اعتدت الشرطة الاسرائيلية مساء السبت10/12/2022 على عشرات
الفلسطينيين عند منطقة العامود في القدس عقب احتفالهم بفوز المنتخب المغربي في
مباراة ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم أمام نظيره البرتغالي.
ووثقت تسجيلات مصورة إقدام عناصرٍ من فرق الخيالة بمؤازرة قوات
راجلة على مطاردة الشبان المحتفلين والاعتداء عليهم ضرباً بالهراوات ما أسفر عن
إصابة العديد منهم. كما حاولت قوات الاحتلال اعتقال البعض منهم في منطقي باب
العامود وشارع صلاح الدين.
وتجدر الاشارة الى ان استهداف الشبان العزّل كان إبّان احتفالات
سلمية لم تتعد رفع الأعلام المغربية والفلسطينية وترديد الهتافات ابتهاجاً
بالإنجاز الرياضي.
توكدّ المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) على حق
الفلسطينيين في الحياة والمشاركة في الفعاليات الثقافية والرياضية والتشجيع
والاحتفال؛ وتدين وحشية الاحتلال في التعاطي مع الفلسطينيين ضاربةً عرض الحائط
المواثيق والاعراف الدولية.
إن هذا الانتهاك الجسيم بحق المدنيين يشكل خرقاً واضحاً للعديد
من الحقوق الأساسية الواردة في صكوك دولة متعددة.
ووفقاً للمادة 3 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان لعام 1948
فإن لكل انسان الحق في الحياة والحرية والسلامة على شخصه، ويؤكد العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 في المادة 6 منه على أنه حق ملازم لكل
شخص.
إن وحشية شرطة الاحتلال في الاعتداء على المشجعين ضربأً
بالهراوات تتناقض مع الحق في الحرية والأمان والسلامة الجسدية والحماية من
المعاملة القاسية والمهينة والتي ترافق حرية الرأي والتعبير دون أي مضايقة .
وعلى الرغم من الفشل في محاولة شرطة الاحتلال في اعتقال
المشجعين الا أن هذه المحاولة بحدّ ذاتها تعدّ انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الانسان
لجهة عدم قانونية توقيف أي شخص أو اعتقاله تعسفاً .
وتجدر الاشارة في هذا السياق الى أن قوات الاحتلال تعتزم
الاعتداء على الفلسطينيين ضمن سياسة ممنهجة لطمس أية محاولة للتعبير عن هويتهم
الثقافية الوطنية أو القومية العربية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفضّ خلالها قوات الاحتلال أي تجمع
سلمي مهما كان طابعه سواءً كان مطلبياً أم حياتياً (الفرح أو العزاء) أو دينياً أو
ثقافياً. كما وإن منطقة باب العامود في
القدس بالذات هي عرضة للاستهداف بصورة دائمة لما تحمله من أهميةٍ ثقافية وبُعدٍ
وجودي.
إن آلة القمع الإسرائيلية تمنع، وبأي وسيلة كانت، أي محاولة للفلسطينيين للتعبير عن هويتهم
الفلسطينية، حتى أن قوات الاحتلال تجد في مجرد رفع الأعلام أو ترديد الهتافات
ذريعة للعنف والاعتقال.
وانطلاقاً مما كرّسه النظام الداخلي للـFIFA في
المادة 3 منه من "تأكيد احترامها لجميع حقوق الانسان المعترف بها دولياً
والسعي جاهدةً نحو تعزيز حماية هذه الحقوق". ثم إن المادة 11 منه نصت على
موجب جميع الأعضاء بالامتثال الدائم للنظام الأساسي للFIFA والقواعد والقرارات
الصادرة عنه.
إن الانتهاك الجسيم لهذه الأحكام من شأنه تعريض العضو للطرد من
الاتحاد وفقاً للمادة 17 من النظام .
وعليه فإن على الاتحاد الدولي لكرة القدمFIFA التحرك
لحماية المدنيين الفلسطينيين من الوحشية والاستخدام المفرط للقوة الذي تمارسه شرطة
الاحتلال تجاه المشجعين الفلسطينيين.
إننا في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان إذ نؤكد على حق
الفلسطينيين في التجمع والتعبير السلمي عن هويتهم الثقافية والمشاركة في الفعاليات
الرياضية والتي يكفلها القانون الدولي لحقوق الانسان، فاننا نطالب المجتمع الدولي
والهيئات الرياضية بما في ذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA بما يلي:
1.
إعادة النظر في عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي
لكرة القدم لانتهاكها لحقوق الانسان الأساسية.
2.
فتح تحقيق في الانتهاكات الاسرائيلية والاعتداء على
المشجعين الفلسطينيين إبان كأس العالم لكرة القدم.
3.
ضمان حماية الفلسطينيين أثناء مشاركتهم و تفاعلهم
مع الأحداث الرياضية.
13/12/2022
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)