تستهجن
المؤسسة الفلسطيننية لحقوق الإنسان ( شاهد) المداهمات غير المتناسبة التي قامت بها
وحدات من الجيش اللبناني مدعمة بعدد من الآليات والمدرعات وكذلك الطائرات المروحية
والزوارق البحرية لعدد من أحياء مخيم نهر
البارد فجراً وما تسببه ذلك من ترويع للأطفال والنساء والشيوخ وهم نيام وما رافق ذلك من عنف وتكسير لبعض محتويات
المنازل بهدف البحث عن مطلوبين للأجهزة الأمنية، بحسب إفادات متواترة.
إن
الجيش اللبناني يعتبر مخيم نهر البارد منطقة عسكرية منذ العام 2007 وهو مخيم منزوع السلاح وتستطيع
وحداته العسكرية الوصول إلى أي منزل
بسهولة، فضلاً عن وجود آليات تنسيق وتعاون بين قيادة الجيش في منطقة الشمال واللجنة الشعبية في المخيم لتبليغ المطلوبين
للأجهزة الأمنية أو القضاء وفي متابعة
القضايا الحياتية لأهالي المخيم عموماً ولاستكمال إعادة إعمار المخيم القديم. تتساءل (شاهد) لماذا هذا
الإجراء الغير المتناسب الآن؟
إن
المداهمات الكبيرة التي جرت فجر يوم الثلاثاء الموافق 25/10/2022 من قبل وحدات
الجيش اللبناني لمخيم نهر البارد تجاوزت
في إجراءاتها طبيعة الهدف التي نفذت من أجله وهو اعتقال مطلوبين متهمين بقضايا مختلفة وسببت قلقاً وهلعاً وسط أهالي المخيم العزل كما تسببت بحالة من السخط العارم دفعت
فعاليات المخيم إلى إعلان الإضراب العام وإغلاق المدارس أمام سبعة آلاف طفل فضلا عن إغلاق المراكز الصحية التابعة للأونروا
ولجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمراكز الصحية الأخرى.
إن
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) إذ تعتبر أن اعتقال أي مطلوب للعدالة هو
مصلحة لسكان المخيم قبل أن يكون مطلبا أمنيا للجيش أو القوى الأمنية الأخرى
فإننا نطالب قيادة الجيش اللبناني
بضرورة أنسنة الإجراءات المتخذة على مداخل
ومحيط مخيم نهر البارد، وكذلك ضرورة استبدال
المداهمات الغير متناسبة بإجراءات عادلة تحقق هدف الجيش باعتقال المطلوبين من جهة
والحفاظ على كرامة الأهالي في المخيم من
جهة أخرى.
بيروت،
25/10/2022
المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)