في اليوم العالمي لحقوق الإنسان
"شاهد" تدعو لتقييم مدى فعالية الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان الفلسطيني
يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان من كل عام في 10 كانون الأول/ديسمبر. وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ومع أن الإعلان، بما يتضمنه من مجموعة كبيرة من الحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ليس وثيقة ملزمة، فإنه شكل أرضية هامة لإعداد أكثر من 60 صكاً من صكوك حقوق الإنسان والتي تشكل معاً معياراً دولياً لحقوق الإنسان.
إن المصادفة الغريبة أن تصدر وثيقة دولية بهذه الأهمية، وهي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في نفس السنة التي يتشرد فيه شعب بأكمله، ومن الأغرب منه أن يعجز المجتمع الدولي خلال أكثر من ستة عقود عن معالجة القضية الفلسطينية وفق القواعد الحقوقية التي صدرت عن المجتمع الدولي نفسه.
إن اليوم العالمي لحقوق الإنسان ليس فقط مناسبة برتوكولية للتذكير بالنصوص القانونية المتضمنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والصكوك الحقوقية التالية بل هو مناسبة لتقييم عمل منظومة حقوق الإنسان بأكملها تجاه مدى تقدم حقوق الإنسان الفلسطيني.
إن استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية والاستمرار باختطاف آلاف الفلسطينيين وزجهم في سجونه، واستمرار تشريد مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في العالم، واستمرار حصار قطاع غزة، واستمرار تهويد مدينة القدس.. كلها حقائق مؤلمة تؤكد أن حقوق الإنسان الفلسطيني ليست متوفرة حتى في حدودها الدنيا، وأن المجتمع الدولي ليس جاداً بالقدر الكافي لتطبيق مبادئ وتوجيهات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إن اليوم العالمي لحقوق الإنسان هو مناسبة لتقييم منظومة حقوق الإنسان بشكل عام وتقييم مدى فعالية الآليات المحلية والإقليمية والدولية لحماية حقوق الإنسان من جهة ولإعمال العدالة الدولية لملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة من جهة أخرى.
كما أن اليوم العالمي لحقوق الإنسان هو مناسبة للحديث عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن. وهي فرصة لدعوة المجتمع الدولي كي يوفر المزيد من التمويل كي تتمكن وكالة الأونروا من الوفاء بالتزاماتها الإنسانية تجاه اللاجئين. وهي مناسبة لحث الأمم المتحدة لإيجاد حل لأزمة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، تضمن عودتهم إلى مخيماتهم وتقديم المساعدات العاجلة والطارئة لهم.
بيروت في 10/12/2014
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)