صرح وزير الخارجية
السابق ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد لقاء جمعه بالبطريرك الماروني مار
بشارة بطرس الراعي، يوم 19/7/2020 أن "مبدأ حياد لبنان يمكن أن ينجح إذا اعترفت
الدول المجاورة به وطبقته من خلال إخراج عناصر الخارج المتفجرة في الداخل". واعتبر
أن الوجود الفلسطيني هو عنصر تفجير في لبنان مساويا بينه وبين الاحتلال الإسرائيلي
وعناصر أخرى.
وتتساءل (شاهد) هل
فعلا يشكل الفلسطينيون عناصر متفجرة في الداخل اللبناني وأن وجودهم يؤثر على مبدأ الحياد
في لبنان؟ وهل تساهم هكذا تصريحات في معالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها
لبنان، والتي ليس للفلسطينيين أية مسؤولية تجاهها؟ بل على العكس، إن الوجود الفلسطيني،
وبناء على آراء خبراء اقتصاديين، يساهم وبشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي اللبناني.
كما تتساءل (شاهد)
أيضا، هل يدرك السيد جبران باسيل أن وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كان نتيجة
للصراع العربي الإسرائيلي وأنهم هجّروا قسرا إلى دول متعددة من بينها لبنان، وأن دولة
الاحتلال ترفض رفضا قاطعا عودة أية لاجئ فلسطيني من العودة إلى بيته أو قريته؟
وفي هذه السياق فإن
(شاهد) تدعو السيد جبران باسيل، كون أن لدى تياره 30 نائب في البرلمان ولدى تياره تأثير
كبير في الحياة السياسية اللبنانية أن يسمح للاجئين الفلسطينيين بالتظاهر والاحتجاج
بل وبإنشاء المخيمات على الحدود مع فلسطين، بدلا من إطلاق هكذا تصريحات.
وتسجل (شاهد) استغرابها
لما صدر عن السيد جبران باسيل الذي كان وزيرا للخارجية في مرحلة سابقة والذي يفترض
أنه مطلع جيدا على القانون الدولي والعلاقات الدولية وأسباب الصراع العربي الإسرائيلي.
المؤسف أن هكذا تصريحات عنصرية وضعت الاحتلال الاسرائيلي، المسؤول عن تهجير الشعب الفلسطيني،
واللاجئ الفلسطيني في الخانة نفسها.
وإذ تسجل المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) ارتفاع حدة خطاب الكراهية والنبرة العنصرية بشكل كبير،
فإنها تدعو إلى الكفّ عن إطلاق هكذا تصريحات والتصرف بمسؤولية وعقلانية واحترام حقوق
الإنسان على كل من يقيم على أراضي الجمهورية اللبنانية بغض النظر إن كان مواطناً أو
لاجئاً، انطلاقا من التزامات لبنان الدولية لا سيما ما ورد في مقدمة الدستور لجهة احترام
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
كما تدعو المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان
(شاهد) إلى البحث عن الأسباب الحقيقية للأزمات الاقتصادية والسياسية، بعيدا عن الخطابات
العنصرية التي تؤزم الوضع ولا تعالجه. كما تدعو إلى استكمال الحوار بمسؤولية وموضوعية
حول الرؤية اللبنانية الموحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان والتي صدرت قبل نحو
ثلاث سنوات عن لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني.
بيروت،
20/7/2020
المؤسسة الفلسطينية
لحقوق الإنسان (شاهد)