لبنان: 7 ضحايا تعذيب مفرط على أيدي عناصر فرع المعلومات والإستخبارات العسكرية

لبنان: 7 ضحايا تعذيب مفرط على أيدي عناصر فرع المعلومات والإستخبارات العسكرية

1 نوفمبر 2010
 
في تاريخ 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، قدمت الكرامة 7 حالات جديدة إلى المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب، وهو الأرجنتيني السيد خوان منديز، الذي عيّن مؤخراً. وقد وقعت هذه الحالات من عام 2006 إلى عام 2010. وتتعلق هذه الادعاءات بضحايا أعمارهم تحت سن ال 25 عاماً، بينما كان عمر أحدهم 17 عند تعذيبه. ومن بين الضحايا متهمون بأن لهم صلات مع خلايا ارهابية، لكن أحدهم لديه تهمة جنائية عادية.
وتعرض هؤلاء للتعذيب على أيدي عناصر فرع المعلومات والشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي وعناصر في الاستخبارات العسكرية. وجاءت هذه الحالات لتؤكد الأماكن التي يمارس فيها التعذيب والتي تشمل مخافر الشرطة ومراكز الاحتجاز المؤقتة، لا سيما في مقر وزارة الدفاع في اليرزة شرقي بيروت، مقر فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في بيروت.
ولاشك أن أساليب التعذيب التي مورست بحق هؤلاء تبرهن على وجود هدف واضح للتعذيب، يتمثل في إجبار الضحية على التوقيع على إعترافات تستخدم فيما بعد في المحكمة ضد الضحية نفسه.
والكرامة إذ تطلب من المقرر الخاص دعوة السلطات اللبنانية إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب، فإنها تدعو المقرر الخاص أيضاً إلى حثّ الحكومة اللبنانية لضمان تقديم تقريرها الأولي إلى لجنة مناهضة التعذيب، خاصة وأنها قد تأخرت على موعد تقديمه مدة 9 سنوات ونصف السنة، كما يتوجب بأن تنشأ على الفور آلية وقائية وطنية لمكافحة التعذيب بعد أن تأخرت الحكومة اللبنانية على إنشائها ما يقارب السنة، كما يوجبه البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب التي صادق عليها لبنان في ديسمبر/كانون الأول 2008.
 
فيما يلي إستعراض لأبرز ثلاث حالات من أصل سبع حالات قدمت إلى المقرر الخاص للتعذيب:
 
1. محمد عثمان الزيات:
محمد عثمان الزيات البالغ من عمر 21 سنة، هو يعمل في مجال الطب البديل، لبناني مقيم في منطقة الميناء في مدينة طرابلس، شمال لبنان. اعتقل في مقهى للإنترنت في منطقة "البرونش" في شارع سنترال الميناء في طرابلس يوم 24 يونيو/حزيران 2010 من دون أي مذكرة توقيف قضائية على أيدي أفراد من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في ملابس مدنية. وقد تعرض للضرب المبرح لمدة ساعة في مقهى للإنترنت من قبل عناصر يرتدون ملابس مدنية.
ثم نقل السيد الزيات إلى قصر العدل في طرابلس، ولكنه نقل بسرعة إلى مقر فرع المعلومات في بيروت حيث ظل محتجزاً لمدة 48 يوماً. وأثناء اعتقاله هناك، تعرض السيد الزيات إلى جلسات تعذيب متكررة في ظل وضع غطاء على رأسه، من أجل حماية هوية المعذّبين. وأجبر على الوقوف في أوضاع مؤلمة وتعرض للضرب واللكم والركل في جميع أنحاء جسده. وسحب من شعره في غرفة التحقيق وتعرض إلى الصعق بالكهرباء في أجزاء حساسة من جسمه.
واضطر السيد الزيات على التوقيع على اعترافات من الأرجح أنها سوف تستخدم ضده في المحكمة. ولا يزال محتجزاً حتى اللحظة في سجن رومية المركزي.
 
