مذكرة مقدمة الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر
حتى المحرمات لم تسلم من آلة القتل الإسرائيلية
اللجنة الدولية منظمة مستقلة ومحايدة تضمن الحماية والمساعدة في المجال الإنساني لضحايا النـزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى. وتتخذ إجراءات لمواجهة حالات الطوارئ، وتُعزّز في الوقت ذاته احترام القانون الدولي الإنساني وإدراجه في القوانين الوطنية.
هذه هي مهمّة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.. لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يحترم هذه المهمة الإنسانية.
الجيش الإسرائيلي استهدف خلال عدوانه على قطاع غزة، أكثر من 35 سيارة إسعاف، و17 مستشفى، و102 من العاملين في الطواقم الطبية، قتل منهم 19 فلسطينياً. وقد تسبب ذلك في إغلاق 10 مستشفيات منها (حكومية وأهلية). كما أدّى إلى إغلاق 44 مركزاً للرعاية الأولية في غزة من إجمالي مراكزها البالغة 55، بفعل استمرار الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة منذ السابع من الشهر الماضي. فضلاً عن إغلاق هذه المراكز وعشرات المؤسسات الصحية التابعة لجهات متعددة في وجه المواطنين، وعدم تقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، نظراً لعدم قدرتهم على الوصول إليها.
بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين من الحرب على قطاع غزة حوالي 1900 شهيداً، حيث يشكل المدنيون منهم 85.3%، أما عدد الشهداء من الأطفال فقد وصل عددهم 328 شهيداً بنسبة 29% من الضحايا المدنيين.
إن عدد المصابين خلال الحرب الدائرة على غزة يزيد في كل لحظة، فقد بلغ إجمالي المصابين 9500 مصاب. العديد من المصابين قد يتحول الى شهداء في أي لحظة، وذلك نتيجة الإغلاق المتواصل لمعبر رفح أمام المصابين، حيث أن قرار الإغلاق هذا يحرم المصابين من إمكانية العلاج في المشافي المصرية أو الدولية، كما يمنع دخول طواقم الإسعاف والعيادات المتحركة والأدوية والأطباء للمساعدة في علاج الجرحى والمصابون وتخفيف آلامهم.
لقد وصلت شكاوى عديدة عن تقصير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حماية أطقم الإسعاف، والمراكز الطبية. لقد وجِّهت إليكم نداءات استغاثة كثيرة لإنقاذ الجرحى والمدنيين، لكنكم لم تلبوا بشكل كامل، وتركتم سيارات الهلال الأحمر الفلسطيني تواجه الخطر لوحدها مما تسبب باستهداف الطواقم الطبية.
إزاء هذا الوضع الكارثي، فإننا نوجه نداءنا للجنة الدولية للصليب الأحمر، كونه يمثل الراعي للقانون الدولي الإنساني الذي يُفترض أن يحمي المدنيين أثناء النزاع المسلح.
تعلمنا منكم ضرورة احترام حقوق الأطفال، حقهم في الحياة، حقهم في التعليم، حقهم في التعبير، حقهم في بيئة صحية سليمة، حقهم في التنمية... تعلمنا منكم ضرورة احترام حقوق المرأة، حقها في الحياة حقها في التعلم حقها في الصحة وحقوق كثيرة أخرى.. تعلمنا منكم أن الشعوب لها الحق في تقرير مصيرها، إقامة دولة مستقلة ذات سيادة حقيقية..
ومنذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصاراً على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني. وتستمر إسرائيل في حصار غزة رغم تخلي "حماس" عن حكم القطاع، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية في يونيو/ حزيران الماضي، حيث ترفض التعامل مع تلك الحكومة.
ألم تتحسوا وجع الأطفال والنساء والمدنيين خلال سنين طويلة من الحصار الظالم على قطاع غزة، مئات المدنيين سقطوا ضحية الحصار، وأنتم تنظرون إليهم.. الكرامة الإنسانية هُدرت على معبر رفح، شرايين الحياة قطِّعت.. ألم تعرفوا أن أكثر من 200 طفل مختطف في سجون الاحتلال في ظروف إنسانية بالغة السوء؟
نحن نحتاج اليوم قبل غدٍ إلى حماية الأطفال والنساء، وإلى تطبيق ما تدعو إليه منظومة القانون الدولي الإنساني التي تُمثلون. إن منظومة القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان أصبحت على المحك، وإن لم تزيدوا من جهدكم الإنساني فإن المنطقة سوف تشهد مزيداً من التوتر وسفك الدماء. كما نطالبكم:
1- العمل على رفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح، والسماح للمدنيين بحرية التنقل وتسهيل عملية خروج الجرحى والمصابين للعلاج في الخارج.
2- الضغط على الاحتلال والسلطات المصرية للسماح للقوافل الطبية والإغاثية من الدخول الى قطاع غزة، ومساعدة الأهالي والنازحين.
بيروت في 7/8/2014
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"
جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية