قبل أيام من إفتتاح العام الدراسي 2009 - 2010 مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر خشية انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في المخيمات الفلسطينية على العموم ومدارس الأونروا على الخصوص
في دراسة واستطلاع للرأي قامت به مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان حول هاجس انتشار وباء انفلونزا الخنازير وسط التجمعات الفلسطينية الكثيفة في المخيمات، وكذلك في مدراس الأنروا... تبين أن معظم الأوساط الطبية والشعبية في المخيمات الفلسطينية تخشى من انتشار واستفحال وباء انفلونزا الخنازير خلال فصلي الخريف والشتاء القادمين، خاصة أن تغير حالة الطقس فيهما يساعد بشكل كبير على انتشار الانفلونزا العادية، فكيف إذا كانت إنفلونزا الخنازير؟! تلك التي تشغل بال جميع الأوساط الطبية في العالم نتيجة عدم توفر العلاج واللقاح الفعال لهذا الوباء إلى يومنا هذا، أضف على ذلك حال المخيمات الفلسطينية في لبنان التي تعاني من ازدحام وكثافة سكانية لا مثيل لها في العالم وهي تمثل الأرض الخصبة لانتشار وأستفحال لأي وباء وبسهولة، وفي ظل غياب جميع الإحتياطات الطبية الضرورية والتي يجب أن تتخذ لمواجهة أو الحد من مخاطر هذا الوباء الفتاك .. فالأنروا والتي هي الجهة المسؤولة الأساسية عن توفير الرعاية الصحية لعموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لم تبادر سوى بحملة توعية خجولة في الأوساط الشعبية تمثلت بتوزيع منشورات على طلاب المدارس تعرف بهذا المرض وسبل التخفيف من عوارضه بالإضافة الى حملة توعية محدودة وسط موظفيها والتي قام بها الدكتور "حـ.عـ"، ولم تعمل ولو في الحد الأدنى على توفير الكمامات التي تستخدمها شعوب الدول النامية لتلافي انتقال الوباء من شخص إلى اخر بسرعة.
والهاجس المرعب في الأوساط الشعبية الفلسطينية في مخيمات لبنان هو انتشار هذا الوباء في مدارس الأنروا حيث ان هناك كثافة عددية في الصفوف تتجاوز في معظم الحالات الثلاثون طالبا في الصف الواحد، ناهيك عن القصور الفاضح في الإجراءات الوقائية. فإن معظم دورات المياه في مدارس الأنروا لا تخضع لعمليات التنظيف الدائم ولا حتى لإستخدام المطهرات الطبية التي تقتل الجرائيم وتحد من انتشارها. للأسف الشديد هناك بعض المدارس تعاني أصلا من نقص في المياه وعدم توفرها بالشكل المطلوب. وخلال جولة قام بها مندوب مؤسسة شاهد على بعض مدارس الأونروا خلال دورة التقوية " Remedial " والتي أجرتها الأونروا بالتعاون مع الإتحاد الاوروبي خلال صيف 2009، تبين له أن هذه المدارس لا تتوافر فيها حتى مياه الشرب كمدرسة القادسية الإبتدائية في مخيم الرشيدية على سبيل المثال وليس الحصر...
فالطالب يدخل دورات المياه ويخرج دون توافر المياه والصابون للغسيل... ومعظم الطلاب يجلبون قوارير مياه الشرب من منازلهم. وعند مراجعة مندوب مؤسسة شاهد للقيميين على الدورة عن هذه المشكلة قالوا بأنهم خاطبوا الجهات المسؤولة في الأنروا عدة مرات، إلا أن النظام البيروقراطي المتبع داخل إدارة الاونروا هو الذي يعيق ويؤخر الحلول الفورية والمناسبة لأية مشكلة وحتى لو كانت بسيطة. فحتى الان مدارس الأونروا لم تخضع لعملية الصيانة الدورية من تركيب للزجاج وغيرها، وقد شارفت الإجازة الصيفية على الإنتهاء ونحن مقبلون على فصل قارص البرودة يسبب أمراض الأنفلونزا وغيرها من الأمراض ...
إن كل ذلك يتعارض مع القواعد الدنيا للنصوص القانونية ذات الصلة بالحق في الصحة السليمة ولاسيما ما نصت عليه المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان...
إننا في مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان ندق ناقوس الخطر ونطالب جميع المسؤولين عن الجانب الصحي للاجئين الفلسطينين في لبنان وخصوصا وكالة الأنروا وجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني بتحمل مسؤلياتهم والقيام بدورهم الإنساني المنوط بهم وذلك من خلال القيام بحملات توعية واسعة تشمل جميع شرائح المجتمع الفلسطيني في كل مخيمات لبنان وتوفير أدنى المستلزمات الطبية المستخدمة في العالم للتقليل من خطر انتشار هذا الوباء الخطير، كما أننا نهيب بالأنروا بأن تتحمل مسؤولياتها كاملة وذلك بتوفير دورات مياه نظيفة ومزودة بالمياه والصابون والمطهرات وخاضعة للرقابة الدائمة في جميع مدارسها وذلك من أجل المحافظة على بيئة مدرسية نظيفة تقلل إلى حد كبير من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساط الطلبة الفلسطينيين ولا سيما خطر انتشار أنفلونزا الخنازير القاتل.