المؤسسة الفلسطيينية لحقوق الانسان (شاهد)
تطلق دراسة ميدانية عن الطالب الجامعي الفلسطيني في لبنان
الفرص والتحديات
ملخص تنفيذي
اطلقت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) دراسة ميدانية حول الطالب الجامعي الفلسطيني بين الفرص والتحديات واظهرت فيه ان التحديات تتزايد امام الطالب الجامعي وتتضاءل الفرص، مما يهدد حقهم بمتابعة مشوارهم الجامعي بالضياع . وذكرت " شاهد" اسباب الدراسة :
1. الاطلاع عن قرب على ظروف الطالب الجامعي الفلسطيني.
2. معرفة التحديات التي تحيط بالطالب الجامعي.
3. تتبع مراحل معاناة الطالب الفلسطيني.
4. الفرص والمجالات المتاحة امام الطالب الفلسطيني.
5. تحديد المسؤوليات لكل الجهات المعنية.
6. تقديم صورة واضحة للجهات المانحة في سبيل تقديم مساعدة اكبر للطلاب الفلسطينيين.
واظهرت الدراسة بالحقائق والارقام امورا خطيرة، ان لجهة الصعوبات الحقيقية التي تواجه الطلاب الجامعيين الفلسطينيين او لجهة التسرب المدرسي، كما تناولت بالشرح والتفصيل الاسباب الحقيقية لتراجع مستوى التعليم في الوسط الفلسطيني، ثم عرضت للفرص المتاحة امام الطالب الجامعي الفلسطيني، والتي اظهرت الدراسة انها تتضاءل عاما بعد عام، حتى باتت محدودة جدا، ثم خلصت الدراسة الى اصدار توصيات.
فبالنسبة للصعوبات الحقيقية التي تواجه الطلاب الجامعيين الفلسطينيين، اظهرت الدراسة ان اكثر من 70% من الطلاب لا يتعدى دخلهم الشهري ال 330 دولار. وهو يعني ان هناك صعوبة حقيقية في الالتحاق بالجامعات الخاصة بسبب ارتفاع اقساطها، ثم ان 70% من الطلاب الفلسطينيين يترواح عدد افراد اسرهم حوالي 8 اشخاص، وهو ما يعني ان صعوبة اخرى اضيفت بسبب ارتفاع اعباء الحياة العائلية.
وبحسب الدراسة يدرس حوالي 76% من الطلاب في مدارس الانروا الثانوية المجانية.
ويبدي الطلاب الجامعيين تخوفا واضحا على مستقبلهم الجامعي ذلك ان 66% من الطلاب الفلسطينيين يحتاجون فعلا الى مساعدة ولا يجدون من يغطي نفقات التعليم في الجامعة. كما ان 75% ممن تقدم فعلا لجهات مانحة يبدون تشاؤما من ان طلبهم لن يلقي تجاوبا.
اما البدائل المتاحة امام الطلاب الفلسطينيين الذين يودون دخول الجامعة فهي 55% يود الالتحاق بكلية سبلين للتدريب المهني والتقني التابع للانروا، و 15% منهم سوف يعمل في أي مهنة لحين توفر فرصة اخرى. و 19% منهم ابدى رغبة بالهجرة.
وبحسب الدراسة فإن 75% من الطلاب يرون ان الانروا هي المسؤولة، و 13% فقط يحملون المسؤولية للفصائل الفلسطينية. وهو يعني ان هذه الفصائل اصبحت بحسب الدراسة لم تعد مؤهلة لتحمل هكذا مسؤولية.
ومع ان نسب النجاح في الامتحانات الرسمية في مدارس الانروا الثانوية كانت مرتفعة ووصلت الى 97.9% في مختلف الفروع، الا ان نسب النجاح في صفوف البريفيه لم تتجاوز ال 53%. واشارت الدراسة الى ان هذا الفرق هو نوع من انواع التضخم التربوي، لان عدد الطلاب المتقدمين في امتحانات البريفيه هو 3695 طالبا وطالبة نجح منهم 1985، وعدد الطلاب المتقدمين لصفوف الثانوي هو 572 طالب وطالبة وهو ما يعني ان 1425 طالب اما تركوا المدارس او التحقوا بمعاهد، واما يريدون اعادة العام الدراسي.. ومع ذلك فهذه الارقام مرتفعة.
واشارت الدراسة الى ان نسب التسرب في مدارس الانروا في المراحل الابتدائية هي حوالي 14%، وهو مؤشر خطير، لان المراحل الابتدائية هي القاعدة الخلفية والمرتكز الاساسي للمراحل الاعدادية والثانوية.
وحسب الدراسة ايضا فإن عدد الطلاب الفلسطينيين في مختلف المراحل وفي كل القطاعات هو 49774 اي 12% من اجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الانروا والذين يمثلون بدورهم حوالي 10% من اجمالي سكان لبنان. لكن الدراسة شككت في ان يكون عدد اللاجئين في لبنان هو ما تصدره الانروا اي 404170 لاجئ، وقالت الدراسة بأن عدد اللاجئين الفلسطينيين فعلا بمن فيهم غير المسجلين وبمن فيهم فاقدي الهوية لا يتعدى 250000 في احسن الاحوال.
