منازل تهدد ساكنيها بالموت...

منازل تهدد ساكنيها بالموت...
منزل في مخيم البص نموذجاً
 
منزلٌ صغيرٌ يقع بين أزقة مخيم البص، أبوابه مخلّعة وجدرانه بها شروخ كبيرة تحمي خلفها إمرأة في الثمانينات من عمرها وولدها البالغ من العمر أربعة وأربعون عاما، قضاها في أعمال المياومه حيث انتهى به المطاف سائق عند إحدى العائلات اللبنانية ويتقاضى 300$ شهريا. يقول إسماعيل إني أعيش لخدمة والدتي التي أصبح عمرها ستة وثمانون عاماً والتي تعاني من أمراض كثيرة جداً أولها الضعف في الذاكرة، فهي دائماً أثناء وجودنا تقول "الله ينصركوا على اليهود " وكأنها لا تذكر  سوى فلسطين. ويضيف أني لا أستطيع الزواج لأن أوضاعي المادية لا تسمح لي بذلك.
تعيش ندى وابنها إسماعيل في منزل، من الصعب التصور بأن يسكنه إنسان، فالتشققات تملأ جدرانه والكتل الإسمنتيه  التي تنهار فجأة وبدون سابق إنذار كفيلة في أي لحظة بالقضاء على ما تبقى من عمر ساكنيه "والأعمار بيد الله". فضلا عن عدم دخول أشعة الشمس إليه، كما أن مياه الأمطار تتسرب بشكل قوي من جدرانه.. والأخطر من ذلك عدم تمديد الشبكة الكهربائية بشكل جيد  حيث تتداخل مع الرطوبة ومياه المطر مما قد يُعرِّض ساكني المنزل الى الموت في أي لحظة.
يتكون المنزل من غرفتين ومطبخ وحمام. أما عن سقف المطبخ فحدّث ولا حرج كتل اسمنتية كبيرة تتساقط لكن عناية الله هي التي ما زالت تلطف.
تعاني الحاجة ندى من أمراض كثيرة ولعل أبرزها تضخم في القلب وتصلب في شرايين الدماغ، والروماتيزم  ومرض الضغط والربو وغيرها من أمراض المسنين.
حاول إسماعيل إصلاح المنزل على نفقته الخاصة وبمعاونة أصدقائه لكنه لم يفلح، فالمنزل يحتاج الى أموال كثيرة وهذا ما ليس بمقدوره.
اليوم يحلم اسماعيل أن يكون منزله من ضمن المنازل التي سيشملها برنامج الأونروا بالترميم أوإعادة البناء. لا يطلب إسماعيل إعمار المنزل بل يطلب ترميمه  وخصوصا المطبخ الذي هو أكثر مكان مُهدد بالانهيار في المنزل.
أمام هذه السنين العجاف، والرحلة الطويلة من الألم، ألا تستحق تلك المرأة العجوز التي طردت من عقلها كل الذكريات التي عايشتها ولم تحتفظ بذاكرتها سوى فلسطين، وابنها الذي سخر حياته لخدمتها،،، ألا يستحقون أن يُكملوا حياتهم في منزل يليق بإنسانيتهم.
 
رقم الملف: 195
البيان الإحصائي: 23476
 
صور في، 17/01/2012
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)