البزري يرعى إطلاق دراسة مؤسسة شاهد الميدانية
"الوجه الآخر لمخيم عين الحلوة"
رعى رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري في قاعة محاضرات البلدية الندوة الحوارية بعنوان "الوجه الآخر لمخيم عين الحلوة"، التي نظمتها مؤس
سة شاهد لحقوق الإنسان وتخللها إطلاق الدراسة الميدانية عن واقع مخيم عين الحلوة في منطقة صيدا،(وهي من إعداد مؤسسة شاهد بدعم من وقف الرأفة الإجتماعية)، وكلمات لفعاليات صيداوية وشخصيات فلسطينية، وذلك بحضور البزري ومحافظ الجنوب نقولا أبوضاهر، والرائد جوزيف عيد ممثلا قائد قوى الأمن الداخلي في الجنوب، وممثل سفارة فلسطين في لبنان إدوار كتورة، ورئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، والشيخ جمال إسماعيل، ورئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين، ومنسق تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا ماجد حمتو، وعدد من أعضاء المجلس البلدي في مدينة صيدا، وجمع من الشخصيات وممثلي القوى اللبنانية والفلسطينية والهيئات الإجتماعية والروابط الطبية والتربوية والثقافية والإقتصادية وفاعليات.
البزري: بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني ، ترحيب من عريف الحفل محمد الشولي فكلمة رئيس البلدية البزري التي نوه فيها بالدراسة وبالقيمين عليها، لافتا إلى ان "إطلاقها من بلدية صيدا له دلالة معنوية هامة لأنه يثبت ما نقوم في السنوات الست الماضية بأن صيدا ومخيم عين الحلوة صنوان واحد لا ينفصلان، وكما ان مبنى بلدية المدينة ومجلسها البلدي هو في كثير من الأوجه مجلس بلدي لمخيم عين الحلوة بكل لما هذا التعبير من بعد سواء بعد خدماتي أو انساني او معنوي . وقال : ان مخيم عين الحلوة بالنسبة لنا هو المخيم الذي يمثل عاصمة المخيمات الفلسطينية في الشتات ليست فقط في لبنان وانما ايضا في العالم العربي. وتطرق البزري إلى أوضاع المخيم لافتا إلى أنه أمثولة للمعاناة، والمأساة الإنسانية فيه مضاعفة منها ما يتعلق بالكثافة السكانية والفقر والأوضاع الإجتماعية، ومنها ما يتعلق بالشأن السياسي. ووصف البزري الإجراءات السياسية اللبنانية المتعلقة بالفلسطينيين من النواحي الإنسانية والمدنية والحياتية بأنها بمثابة حصار مجحف ، وهي لا تفترق ابدا عن الجدار "العنصري" الذي يحاصر غزة، فاذا كان النظام المصري يحاصر غزة بجدار عنصري من المعدن ومن الحائط والباطون، فإن النظام السياسي اللبناني وللأسف يحاصر الفلسطينيين بجدار عنصري من القرارات المجحفة بحقهم، التي تزيد من مأساة ومعاناة الشعب الفلسطيني داخل المخيمات خصوصا.
بسام حمود: ثم تحدث المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود فأكد أن كافة القوى السياسية اللبنانيه والفلسطينية أجمعت على رفض التوطين، والتأكيد على حق العودة ، وأن العمل الفعلي لمنع التوطين يحتاج ليس لحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المدنية المشروعة بل العمل الفعلي لبنانيه وفلسطينيا وعربيت ودوليا لمنع العدو من فرض ارادته والاطاحة بحق عودة الفلسطينيين الى ديارهم. وقال: آن الآوان لأن يتطلع النظام اللبناني الى مسالة الحقوق الفلسطينية من زاويا مختلفة والخروج من منطق محاصرة هذه الحقوق والصاقها بالتوطين او بالمسائل الأمنية للتهرب من اقرارها . وأشار إلى " أننا في الجماعة الاسلامية في لبنان نؤكد على ضرورة قوننة رفع الغبن والاجحاف عن أهلنا الفلسطينيين المقيمين في لبنان صونا لمبادىء حقوق الانسان، ودعما للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العودة لوطنه، ورفضا للظلم وكل اشكال التمييز العنصري وحفاظا على سمعة لبنان" .
