المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد)
تطلق دراسة جديدة حول
المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والصحية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
مخيم الجليل في البقاع (مثال)
كانون ثاني 2007
اطلقت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد)، دراسة جديدة تحت عنوان " مؤشرات الوضع الاجتماعي والاقتصادي والصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مخيم الجليل في البقاع " مثال" . تناولت الدراسة التى بلغت عدد صفحاتها 106 محاور مختلفة وقسمت الى ثلاث أقسام، القسم الاول : الفلسطينييون في لبنان، والقسم الثاني : نظرة عن قرب الى مخيم الجليل، اما القسم لثالث : وهو البحث الميداني لهذه الدراسة فقد تناول من خلال استطلاع رأي شمل عينة من 100 عائلة شملت حوالى 600 شخص اي حوالى 20% من سكان المخيم ، وبذلك تكون هذه العينة كبيرة يمكن البناء على النتائج الصادرة عنها .
وقد جسدت الدراسة بالحقائق والارقام معاناة اللاجئين على مختلف الصعد نورد أهمها :
الواقع الديمغرافي :
ما يزيد عن 95% من اللاجئين الفلسطينيين هم من سكان شمال فلسطين، ولم يجد هؤلاء عند النكبة بلدا قريبا للجوء إليه سوى لبنان، حيث الروابط العائلية والاقتصادية بين لبنان وفلسطين آنذاك .
وعن عدد افراد الاسرة فقد اشارت الدراسة إلى ان 37% منها يتراوح عدد افرادها بين 6-10 وبالمقابل فإن نسبة 50% يتراوح عدد افرادها بين 1-5 وهو مؤشر الى ان حجم العائلة الفلسطينية بدأ يتراجع مع صعوبة الظروف المعيشية .
ومع ان نسبة الزواج المبكر تراجعت ايضا في المجتمع اللاجئين، إلا نسبة 94% من المستطلعين لازالوا يتزوجون دون سن ال 30، وهو سن منخفض في مجتمع المخيمات إذا ما قورن مع المجتمع اللبناني، أو مع مجتمع اللاجئين قبل تفاقم ظروفه المعيشية . وتلعب عوامل اجتماعية في تحديد سن الزواج، فالذين تترواح اعمارهم بين 16-20 من العينة والمقدمين على الزواج تبلغ نسبتهم 36% ، وعن عمر الزوجة عند الزواج فقد بلغت نسبة اللواتي اعمارهن بين 16-20 بلغت 56% .
وليس من شك بأن هجرة الفلسطيني الى الدول الاوروبية، تعتبر مخرجا لهؤلاء اللاجئين الذين اضناهم ضنك العيش . فنسبة 77% من المستطلعين لديهم أقارب من الدرجة الاولى في بلاد الغربة الثانية . ويعتبر مخيم الجليل نموذجا فعليا . فهو يدعى مخيم الدنمارك لان نسبة 48.5 % من المهاجرين تعيش في الدنمارك .
ولايزال المجتمع الفلسطيني يتميز بالفتوة، فالذين لم تبلغ اعمارهم ال18 سنة تبلغ نسبتهم 31.5% والذين تتراوح اعمارهم بين 18-34 سنة تبلغ نسبتهم 35.5 % ، اي ان 66.8% لم يبلغوا ال 35سنة وهي تدل على ان معدل عمر الحياة عند الفلسطينيين منخفض .وعن التوزيع الجنسي فقد بلغت نسبة الذكور 35% ولعل مبرر ذلك هو هجرة الذكور الى الخارج بدافع العمل والتحصيل العلمي أو نتيجة للقناعة المتوارثة لدى العائلات الشرقية حيث تستمر الولادات الى ان تنتخب الام ذكرا، واخيرا فقدان عدد من الذكور خلال الحرب الاهلية والتى طالت بشرورها سكان المخيمات .
وعن المستوى التعليمي فقد بلغت نسبة الامية حسب الدراسة 11% وهذا له اسباب موضوعية كثيرة .
الواقع الصحي :
اما الوضع الصحي فقد بينت الدراسة ان 56% من اللاجئين يتمتعون بصحة جيدة ، وهو يعني ان نصف السكان ايضا يعانون من امراض مختلفة وهي تتأثر حتما بالظروف السكنية للمخيمات .
فمثلا : 3.5% يعانون من الربو بسبب الاكتظاظ السكاني داخل البيت الواحد ، والعمراني داخل المخيم.
أما أمراض القلب والسكري والضغط فقد بلغت نسبتها مجتمعة 13.5% وهي ناتجة عن ضغط الحياة، وسوء التغذية والاعتماد على كثرة المأكولات المقلية لانخفاض كلفتها، او عدم ملاءمة الادوية الموزعة مع هذه الامراض...
