المؤسسة الفلسيطنية لحقوق الإنسان (شاهد)
تدعو الدول المضيفة إلى احترام القواعد الدولية المتصلة باللجوء
منعاً لاستمرار قوارب الموت في البحر المتوسط
تتابع المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بقلق بالغ استمرار غرق القوارب التي تقل لاجئين فلسطينيين وسوريين في البحر المتوسط. ويحاول اللاجئون عامة والفلسطينيون منهم بشكل خاص الفرار من القتال الدائر في سوريا إلى أماكن يعتقدون أنها آمنة. ومع استمرار القتال في سوريا واستهداف المخيمات من قبل الأطراف المتصارعة، ومع غياب أي أفق لحل الأزمة هناك، ومع سوء المعاملة التي يلقاها اللاجئون في البلدان المجاورة لسوريا، يضطر الكثير من اللاجئين إلى ركوب البحر باتجاه أوروبا. وغالباً ما تكون الرحلات البحرية هذه محفوفة بالمخاطر، كون أن الهجرة تكون غير شرعية مما يعرضها لملاحقة خفر السواحل، أو بسبب أن عائلات بأكملها، من رجال ونساء وأطفال، يكونون من ركاب هذه السفن غير المجهزة أساساً للرحلات البحرية الطويلة. وقد سقط عشرات اللاجئين الفلسطينيين غرقاً وفقد عشرات آخرون.
وبحسب شهادات تم جمعها من لاجئين فلسطينيين كانوا ينوون الهجرة بحراً من مصر باتجاه أوروبا وتم ترحيلهم إلى لبنان، فإن حوالي 15000 لاجئ فلسطيني يعيشون في مصر ظروفاً إنسانية بالغة السوء، حيث أن السلطات المصرية تتعامل معهم، ليس باعتبارهم لاجئين فروا من الموت والقتل في سوريا، بل باعتبارهم حالات أمنية. ويؤكد هؤلاء أن السلطات المصرية لا تحترم اتفاقية حقوق اللاجئين لعام 1951. كما أن وكالة الأونروا تحصر عملها فقط في المناطق الخمس (لبنان، سوريا، الاردن، الضفة الغربية المحتلة، قطاع غزة المحتل)، مما يجعلهم يعيشون في قلق وتوتر دائمين.
وإزاء استمرار الحرب في سوريا، وإزاء الظروف السيئة التي يعيشها اللاجئون في الدول المضيفة، فإن عمليات الهجرة غير الشرعية سوف تتزايد، مما يعرض حياة هؤلاء للخطر الشديد.
إن المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) إذ تشعر بقلق بالغ على حياة هؤلاء اللاجئين، فإنها تدعو إلى ما يلي:
أولا: تدعو (شاهد) الدول المضيفة للاجئين عامة والفلسطينيين خاصة إلى احترام القواعد الدولية المتعلقة بحماية اللاجئين، فتوفر لهم الحماية القانونية والإنسانية ولا تقوم بترحيل أي شخص قد تكون حياته معرضة للخطر.
ثانياً: تدعو (شاهد) المجتمع الدولي لا سيما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لبذل الجهود الجادة والحقيقية لتسوية الصراع في سوريا، وتأمين المساعدات اللازمة والكافية للاجئين.
ثالثا: تدعو (شاهد) خفر السواحل، لا سيما سواحل الدول المطلة على البحر المتوسط، إلى عدم استخدام القوة المميتة لمنع الهجرة غير الشرعية بل البحث عن طرق انسانية أخرى منعاً لأي خطر قد يتعرض له هؤلاء اللاجئون. كما تدعوها إلى فتح تحقيق شفاف ونزيه حول الادعاء باستخدام العنف الشديد والقوة المميتة من قبل السلطات المصرية والليبية والإيطالية.
رابعاً: تدعو (شاهد) السفارات الفلسطينية في الدول المطلة على البحر المتوسط لتكثيف جهودها إزاء حماية اللاجئين الفلسطينيين والقيام بواجها الوطني والأخلاق والإنساني تجاه هؤلاء اللاجئين. كما تدعو السفارة الفلسطينية في القاهرة بشكل خاص إلى التعامل بشكل إنساني لائق مع الحالات الإنسانية التي ترد السفارة الفلسطينية في القاهرة.
خاسماً: تدعو (شاهد) وكالة الأونروا للقيام بواجبها القانوني والإنساني تجاه أي فلسطيني لاجئ بغض النظر عن المنطقة الجغرافية التي يلجأ إليها.
سادساً: تدعو (شاهد) اللاجئين الفلسطينيين إلى عدم اللجوء إلى الهجرة غيرالشرعية خاصة من خلال ركوب البحر، لما في ذلك من خطر حقيقي على سلامتهم وسلامة أبنائهم ونسائهم.
بيروت في 15/10/2013
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)