تحديات مستجدة تواجه سكان مخيم نهر البارد
ودعوة متكررة لاستكمال عملية إعمار المخيم
تموز 2017
مقدمة
رغم انتهاء
العمليات العسكرية في مخيم نهر البارد
في 3/9/2017 بين الجيش اللبناني
ومقاتلي فتح الإسلام، وأكثر من نصفسكان المخيم (حولي 10363
نسمة) لا يزالون
يعيشون حياة إنسانية واجتماعية معقدة وصعبة للغاية.
ورغم الاعتقاد السائد آنذاك أنه كان
من الصعوبة بمكان أن يتم إعادة إعمار أي جزء من مخيم نهر البارد وأن تعود الحياة
إلى ما كانت عليه ولو بشكل جزئي، ترى أن سكان مخيم نهرالبارد قد استطاعوا تجاوز
الكثير من التحديات، كما أن وكالة الاونروا ورغم الملاحظات الهائلة على أدائها إلا
أنها بذلت جهوداً كبيرة وقدمت خدمات طارئة كثيرة أبقت رمق الحياة موجود.
وكمؤسسة حقوقية تتابع عن كثب أوضاع
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فقد قام
فريق من (شاهد) بزيارة ميدانية للاطلاع على أوضاع سكان المخيم ومشاريع الإعمار
وغير ذلك. وخرجت المؤسسة بمجموعة من الملاحظات والتوصيات.
ملاحظات عامة:
لا يزال جزء كبير من سكان المخيم
(حوالي 800 عائلة) يسكن في بيوت معدنية جاهزة، لا تتوفر فيها المعايير المطلوبة للسكن الآدمي، والبعض الآخر
يسكن في كراجات أو في منازل صغيرة مستأجرة، تمت عودة نحو 50% من أبناء المخيم القديم
إلى مساكنهم التي تم بناءها بشكل بطيء جداً، أما البقية فما يزالون ينتظرون
استكمال مراحل الإعمار المتبقية والتي طال انتظارها، على الرغم من الوعود التي
سمعوها من الأونروا والحكومة اللبنانية في
هذا الصدد..
مخيم نهر البارد يحاط بسواتر ترابية،
وأسلاك شائكة لا يستطيع الفرد الدخول إليه إلا من خلال حواجز محدودة يستخدمها
الجيش اللبناني كنقاط تفتيش ثابتة، وبالتالي هذا الواقع يزيد الأوضاع الانسانية
والاجتماعية تعقيداً.
مخيم نهر البارد بالأرقام[1]
-المبلغ الذي تم استلامه لغاية الآن 239.4 مليون دولار أي ما نسبته 69% من إجمالي
المبلغ.
-العدد الإجمالي للعائلات التي هُجّرت من المخيم 6164 عائلة أي ما يعادل 28672
شخص
-عدد العائلات التي عادت والمفترض ان يُستكملوا حتى نهاية عام 2017 هم
2514 عائلة أي 10315 شخص وهذا ما يقدر بحوالي 50 % من السكان.
-عدد العائلات التي تنتظر العودة الى منازل قيد الانشاء هي 156 عائلة أي ما
نسبته 767 شخص
-عدد العائلات المتوفر التمويل لمنازلهم 692 عائلة اي ما نسبته 2854 شخص.
تحديات مستجدة:
رغم الظروف القاسية التي يعيشها سكان المخيم،
برزت في الفترة الأخيرة تحديات جديدة، تعود المسؤولية فيها بشكل أساس على منظمة
الأونروا، وتتمثل هذه التحديات على الشكل التالي:
1-البطء في إعادة إعمار المنازل في الرزم المتبقية.
2-المياه المالحة وغير الصالحة للشرب وحتى للاستعمال المنزلي.
3-وعدم وجود مكب للنفايات عدم وجود سور يحيط مدرسة عمقا ومعهد
سبلين.
التحديات الراهنة:
o المياه المالحة - الواقع والحلول:
يعتمد
سكان مخيم نهر البارد وبشكال أساس على استعمال مياه الشرب من الآبار التي حفرتها الآونروا،
لكن في الفترة الأخيرة أدى انخفاظ منسوب المياه في تلك الآبار السطحية إلى زحف
مياه البحر على مياه الآبار واختلاطها بالمياه الصالحة للشرب مما تسبب بملوحة
المياه وجعلها غير صالحة للاستعمال.