ابو احمد فضل: ثم تحدث ممثل حركة حماس في منطقة صيدا والجنوب أبو أحمد فضل فأشار إلى أن العلاقة مع الاخوة اللبنانيين كقوى سياسية وأمنية والفعاليات جيدة جدا وقوية، وهناك تواصل دائما مع الجوار من اجل المحافظة على الأمن والاستقرار وضرورة ان يعيش الفلسطيني كإخوانه اللبنانيين حياة كريمة لحين عودته الى دياره، والعمل مع الجميع من أجل الحصول على الحقوق المدنية والانسانيه وحق التملك والعمل. وأضاف : اننا اذا حافظنا على حقوقنا لا يعني ذلك اننا نرضى بالتوطين، نحن نرفض التوطين والتهجير ونرفض معاملتنا على هذا الاساس، بإعطائنا حق المواطنة كما إخواننا الفلسطينيين في سوريا، ونطالب الحكومة والاونروا الاهتمام اكثر بالخدمات.
أبو بسام المقدح: وتحدث ممثل اللجان الشعبية الفلسطينية أبوبسام المقدح فاعتبر أن هناك ظلما فادحا يلحق بالفلسطينيين في مخيم عين الحلوة ولا سيما لجهة عدم توفر الخدمات والبنى التحتية. وسأل لماذا لم تصرف إلى الآن الأموال المخصصة لإقامة المشاريع التنموية والبنى التحتية ؟ وهل يتم ذلك لأسباب سياسية؟ وهاجم المقدح بعنف بعض وسائل الإعلام التي تروج للصورة السلبية والأمنية عن مخيم عين الحلوة "وكأنه بات بؤرة للإرهاب وهذا أمر ليس صحيح إطلاقا، متناسين أن في المخيم أناس وبشر يفوق عددهم الـ 75 ألفا وبينهم أطفال ونساء وشيوخ"، وسأل: أين حق هؤلاء في العيش وتأمين لقمة العيش الكريمة؟"
الحنفي: وعرض المدير التنفيذي لمؤسسة شاهد محمود الحنفي لموجز عن الدراسة الميدانية التي تظهر المؤشرات الإجتماعية والإقتصادية والديموغرافية والسياسية لمخيم عين الحلوة، والأسس التي أعتمدتها الدراسة وصولا لنتائجها ومن بينها أن المجتمع السكاني في المخيم يعتبر فتيا ومنتجا وأن نسبة الذكور بلغت 48.2% فيما الإناث 51.8% كما أن الكثافة السكانية فيه مرتفعة جدا وأن العدد السكاني يختلف بشكل كبير بين إحصائية الأونروا المقدرة بـ 45 ألفا, وإحصائية اللجان الشعبية المقدرة بـ 70 ألفا على بقعة جغرافية لا تتعدى كلم واحد. كما لحظت الدراسة أن 61% من سكان المخيم يعانون من أمراض الضغط والتنفس، وأن 33.8% منهم يلجأون إلى عيادات خاصة, مقابل 44.3% يلجأون إلى وكالة الأونروا التي تمثل الدعم الطبي . كما أن %6.7 من أفراد العينة التي شملتها الدراسة هم أميون، و4.5% يلمون بالقراءة والكتابة، و60.6 % أنهوا صفوف الإبتدائي والمتوسط، وأن 13.5% أنهوا المرحلة الثانوية، فيما نسبة 3.4% أنهو المرحلة الجامعية.
أما بالنسبة لليد العاملة فقد أظهرت الدراسة أن 17.3% من العينة لا يعملون أبدا, وأن 23.4% من نساء المخيم يعملن. وخلصت الدراسة أيضا إلى أن 71.9% من أفراد العينة طالبوا بمشاريع بنى تحتية للمخيم ومراكز صحية وخدماتية وطرق معبدة ومجارية وغيرها، ما يستدعي توسعة مساحة المخيم. في حين أن 14.6% طالبوا بتوفير الأمنة والإستقرار. وأن 13.5% من عينة الدراسة إعتبروا أن الجهات المسؤولة عن مطالب المخيم هي : الأونروا والدولة اللبنانية وم.ت.ف..
وقف الرأفة: ثم تحدث المدير التنفيذي لوقف الرأفة الإجتماعية التي دعمت الدراسة فلفت إلى أن الواقع المأساوي الذي يكابده اهلنا في مخيم عين الحلوة دفعنا مع مؤسسة شاهد لإجراء ودعم هذه الدراسة العلمية المسحية علنا نستطيع ان نسهم في نخفيف جزء من العبء عن كاهل اهلنا في هذا المخيم .
بيروت في، 29/03/2010
مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان