بعد انسحاب قوات الاحتلال من مستشفى الشفاء (شاهد) ترسل مذكرة عاجلة إلى المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة تطالبه فيها بضرورة التدخل

سعادة مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الصّحة،

السيدة تلالينج موفوكينج المحترمة،

الموضوع: مذكرة حول الانتهاكات الإسرائيلية للحريات الدينية

تحية طيبة وبعد،

نتقدم إليكم في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)لتسليط الضوء على الواقع المزري الذي وصل إليه الحقّ في الصّحة في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، وتأثيره على حياة السكان، مع التأكيد على أهمية التحرك الدولي لمعالجة هذه الأزمة.

في فجر يوم الاثنين الموافق 1/4/2024، انسحبت القوات الإسرائيلية من مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به غربي مدينة غزة، بعد أن اقتحمته ونفذت فيه عملية عسكرية واسعة قبل 14 يوماً. تمّ العثور على جثامين عشرات القتلى ملقاة في مستشفى الشفاء وعلى طرقات المناطق المحيطة بها. قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير أو حرق معظم المنازل والبنايات السكنية في محيط المستشفى. وفي إطار هذه العملية، دمرت القوات الإسرائيلية المقبرة المؤقتة في باحة مستشفى الشفاء وأخرجت الجثامين منها.

نشير إلى أنّ هذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء، كما أن الاستهداف والحصار لم يقتصر على مستشفى الشفاء فقط، فهو يحاصر مستشفى الأمل ومستشفى ناصر في خان يونس جنوباً، فضلاً عن خروج أكثر من 30 مستشفى عن الخدمة منذ بداية الحرب على غزة.

تنتهج سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاعتداء المنظم على المرافق الصحية؛ وذلك في إطار سياسة ممنهجة ومتعمّدة للقضاء على مقوّمات الحياة في القطاع، ومن الجدير ذكره أنّ الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المستشفيات بذريعة وجود أفراد من الفصائل الفلسطينية فيها، غير أنّه لم يثبت هذا الادعاء ولو لمرّةٍ واحدة.

تدعو المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) لبذل كافة الجهود من أجل تخفيف معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتمكنيهم من نيل حقوقهم الصحية وعدم استهداف المرافق الطبية. فضلاً عن وقف آلة الحرب الإسرائيلية ورفع الحصارعن قطاع غزة.

ختاماً نأمل منكم، بصفتكم مقرراً خاصاً للأمم المتحدة المعني بالحقّ في الصّحة، استخدام نفوذكم لتسليط الضوء على هذه الأزمة، وحثّ المجتمع الدولي على التحرك لمعالجة هذه التحدي.

مع خالص التقدير والاحترام،

مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)

د. محمود الحنفي