هذا حال المياه في المخيم الجديد أما
في المخيم القديم فيوجد خزان مياه كبير تم تشييده بعد انتهاء المعارك، لكن وبعد
فترة قليلة توقف العمل فيه بسبب خلل في مواصفات بنائه (تقدر سعته 250000 لتر)، وما
يزال حتى الآن متوقفاً عن العمل، كما أن حجم المضخات التي تعمل في المخيم صغيرة
جداً (بحجم 4 انش) رغم تشغيلها في الحد الأدنى 18 ساعة يومياً، ولا تكفي لسد
الحاجة، والواضح أيضاً أنه لا يوجد مصدر محدد لتعبئة تلك الخزانات.
o الحاجة الماسة الى بناء سور يحمي مدرسة عمقا ومعهد سبلين:
إن بقاء مدرسة عمقا الثانوية ومعهد
سبلين المجاور بدون بناء سور يحيط بهم أدى حسب الأهالي والفعاليات إلى ظهور مشاكل
اجتماعية خطيرة، كما أصبحت المدرسة والمعهد عرضة لمن يريد الدخول أثناء الدوام دون
إذن رسمي .
كما أشار بعض الأهالي والفعاليات، إلى
أن الأمر الآخر والذي لا يقل خطورة عما سبق هو دخول بعض الشبان بعد انتهاء الدوام إلى
ساحات المدرسة والمعهد ليس لممارسة الانشطة الرياضية والترفيهية بل للقيام بأعمال
وسلوكيات غير لائقة وخطيرة جداً (شرب المسكرات، تعاطي المخدرات، سرقة محتويات
المباني)
o عدم وجود مكب للنفايات:
إن عدم وجود مكب للنفايات داخل مخيم
نهر البارد ضمن المواصفات النموذجية المطلوبة يؤدي إلى انتشار الأوبئة والحشرات
والقوارض. وتوجد مشكلة مزدوجةتتحمل الأونروا جزء منها كما يتحمل
الأهالي الجزء الآخر. لكن بين هذا وذاك لا بد من إيجاد حل واستحداث مكب للنفايات
وفق مواصفات مهنية.
(شاهد) تجول على فعاليات المنطقة
قام فريق (شاهد) بزيارة فعاليات
المنطقة لمعالجة هذه التحديات، ضم كل من مدير المؤسسة الدكتور محمود الحنفي وأ. محمد
الشولي وأ.محمود داوود وأ. عماد طه. وذلك بهدف الإطلاع عن كثب عما يجرى، ومعرفة
الحلول المطروحة لهذه المشاكل.
التقى وفد (شاهد) مدير منطقة الشمال
"أسامة بركة"، الذي أوضح أن هناك حلولا لتلك المشاكل
التي يعاني منها سكان نهر البارد وأضاف أن هناك وعود من قبل ادارة مشروع نهر
البارد بإمكانية انجاز بناء السور الفاصل والمحيط بمدرسة عمقا ومعهد سبلين خلال شهر أيلول من هذا
العام وأن المبلغ المطلوب لبناء السور قد تم تأمينه.
ومن جهة أخرى قال بركة حول مكب
النفايات، أن وجود قطعة أرض لبناء ذلك المكب كان صعب جداً نتيجة رفض السكان إقامته
على مقربة من منازلهم، ومع العلم أنه كان قد تم رصد مبلغ 50 ألف دولار أمريكي لبناء المكب لكن بعد اعتراض السكان تم
تحويل المبلغ الى مشروع تعبيد الطرقات في مخيم آخر، إلا أن إدارة الأونروا
والمعنيين داخل المخيم يعملون على إقناع الناس بأنه لا بد من بناء المكب على أرض
مجمع الاونروا خلال فترة اقصاها ثلاثة اشهر لما فيه من مصلحة للجميع.
أما عن مشكلة المياه المالحة، قال
بركة أن هناك مشروع معد لحفر بئر ارتوازي على عمق بين 500- 700 متر لكي يصل إلى
مخزون المياه الجوفية، وقد تم تحديد مكان المياه، وأضاف أن الأونروا ستقوم بتأهيل
الآبار الموجودة لتصبح صالحة للاستعمال.
