بعد 14 عاما على الأزمة الإنسانية
إلى أين وصلت عملية الإعمار في مخيم نهر البارد؟
تقرير
اليوم وبعد مرور أكثر من 14 عاماً، وبسبب تراكم الأزمات الإقليمية وانشغال العالم بأزمات أخرى، بالإضافة إلى انتشار فايروس كورونا والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان، فإن القليل فقط من يتذكر أن في عام 2007 تم تدمير حوالي 95% من مخيم نهر البارد في شمال لبنان بسبب المعركة التي حصلت بين الجيش اللبناني من جهة وفتح الإسلام من جهة أخرى، وقد كانت هذه المعركة من أكبر المعارك التي حدثت في لبنان بعد الحرب الأهلية.
وقد تكفلت الأونروا إعادة إعمار المخيم وكان من المفترض أن ينتهي الإعمار عام 2011. فإلى أين وصلت عملية الإعمار؟ وما هي التحديات التي تواجه هذه العملية اليوم؟
بحسب الأونروا فإن عملية إعادة الإعمار تصل تكلفتها إلى 345 مليون دولار أميركي، وبهدف تأمين التمويل عقدت العديد من المؤتمرات الدولية وكان أبرزها مؤتمر فيينا الذي عقد عام 2008 حيث تعهدت الدول المانحة بتقديم 122 مليون دولار أميركي. وبسبب عدم إيفاء الدول المانحة بالالتزامات التي قطعتها على نفسها، تبعه مؤتمر آخر في بيروت 06/10/2016، تعهدت فيه الدول المانحة مجدداً بدفع مبلغ 36 مليون دولار تكفي لإعادة إعمار حوالي 70% من المخيم. والآن وفي عام 2021، 70% هو إجمالي ما تم إعادة إعماره، ولا يزال هناك 30% من أهالي المخيم محرومين من العودة إلى منازلهم.
ولا يزال أهالي مخيم نهر البارد يناشدون الدول المانحة والأمم المتحدة والأونروا لتحمل مسؤولياتهم وبذل المزيد من الجهود من أجل إنهاء معاناتهم ومنحهم حقوقهم الإنسانية، معتبرين أن الأونروا لم تنصفهم على الرغم من الأموال الممنوحة من الدول العربية والأوروبية، وذلك للأسباب التالية:
1.عدم حصولهم على تعويضات عن 14-عاما من الإيجارات والأمراض وقلة الأدوية في عيادات الأونروا.
2.حرمانهم من بدل الإيجارات النقدية ببرنامج TSCA (transitional shelter cash assistance)
3.لا يزال يعيش عدد كبير منهم في بركسات غير صحية للإنسان.
ومؤخرا، وخلال زيارة وفد من الاتحاد الاوروبي ضم السفيرة الدنماركية والسفير النروجي، ومدير وكالة الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، طرح الوفد مبلغ وقدره 50$ بدل إيجار للعائلات التي لم يتم إعمار منازلها. لكن العائلات رفضت ذلك، معتبرين أنّ هذا المبلغ هو أقل من الحدّ الأدنى.
وكانت العائلات قد عقدت اجتماعا الأحد 23 أيّار 2021، في قاعة مسجد القدس في المخيّم، دعت خلاله جميع المعنيين إلى الوقوف إلى جانبهم والعمل الفعلي لإعادة إعمار منازلهم، مشدّدين على ضرورة عقد بدل إيجار منصف وعادل إلى حين العودة إلى منازلهم، وتقديم مبلغ لكل عائلة كبدل إيجار لمدّة 12 شهرًا دفعة واحدة وعاجلة لسد جزء من الديون المتراكمة على هذه العائلات، إضافة إلى المطالبة بتأمين الاستشفاء الكامل لهم.
انطلاقا مما سبق، إننا في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، وبعد مرور 14 عاما على نكبة مخيم نهر البارد، نطالب بما يلي:
1.على الدول المانحة الإيفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر فيينا ومؤتمر بيروت كي تتمكن الأونروا من استكمال بناء مخيم نهر البارد.
2.على الأونروا بذل جهد أكبر لناحية تأمين التمويل والإسراع في عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد.
3.على الأونروا إعادة برنامج TSCA (بدل الإيجارات النقدية).
4.على منظمة التحرير الفلسطينية ضرورة بذل جهود أكبر لتوفير الدعم لاستكمال إعادة مخيم نهر البارد.
5.على الحكومة اللبنانية أن تلتزم بما وعدت به من إعادة إعمار مخيم نهر البارد وتسهيل الإجراءات القانونية والإدارية في هذا المجال.
بيروت، 18/6/2021
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)