مذكرة مقدمة الى الأمين العام للأمم المتحدة
في الذكرى الرابعة والستين للنكبة
رغم عجز الأمم المتحدة، يبقى الحق حقاً
يتذكر الفلسطينيون في كل أنحاء العالم كل عام، الخامس عشر من مايو/ أيار ذكرى النكبة التي حلَّت بهم في 1948. ورغم عدالة القضية الفلسطينية، ورغم أن قضيتهم هي القضية الأطول في التاريخ الحديث، ورغم معاناتهم الصعبة والقاسية على مدار 64 عام، ورغم عجز المجتمع الدولي وتخاذُلِه أحياناً عن تطبيق العدالة الدولية وإعادة اللاجئين إلى قراهُم ومدنهم، رغم كل ذلك لا يزال الفلسطينيون متمكسين بحقوقهم كلها وعلى رأسها حقهم في العودة.
ونحن كفلسطينيين لاجئين في لبنان نؤكد في ذكرى النكبة أن حياة اللجوء مهما طالت فإن حق العودة سوف يتحقق حتماً، وأن حياتنا في المخيمات المنتشرة في لبنان إنما هي محطة اضطرارية لن تطول كثيراً.
في ذكرى النكبة نسأل الأمم المتحدة، هل صمتها عجز أم تخاذل؟ ولماذا لم تُجبر إسرائيل على احترام قواعد القانون الدولي بموجب الفصل السابع، ولماذا يتحرك المجتمع الدولي بقوة ضد هذه الدولة ولم يتحرك ضد تلك؟ ورغم علمنا بالجواب، إلا أننا نؤكد أن المنطقة والعالم كله لن ينعم بالأمن والسلام والاستقرار ما لم تُعالج القضية الفلسطينية معالجة حقيقية وجادة قائمة على احترام حقوق الفلسطينيين.
كما نؤكد في ذكرى النكبة على تمسكنا بالأونروا كشاهد على قضيتنا وندعو المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه اللاجئين.
وفي ذكرى النكبة أيضاً ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى عدم الإعتراف بدولة الإحتلال لأن ذلك يلغي حقوقنا، ويُثبِّت شرعية المحتل، كما ندعو الحكومة اللبنانية الى منحنا حقوقنا المنصوص عليها في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.. ونحن ضيوف عندكم فأحسنوا إكرام الضيوف.
وفي ذكرى النكبة ندعو م. ت. ف إلى عدم التنازل عن حقنا في العودة الى مدننا وقرانا، مهما كانت الضغوط، لأن الحق الثابت الذي يخضع للتفاوض وحتى للنقاش لا يبقى حقاً.
في ذكرى النكبة، نرفع رؤوسنا عالياً بالانتصار الذي حققه أسرانا الأبطال بسلاح ضعيف يحسبه الكثير انتحار وجنون، وإذا به ينتزع الحقوق.. إنه سلاح الأمعاء الخاوية.. سلاح لجأ إليه الأسرى لإن الأمم المتحدة لم تسمع صراخهم ولم تلتفت إلى معاناتهم، ولطالما كانت مشدودة الانتباه باتجاه الأسير جلعاد شاليط، فكيف يستوي هذا بذاك؟ وكيف نروج لمقاصد الأمم المتحدة، وهي عاجزة عن القيام بالشيء اليسير لأسرانا؟
إننا كفلسطينين أطفالاً رجالاً نساء وشيوخ، نؤكد أنه مهما طالت السنون، ومهما غلت التضحيات، فإننا لم ولن ننسى حبة تراب واحدة من فلسطين، سوف نتوارث هذه الثوابت جيلاً بعد جيل، ولسان حالنا يقول: وإذا ما الدهر غدا جمراً للعودة نعتنق الجمر.
بيروت في، 15/05/2010
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) - كشافة الإسراء