2. عبد الكريم مصطفى:
عبد الكريم مصطفى، البالغ من العمر 26 سنة، لبناني الجنسية وهو أستاذ مادة شبكات الاتصالات في معهد فني، ويقيم في منطقة ببنين، في عكار، شمال لبنان. اعتقل في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2008 من قبل عناصر الاستخبارات العسكرية يرتدون ملابس مدنية في مركز المخابرات العسكرية في القبة بعد أن تم استدعاؤه. تعرض للضرب وسوء المعاملة أثناء الاعتقال، ولم يبرز أي أمر قضائي ولم تعط أية أسباب عند اعتقاله.
أعتقل السيد مصطفى على يد عناصر الاستخبارات العسكرية في منطقة القبة لمدة أربعة أيام، ثم نقل إلى وزارة الدفاع في اليرزة لمدة 10 أيام. ثم قدم بعد ذلك أمام المحكمة العسكرية في بيروت، وأبقي هناك لمدة 7 أيام قبل أن يتم نقله إلى ثكنة الشرطة العسكرية في الريحانية لمدة 20 يوماً . وأخيرا تم نقله إلى سجن رومية في بيروت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، حيث لا يزال محتجزاً حتى الآن. خلال الفترة (41 يوماً) قبل نقله الى سجن رومية، اعتقل السيد مصطفى دون أية إمكانية للاتصال مع العالم الخارجي، ومن دون الحصول على محام وتعرض للتعذيب المتكرر والخطير.
أُبقي معصوب العينين ومكبل اليدين خلال معظم هذه الفترة، وتعرض للضرب المتكرر واللكم والركل على كامل جسده. خلال الأيام الأولى من اعتقاله، لم يسمح للسيد مصطفى باستخدام المرحاض ولم يعط أي شيء للأكل أو الشرب. مراراً وتكراراً على مدى 41 يوماً الأولى من اعتقاله، قام عناصر الاستخبارات العسكرية بتعذيبه باستخدام أسلوب "الفروج" وبتعريضه للكهرباء على أجزاء حساسة من جسمه.
وكان السيد مصطفى تعذب حتى وقّع على اعترافات لم يسمح له حتى بقراءتها. ثم استخدمت هذه الاعترافات كدليل ضده في المحكمة حيث يواجه اتهامات بأن له صلات مع خلية مسؤولة عن هجمات على الجيش في طرابلس في آب/غسطس وأيلول/سبتمبر 2008. بناء على طلب محاميه، تم فحص السيد مصطفى على يد طبيب، والتقرير الطبي الذي أرفق بالمراسلة ينص بوضوح على أن آثار التعذيب كانت واضحة.
 
3. محمد رضا:
محمد رضا محمد تيمور، وهو طالب لبناني يدرس في إختصاص التسويق التجاري ويبلغ من العمر 23 سنة، يقيم عادة في شتورة، البقاع، شرق لبنان. وقد اعتقل في 1 يناير/كانون الأول 2008 عندما استدعي إلى مركز الشرطة القضائية في زحلة في البقاع، في إطار تحقيق جنائي حول مقتل صرّاف في متجره في منطقة "المصنع"، على الحدود اللبنانية السورية. واحتجز بمعزل عن العالم الخارجي في مركز الشرطة القضائية لمدة 30 يوماً، بما في ذلك 19 يوماً في الحبس الانفرادي قبل أن يتم نقله إلى سجن رومية المركزي.
خلال 30 يوماً الأولى من اعتقاله، كان السيد محمد يتعرض للتعذيب المتكرر ولمعاملة مهينة وغير إنسانية. وقد تعرض للكم والركل، والضرب بآلة حادة. وقد علق وهو عاري وعذّب باستعمال أساليب "الشبح" و"الفروج" و "بساط الريح" حيث يتم ربط الضحية على قطعة من الخشب على شكل إنسان ويتم جلده وضربه. كما اُقتلعت بعض من أظافره.
هدف التعذيب الى ارغام تيمور على التوقيع على اعترافات قد تستخدم ضده في محاكمته أمام محكمة الجنايات في بيروت. عندما أثار محامي السيد محمد مزاعم التعذيب أمام المحكمة في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2009، أمر القاضي بإجراء تحقيق في ذلك. ومع ذلك، مضى أكثر من عام، ولم يؤدِّ التحقيق إلى محاكمة المسؤولين عن التعذيب.
لا يزال السيد محمد معتقلاً في سجن رومية حيث اضطر للخضوع لعلاج طبي مكثف نتيجة للتعذيب الذي تعرض له. وقد أرفقت الكرامة اثنين من التقارير الطبية، تدلان بشكل مفصل على نتائج التعذيب الذي تعرض له السيد محمد.