دراسات

أصدرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بالتعاون مع جميعة الأمل الجديد السويدية دراسة حقوقية ً تحت عنوان "الأطفال اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وجائحة كورونا – طفولة متوارية خلف أزمات متراكمة (التعليم، الصحة النفسية، الأزمة الاقتصادية)".

وتأتي هذا الدراسة كجزء من سلسلة تقاريرودراسات ترصد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين اجتماعياً واقتصادياً.

تتحدث الدراسة عن واقع اللاجئين الفلسطينيين عموماً وانعكاس ذلك على الأطفال الفلسطينيين خصوصا. وبحسب الدراسة فإن الأطفال يشكلون نسبة 37.9% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذين يعيشون في ظروف قاهرة تحد من قدرتهم على بناء مستقبلهم وصقل شخصياتهم وتجعل آفاق المستقبل مسدودة أمامهم. وبحسب المعلومات المنشورة في الموقع الرسمي لوكالة الأونروا فإن معدلات الفقر العام تصل لحدود 73% داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فيما تصل معدلات البطالة إلى 56%.

وتتطرق الدراسة أيضا إلى شرح واقع الطفل الفلسطيني في ظل جائحة كورونا وبعد إعلان التعبئة العامة في البلاد، خصوصاًعلى صعيد التعليم الالكتروني ومدى فعاليته وأبرز تحدياته، حيث تعتبر هذه الآلية جديدة ومفاجئة للأهل وقد يجدون صعوبة في تطبيقها. وبحسب عدد من المدرسين في الأونروا فإن نسبة المستفيدين لا تزيد عن 50% من إجمالي الطلاب، ويعود ذلك إما لضعف جودة الانترنت أو إيجاد بعض الأهالي صعوبة في تشغيل البرامج التعليمية، إما بسبب وجود هاتف ذكي واحد غير كاف لمتابعة تعليم كل الاطفال المتواجدين في المنزل، أو لضيق مساحة المنازل. وبكل الأحول فإن ثمة تحديات موضوعية وذاتية كبيرة تحول دون نجاح التعليم عن بعد.

إن المدرسة هي المكان المناسب الذي يقوم بصناعة شخصية الطفل وتنمية قدراته الذهنية والجسدية والنفسية. وفي ظل غياب دور المدرسي المكاني تنصح الدراسة الأهل بلعب دور أكبر في عملية تهيئة الطفل النفسية والمادية والبدنية لجعل عملية التعليم سلسة وجاذبة للأطفال، وكي يعلب الأهل الدور التربوي والرعائي في آن.

أما بخصوص موضوع الحجر المنزلي ومدى التزام الأهالي به، فإن الدراسة قسمت الآهل إلى قسمين، القسم الأول منهم ملتزمون بالحجر المنزلي ويعملون على توفير البيئة الايجابية للأطفال، والقسم الثاني غير ملتزمين بالحجر وذلك إما نتيجة الأعباء المعيشية والاقتصادية وضيق مساحة المنزل بالإضفة إلى الحالة النفسية للأهل، وهي أسباب حقيقية وجادة ولا يمكن تجاوزها بأي حال.

وتوضح الدراسة أهمية الصحة النفسية للأطفال اثناء الحجر المنزلي حيث يلجأ الطفل إلى من هم أكبر منهم سناً لفهم ما يجري حوله، وتوضح الدراسة أبرز العلامات التي تظهر عليهم بسبب القلق وكيف يمكن للأهل التعامل معه للحفاظ على الصحة النفسية للطفل.

كما تظهر الدراسة دور كل من الأونروا والمجتمع المدني تجاه الأطفال الفلسطينيين في هذا الوقت حيث إن وكالة الأونروا هي المسؤولة بشكل رئيس عن رعاية الأطفال والاهتمام بشؤونهم. كما أن على المجتمع المدني مسؤولية كبيرة في ظل ضعف أداء الجهات المسؤولية.

وتقدم الدراسة خلاصات اتفاقية حقوق الطفل الدولية لتجري مقارنة بين ما دعت إليه هذه الاتفاقية من توفير الرعاية الشاملة للأطفال، والواقع الحالي للأطفال الفلسطينيين، ليظهر لنا أن ثمة فرقاً شاسعاً بين النظرية والتطبيق.

وتنتهي الدراسة بمجموعة من التوصيات التي من شأنها أن تحسن من واقع الأطفال إذا ما أخذت بعين الاعتبار، أبرزها:

1.دعوة وكالة الأونروا تقديم الرعاية في مجال الدعم النفسي الاجتماعي ونشر رسائل في هذا المجال للأطفال

2.حث الأهل على عدم مشاهدة النشرات الاخبارية أمام الأطفال لضمان عدم تعرضهم لأزمات نفسية

3.تقديم المساعدات العينية والمالية للاجئين الفلسطينيين من قبل الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية.

4.مطالبة الحكومة اللبنانية بتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين لما يشكل ذلك من توفير بنية تحتية جيدة لتمكين الأطفال من العيش بكرامة.

للإطلاع على الدراسة الكاملة من خلال الرابط التالي  /assets/pdf/childs.pdf

18\5\2020