"اليوم التالي للحرب على غزة: حلم الاستيطان والعودة إلى غوش قطيف"

أصدرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) تقريراً مثيراً للقلق بعنوان "اليوم التالي للحرب على غزة: حلم الاستيطان والعودة إلى 'غوش قطيف'" عبر تحليل عميق للمخطط الاستيطاني وتبعاته وكشف لملابسات هذه السياسة ومدى واقعيتها . يسعى التقرير إلى تحليل المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، مسلطاً الضوء على الأهداف الاستراتيجية، الأبعاد القانونية، والآثار المترتبة على هذه الخطط على الهوية والجغرافيا الفلسطينية.

استمرار الطموحات الاستيطانية بعد الانسحاب

منذ انسحاب إسرائيل الفعلي من قطاع غزة في عام 2005 وإخلاء 21 مستوطنة، ظل حلم العودة إلى "غوش قطيف" محفوظاً لدى المنظمات الاستيطانية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. ومع كل حرب تشنها إسرائيل على القطاع، تتزايد المخططات لتكريس الاستيطان، مما يعكس رؤية استعمارية تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية وإعادة تشكيل الجغرافيا بما يخدم أجندة الاحتلال.

الحروب كوسيلة للتهيئة للاستيطان

تشير الوقائع إلى أن الحروب على غزة لا تقتصر على التدمير واستهداف المقاومة، بل تُستغل كوسيلة لتهيئة الأرض لمخططات أعمق، كالاستيطان وإعادة الهيمنة. الحرب الأخيرة أظهرت بوضوح أن إسرائيل لا تسعى فقط إلى فرض أمر واقع جديد، بل إلى استغلال الوضع القائم لإطلاق مشاريع استيطانية تعيد تشكيل خريطة القطاع، مستهدفة مساحات حيوية وربطها بمصالحها الاستراتيجية.

الاستيطان في غزة: خلفية تاريخية واستراتيجية

منذ احتلال فلسطين عام 1948، تبنت الحكومات الإسرائيلية سياسة ممنهجة لمصادرة الأراضي وتهجير السكان وإقامة مستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة. يشكل استيطان غزة جزءاً من استراتيجية أوسع للسيطرة على "أرض إسرائيل الكاملة"، وهو ما يسعى الاحتلال لتحقيقه عبر تشجيع عودة المستوطنين وإقامة بؤر استيطانية جديدة.

مخططات الاستيطان بعد الحرب

في يناير الماضي، حضر خمسة آلاف إسرائيلي مؤتمر بعنوان "الاستيطان يحقق الأمن والنصر"، حيث أُعلن عن تسجيل أول 500 عائلة للعودة والاستقرار في غزة. رغم تصريحات الحكومة الإسرائيلية بعدم واقعية الحديث عن الاستيطان، تُظهر التحركات الفعلية عكس ذلك. تم تخصيص 600 مليار شيكل لدعم مشاريع استيطانية، مع إعداد مخططات هندسية لإنشاء بؤر استيطانية في شمال القطاع، ما يشير إلى جدية هذه المساعي.

تحديات استحالة تنفيذ المخطط

رغم الطموحات الإسرائيلية، يستعرض التقرير سلسلة من العوامل التي تجعل تحقيق هذا المخطط الاستيطاني أمراً شبه مستحيل، منها المقاومة الفلسطينية القوية، الطبيعة الجغرافية والديموغرافية للقطاع، المواقف الدولية الرافضة، والتكلفة الاقتصادية والسياسية...

يؤكد التقرير أن مخطط الاستيطان في غزة، رغم طموحاته، يواجه تحديات معقدة تجعله أقرب إلى حلم استعماري مستحيل. هذا الواقع يُلزم الفلسطينيين بمزيد من الوحدة والعمل المنهجي لمواجهة هذه المخططات، مع تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من النضال ضد الاحتلال وسياساته الاستيطانية.

لقراءة التقرير كاملاً