ومع ان نسبة اللاجئين الفلسطينيين عامة في لبنان تقدر بحوالي 10% من اجمالي سكان لبنان المقميين فإن نسبة الطلاب الفلسطينيين مقارنة بالطلاب اللبنانيين في مختلف المراحل والقطاعات هو 6% فقط وهو ما يعزز الشكوك حول اعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وعزت الدراسة تراجع المستوى التعليمي في الوسط الفلسطيني الى عدة اسباب اعتبرتها جوهرية وهي عوامل اقتصادية واجتماعية وقانونية، وسياسية, وسياسة الانروا، وعوامل اخرى، الا ان الظروف الانسانية الصعبة هي احدى اهم الاسباب وتتحمل الدولة اللبنانية النسبة الاكبر في ذلك. كما ان ضعف دور مؤسسات منظمة التحرير لا بل غياب المرجعية القوية التي ترعى شؤون اللاجئين الفلسطينيين تؤثر في ذلك. اما بالنسبة للانروا فهي تتحمل مسؤولية ايضا لا تقل عن غيرها.
وعن الفرص المتاحة فهي تتضاءل عاما بعد عام لتجعل حق التعلم العالي في خطر. ويعتبر صندوق الطلاب الفلسطينيين اهم الفرص المتاحة، هذا الصندوق يتراجع بسبب ضعف التمويل، واظهرت الدراسة مؤشرات خطيرة على هذا التراجع. ومنذ تأسيسه عام 1973 لم يساهم الاتحاد الاوروبي في مساعدة الطلاب الجامعيين من خلال هذا الصندوق. كما ان الدول العربية وخاصة الخليجية منها تراجعت في دعم الطالب الجامعي الفلسطيني بسبب موقف م. ت. ف من غزو العراق للكويت.
اما الانروا فهي احدى الفرص لكنها في اطار ضيق فمنذ عام 2000 استطاعت الانروا تقديم 390 منحة فقط. ولا تقدم الانروا منح الا للطالبات وضمن معايير وشروط صعبة احيانا.
اما الاطر الطلابية التابعة لفصائل فلسطينية فهي لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب لا بل انها عاجزة تماما عن فعل شيء للطلاب الفلسطينيين الجامعيين الا في حدود ضيقة جدا.
وتعتبر كلية سبلين للتدريب المهني والتقني فرصة كبيرة للطلاب الفلسطينيين، رغم ان الدراسة فيه مدته عامان يحصل بعدها الطالب على دبلوم لكي ينخرط في سوق العمل مباشرة، ان وجد فرصة عمل مناسبة.
الجامعة اللبنانية احدى الفرص، وخاصة كليات الاداب والعلوم الانسانية، حيث لا يجد الطالب امامه الا هذه الفرصة فيختار تخصصات غير رغبته الحقيقية. ذلك ان كليات العلوم والهندسة او الطب هي في العاصمة، وهو ما يعني مصاريف باهظة للسكن والتنقل وغير ذلك وهو ما يعجز عنه الطالب الفلسطيني، فيلتحق بالجامعة اللبنانية في كليات الاداب او العلوم الانسانية في مراكز المحافظات.
وقد انتهت الدراسة الى القول بان الواقع التربوي للاجئين الفلسطينيين في لبنان يمر بظروف صعبة وخطيرة. كما يمكن القول ان حق الطالب الفلسطيني في التعلم مهدد. اذ ليس هناك حقوقا تقدم بالتقسيط او حقوق منقوصة. فالحق في التعلم يجب يكون كاملا.
ان حق الطالب الفلسطيني بالتعلم يبدأ من مراحل ما قبل الابتدائي، وانتهاءا بالمرحلة الجامعية، مرورا بالمرحلة المتوسطة والثانوية.
ومع ان الدراسة لم تتطرق الى وسائل التدريس والمناهج المعتمدة وتوفر الامكانات اللوجستية من وسائل ايضاح واستخدام المختبرات الى ظروف الصفوف والتي هي غير متوفرة اجمالا..الا انها اقتصرت على معالجة ارقام وحقائق. وثمة مؤشرات خطيرة تؤكد صحة الادعاء هذا.
فالظروف الاقتصادية صعبة ولا تساعد الطلاب الفلسطينيين على الالتحاق بالجامعات، كما ان الظروف الاخرى لا تمنح الطالب الفلسطيني امكانية تعلم مناسبة. ثم ان الفرص تضيق عاما بعد عام. ومعدلات النجاح في الامتحانات الرسمية ليست مبشرة، ومعدلات التسرب المدرسي خصوصا في المراحل الابتدائية والمتوسطة في ارتفاع.
وقد خلصت الدراسة الى اصدار عدة توصيات:
1. اعلان حالة طوارئ على مستوى المجتمع الفلسطيني حيال هذا الواقع.
2. تعديل سياسية الانروا التربوية لجهة الترفيع الالي، وموضوع اكتظاظ الصفوف.
3. رفع تقارير الى منظمة اليونسكو حول الواقع التربوي في الوسط الفلسطيني.
4. بذل الانروا جهودا كبيرة لدعم الطالب الجامعي الفلسطيني وان يشملهم برنامج المنح..
5. تحمل منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولياتها حيال الطالب الفلسطيني.
6. منح الفلسطيني حقوقه الانسانية والتي تعتبر الجبهة الخلفية لدعم المسيرة التعليمية.
7. جعل حرية المعلومات بخصوص الواقع التعليمي متاحا للجميع على الرغم صعوبة هذا الواقع.
8. في غياب الدورالفاعل للقوى السياسية الفلسطينية تتحمل جمعيات المجتمع المدني مسؤولية كبيرة في دعم الطالب الفلسطيني.