العميد كرم مراد يستقبل وفد (شاهد):
وفي السياق نفسه زار وفد (شاهد) مسؤول مخابرات الشمال العميد
كرم مراد في مقره في القبة وناقش معه بعض النقاط التي طُرحت من قبل الأهالي
والفعاليات، والتي تمحورت حول السماح
لسكان المناطق المجاورة لمخيم نهر البارد بإضافة طوابق جديدة فوق مبانيهم، خصوصا
بعد ازدياد عدد أفراد العائلة الواحدة وضيق المساحة المخصصة للسكن، رد العميد
كرم بأن الأشخاص الذين لديهم عقارات ويودون البناء او التوسع في مساكنهم عليهم أن
يتقدموا بطلبات إلى البلديات وإلى التخطيط المدني والحصول على موافقات أو رخص ،
والجيش اللبناني لن يقف عائقا أمام السماح
لهم بالإعمار.
كما تحدث الوفد عن ظاهرة ترويج وتعاطي المخدارات واتساعها في المخيمات الفلسطينية خصوصاً في مخيم نهر
البارد والبداوي وما يتبعها من مشاكل أمنية واجتماعية في المخيمات، فقد برزت في
الآونة الأخيرة مجموعة من مروجي المخدرات بشكل علني وسط الشباب الفلسطيني في مخيم
البداوي شكلت حالة أمنية غير طبيعية داخل المخيم من خلال استخدام السلاح وإطلاق
الرصاص ليلاً ونهاراً والعبث بأمن واستقرار المخيم والتي من شأنها تدمير الشباب والمجتمع،
حيث طالب وفد (شاهد) ضرورة اتخاد أقصى التدابير الممكنة بحق المروجين، بدوره قال العميد كرم
بأن مخابرات الجيش ما زالت تلاحق من يثبث تورطه بترويج وتعاطي المخدرات سواء في
المخيمات الفلسطينية أو المناطق اللبنانية الأخرى وأنهم لن يتهاونوا مع تلك
الظواهر المدمرة.
بعدها انتقل
وفد (شاهد) الى مخيم نهر البارد حيث التقى مع بعض الفعاليات وجال في أزقته للوقوف
على أوضاعهم الإنسانية والإجتماعية، وقد عبرت هذه الفعاليات عن استيائها من التأخير
في تنفيذ تلك المشاريع المهمة التي تدخل في صلب حياة اللاجئ اليومية مطالبين مؤسسة
الأونروا والجهات المعنية بذل كافة الجهود لتنفيذ تلك المرافق قبل قدوم فصل
الشتاء.
وخلال الجولة
الميدانية داخل مخيم نهر البارد عاين فريق (شاهد) منطقة المدارس ولاحظ الضرر الذي
تتعرض له المدرسة جراء عدم وجود سور يحد من حركة دخول من ليس لهم عمل الى حرم
المعهد والمدرسة، وأثناء الجولة صادف الفريق مجموعة من الشباب داخل المدرسة يشربون
الكحول على وقع الأغاني.
ايضاً جال الوفد
على مكان بناء الرزمة الخامسة وبالتحديد آخر قسمين منه.
أمام هذه التحديات فإننا في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)
نطالب بالتالي:
·نطالب الدول المانحة الإيفاء بالتزاماتها كي تتمكن الأونروا من
استكمال بناء مخيم نهر البارد، الاستمرار بتقديم خدماتها للاجئين فيه..
·أن تلتزم الحكومة
اللبنانية بما وعدت به من إعادة إعمار مخيم نهر البارد وتسهيل الإجراءات القانونية
والإدارية في هذا المجال.
·على اللجنة الشعبية، ولجان أحياء المخيم والفعاليات المساعدة
في حل أي مشكلة تتعلق بتنفيذ المشاريع التي يُراد استكمالها لكي لا تذهب المنح الى
مشاريع اخرى، وان يتم بناء مكب للنفايات في مجمع الاونروا.
·العمل الفوري والجاد من قبل ادارة مشروع اعادة الاعمار ببناء
سور يحمي المدرسة والمعهد ويفصل بينهما.
·ضرورة إيجاد حل سريع لمشكلة المياه المالحة في المخيم الجديد
والعمل على اصلاح الخزان الكبير في المخيم القديم والعمل على تأمين مصدر مياه يغطي
حاجات السكان.
بيروت، 1/8/2017
المؤسسة الفلسطينية لحقوق
الإنسان (شاهد)
[1] الأرقام والإحصاءات الواردة في هذا الفقرة مأخوذة من فعاليات المجتمع
المدني في مخيم نهر البارد وهي أرقام تقديرية.