح بداخلهم وهم احياء يتمنون لو قضوا جميعا حتى لا يجدوا انفسهم على هذه الحالة.
-
ان الدعوات الى عدم السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ما تبقى من مخيم نهر البارد تتعارض في الشكل والمضمون مع الدعوات الصادقة الاخرى التي تدعو الى تجاوز المحنة الشديدة والبحث عن سبل التلاقي ونسيان الماضي على مرارته، وتأسيس علاقة قائمة على الحقوق ووالواجبات.
-
ان تدعو كل القوى السياسية الفلسطينية وجمعيات المجتمع المدني الى مسيرات عودة ليس الى مخيم البارد بل باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة وليتحمل الفلسطيينون مخاطر ذلك من دولة الاحتلال الاسرائيلي بدلا من العيش في ظروف انسانية صعبة جدا. وعندها سوف يترك اللاجئون الفلسطينيون مخيماتهم للمطران عطا الله وسواه ممن يتمون بناء الحدائق العامة والمنتجعات السياحية على انقاضها غير آبهين ببشر من بني آدم اسمهم لاجئون فلسطينيون.
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد)
بيروت في 30\10\2007