مذكرة الى مدير عام الأنروا في لبنان بخصوص غلاء المعيشة الفاحش

مذكرة الى مدير عام الأنروا في لبنان بخصوص غلاء المعيشة الفاحش

حضرة السيد ريتشارد كوك/ المدير العام للأنروا في لبنان المحترم

الموضوع: الظروف المعيشية والصحية المتفاقمة للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان.


نظراً للغلاء الفاحش والمتصاعد بلا حدود، ونظراً لارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتدني مستويات المعيشة الى أدنى الحدود في لبنان بشكل عام وفي مخيماتنا الفلسطينية بشكل خاص، ونظراً لاستمرار حرماننا كلاجئين من حقوقنا المدنية، ناهيك عن تداخلات الأزمة الإقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان وانعكاس ذلك على تدني توافر فرص العمل للمواطن اللبناني أولاً، فكيف بها للاجئين المحرومين أصلاً من حقوق مزاولة أدنى المهن... أمام هذا الواقع الأليم وبما أن منظمة الأنروا وُجدت وأنشأت منذ تأسيسها لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في لبنان وبلدان الشتات الأخرى وباعتبارها الشاهد الدولي على حقهم كلاجئين، وهي المسؤولة عن إغاثتهم ورعايتهم حتى تتم عودتهم وحل قضيتهم، لذلك فإننا كلجان أهلية ومؤسسات وأندية فلسطينية في مخيمات لبنان، ونتيجة لهذا الواقع الأليم الذي يعيشه أبناء شعبنا اللاجؤون في لبنان فإننا نطالبكم بتحمل كافة مسؤولياتكم والمبادرة بشكل سريع الى إيجاد حلول واقعية تخفف من معاناة أهلنا من فقر وبطالة ولما لذلك من إنعكاسات على الأوضاع الإجتماعية والإستقرار الإجتماعي داخل المخيمات لذلك فإننا نطالبكم بالتالي:

أولاً: إعادة توزيع كافة السلع الغذائية الأساسية (الإعاشة) لجميع اللاجئين دون استثناء والتي هي حق لهم جميعاً في ظل هذا الغلاء الفاحش والتضخم المالي المتصاعد.
ثانياً: العمل على توفير الرعاية الصحية الكاملة وتحسين مستوياتها والتعاقد مع مستشفيات تتوافر فيها جميع المواصفات والخدمات اللائقة وعدم ترك اللاجئين فريسة سهلة لجشع المستشفيات الخاصة وعدم اكتراثها.
ثالثاً: التوقف عن سياسة تقليص الخدمات في القطاعات الأخرى بحجة عدم توافر الموازنات المالية الكافية، فهذه ليست مسؤولية اللاجئين الفقراء.

إننا كلجان أهلية ومؤسسات وأندية فلسطينية نمثل جميع شرائح المجتمع الأهلي الفلسطيني وبعد أن روجعنا من قبل أعداد ضخمة من أبناء شعبنا الذين لم يعد باستطاعتهم تحمل أعباء هذه الضائقة المعيشية، خاصة بعد هذا الغلاء الجنوني، وتلافياً لأي إحتجاجات أو خطوات عملية ضد مؤسسات الأنروا وخاصة أمام وسائل الإعلام... فإننا آثرنا على أنفسنا أن نقوم برفع مطالب أهلنا المحقة، آملين من حضرتكم التعاطي مع هذه المطالب بإيجابية، وذلك من خلال بذل أقصى الجهود الممكنة، وبمخاطبة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته وتنظيماته، كي يتحمل مسؤولياته بشكل كامل ودائم نحو رعاية وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى أن تحل قضيتهم وعودتهم بشكل عادل. إن تقديم بعض المساعدات العينية والغذائية لشريحة قليلة وخاصة كبار السن والعجزة لم تعد كافية فمعظم شرائح المجتمع الفلسطيني أصبحت تحت خط الفقر الشديد.

إننا لا نطلب المستحيل بل نطالب بأدنى الحقوق كبشر، لذلك إننا ننتظر ردكم السريع والإيجابي على مطالب شعبنا المحقة آملين العمل على تحقيقها بأسرع وقت ممكن، تلافياً للفوضى الإجتماعية التي قد تنشأ، وتلافياً للظواهر الإجتماعية السيئة التي يولدها الفقر والجوع، كالسرقة والجريمة والإنحراف والتي قد تهدد الإستقرار الأهلي في المخيمات.

وتفضلوا بقبول فائق التقدير والإحترام

3/6/2008 
لجان المتابعة الأهلية والمؤسسات والأندية الفلسطينية