بيانات صحفية

(شاهد) تدعو لوقف الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة وتطالب بتشكيل لجنة تحقيق فورية لتحديد المتورطين في عمليات القتل وتسليمهم للجهات القضائية

تتابع المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بقلق بالغ التقارير الأولية الخطيرة حول الاشتباكات المسلحة الجارية في مخيم عين الحلوة منذ يوم الأحد الموافق 30 تموز2023 والمستمرة  حتى هذه اللحظة حيث تؤكد أن هذه الأحداث تشكل مصدر قلق عميق للمجتمع الفلسطيني، وتنبهنا جميعًا إلى المآلات الخطيرة إن استمر الوضع على ما هو عليه.  وبدأت الاحداث الدامية عندما تعرض ناشط إسلامي للاغتيال وإصابة آخرين بينهم أطفال مساء يوم السبت 29/7/2023. وفي  صبيحة اليوم التالي اندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها كل أنواع الاسلحة بما فيها قذائف الهاون والقذائف الصاروخية. وخلال اليوم نفسه تعرض قائد الأمن الوطني في منطقة صيدا العميد أبو اشرف العرموشي ومرافقيه لكمين أود به وبأربعة من مرافقيه. 

يحاذي مخيم عين الحلوة مدينة صيدا جنوب لبنان وقد أنشئ عام   1949 من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف إيواء 15 الف لاجئ فلسطيني، في حين بات يضم في السنوات الأخيرة أكثر من  63000 لاجئ مسجل بحسب وكالة الاونروا  ومصادر ميدانية أخرى على بقعة جغرافية محدودة جدا.

تدين  (شاهد) التصعيد العنيف الذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث تم توثيق مقتل 6 أشخاص وإصابة 40 آخرين  حتى الآن، ونزح المئات من سكان المخيم.  كما تعبر (شاهد) عن قلقها البالغ إزاء الأضرار الكبيرة التي لحقت بالأعيان المدنية نتيجةً للاشتباكات، والتي أثرت بشكل كبير على حياة سكان المخيم والمجتمع المحيط.

تشير (شاهد)  إلى أن هذه التصرفات المتكررة بين الحين والآخر تهدد الحق في الحياة، الذي يعد أساسياً ومكفولًا دولياً ومحلياً. إن الاشتباكات المتكررة في عين الحلوة تظهر حجم التحديات التي تواجه مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، الذين سئموا من تكرار هذا العنف، والذين لطالما عبروا عن رفضهم لهذه التصرفات، فهم يعانون من وطأة الاشتباكات المسلحة وخطر فقدان الحياة، كما أنهم يفتقدون لأي جهة تعوضهم عن الأضرار المادية التي أصابتهم.

تحث المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) جميع الأطراف ذات الصلة على تقديم الدعم والمساعدة في الجهود الرامية لإنهاء هذا الوضع المأساوي في مخيم عين الحلوة، وتؤكد أنه يجب أن تكون هذه الجهود مبنية على احترام حقوق الإنسان في المقام الأول.

وفي المرة الأولى لم تفلح المساعي السياسية لوقف القتال. وقد عقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك وفعاليات سياسية لبنانية اجتماعاً طارئاً ظهر يوم الإثنين 31/7/2023 في منزل الدكتور النائب سعد كمحاولة جادة لوقف القتال، لكن يبدو أن الهدنة لا زالت غير ممكنة في الوقت الراهن بسبب استمرار الاشتباكات رغم مرور ساعة بأكمها على ذلك. 

إننا في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، وفي ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة يعيشها لبنان، نناشد جميع الجهات السياسية  في مخيم عين الحلوة بالتالي:

1️⃣الوقف فوري لإطلاق النار وتحريم استخدام السلاح في معالجة القضايا الخلافية .

2️⃣تشكيل لجنة تحقيق فورية من هيئة العمل الفلسطيني المشترك وفعاليات مدينة صيدا لتحديد المتورطين في عمليات القتل هذه وتسليمهم للجهات الأمنية والقضائية اللبنانية.

3️⃣تغليب لغة الحوار والتفاهم  بين القوى المتنازعة لتجنيب المخيم وسكانه الخسائر البشرية والمادية بين الحين والآخر.

بيروت في 31/7/2023

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)