وقد برزت مشاكل الترسبات البولية مثل الرمل والحصى والتى ارتفعت الى نسبة 4.5% وذلك لعدم صلاحية المياه للشرب، وعدم اهتمام المصابين بهذا المرض بالعذاء الصحي الملائم، ويلجأ 86% من هؤلاء المرضى الى عيادات الانروا. ولكن نسبة 67% يلجأون الى شراء الادوية من صيدليات أخرى غير صيدليات الانروا .
اما نسبة الاعاقة في مخيم الجليل فقد بلغت 6.7% وهي تشمل الشلل والاعاقة العقلية ، السمعية ، البصرية ..، وليس هناك اهتمام بالمعاقين بالشكل المطلوب ، حيث بلغت نسبة الذين لايرتادون مراكز متخصصة نسبة 80%، وذلك بسبب غياب مراكز التأهيل المتخصصة، او ارتفاع كلفة المراكز خارج المخيمات، علما ان وزارة الشؤون الاجتماعية لا تتكفل بالمعوق الفلسطيني .
الواقع السكني:
وعن الوضع السكني الذي يعتبر من اهم المشكلات الانسانية، فقد بلغت نسبة البيوت المؤلفة من غرفتين 47% وثلاث غرف 33% علما ان عدد افراد الاسرة ليس قليلا، حيث ان نسبة 37% من اللاجئين حسب الدراسة لديهم افراد اسرة تتراوح بين 6-10 أفراد، ثم ان مساحة المخيمات محدودة منذ انشائها مع ازدياد عدد السكان الى حوالى اربع اضعاف، ومما يزيد الطين بلة ان الحكومة اللبنانية تمنع الفلسطيني من التملك خارج المخيمات فيما لو توفرت له قدرة مادية لشراء منزل .
الواقع الاقتصادي :
وعن الوضع الاقتصادي، فقد بلغت نسبة البطالة حسب الدراسة 42% . والذين حالفهم الحظ ووجدوا فرصة عمل فإن نسبة 32.5% منهم يعمل بشكل يومي أي من دون عقد عمل يحفظ له حقوقه، و35% بشكل دائم و32.5% يعمل بشكل موسمي .
ومع ذلك يرى 65% منهم ان الدخل الشهري للأسرة لايكفي بمعنى انه دون الحد الادنى للمعاشات وهو 350000 ل.ل ، واذا علمنا ان نصف الاسرة يزيد عدد افرادها عن 6 فيكون متوسط دخل الفرد حوالي 50000 ل.ل شهريا وتعمل حوالي 15% من ربات البيوت في مجالات مختلفة لمساعدة الزواج .
الواقع التربوي :
اما عن التربية والتعليم، فقد ابدى 83% رغبة في تعليم الاناث وهي نسبة مرتفعة، إذا ما قورنت مع مجتمعات اخرى . حتى ان نسبة الاناث ربما تزيد قليلا عن الذكور في مدارس الانروا في مختلف مراحلها وقد ابدى 33% من المستطلعين خشيته من وجود مشاكل تربوية يصعب معالجتها، وهي تتركز في الغالب على عدم الطاعة أو مشاكل المراهقة . وربما يعود ذلك الى اتساع حجم الاسرة وعمالة الاولاد المبكرة والتسرب المدرسي والبطالة الآخذة بإزدياد في جيل الشباب . وعن طبيعة العلاقة بين ابناء المخيمات فقد تراوحت بين الجيرة والود والتعاون حيث قال 37% منهم ان العلاقة هي علاقة جوار و55% هي علاقة ود وتعاون .
واللافت في الدراسة أيضا ان التلفاز يعتبر مصدرا مهما للثقافة لمجتمع اللاجئين حيث قال 65% منهم بذلك ثم تلا ذلك الراديو حيث بلغت النسبة 11% ، اما الكتب والمجلات والصحف فقد بلغت مجتمعة 20% في حين لم يزد
الانترنت عن 4% كمصدر من مصادر الثقافة للاسرة .
وقد قدمت الدراسة أربع توصيات :
توصي الدراسة السلطات اللبنانية بمنح الفلسطينيين حقوقهم .
وتوصي بتفعيل (م.ت.ف)، من خلال اجراء انتخابات للمجلس الوطني وانتخابات للجان الشعبية في المخيمات .
وتوصي ايضا الانروا بزيادة خدماتها من خلال مزيد من الشفافية ، ووضع آلية لمراقبة عمل الانروا يكون للاجئين انفسهم دور كبير في ذلك .
كما توصي المجتمع المدني الفلسطيني بمراقبة أداء المسؤولين وبترشيد انفاقها لزيادة مساعدتها لمجتمع اللاجئ.
ويمكن الرجوع الى مكتب المؤسسة للحصول على الدراسة كاملة . في مخيم مارالياس أو الاتصال على أرقام الهاتف . 03253196--- 70142893 01308013