في اليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان أطفال غزة يواجهون الإبادة في ظل صمت دولي مريب

يصادف الرابع من حزيران/يونيو من كل عام "اليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان"، وهو مناسبة أممية لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال في مناطق النزاع. وفي هذا السياق، تؤكد المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) أن ما يتعرض له الأطفال في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يرتقي إلى جريمة إبادة جماعية ممنهجة، تُرتكب في انتهاك سافر للقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، والقانون الدولي الإنساني.

انتهاكات صارخة لاتفاقية حقوق الطفل

يُشكّل الواقع الإنساني الكارثي الذي يعيشه أطفال غزة انتهاكاً مباشراً لعدد من المواد الجوهرية في اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، أبرزها المادة (6) التي تكفل لكل طفل الحق في الحياة والبقاء والنماء، والمادة (24) التي تضمن حقه في أعلى مستوى صحي ممكن، والمادة (27) التي تكرّس حقه في مستوى معيشي ملائم لنموه المتكامل، إضافة إلى المادة (38) التي تُلزم الدول باحترام وحماية الأطفال في أوقات النزاع المسلح، بما في ذلك اتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان أمنهم وسلامتهم.

واقع مروّع بالأرقام

تشير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن أكثر من 15,000طفل استشهدوا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل حتى نهاية أيار/مايو 2025. ويُحرم أكثر من مليون طفل من أبسط الحقوق: الغذاء، الرعاية الصحية، التعليم، والأمان.
ووفقاً لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، أصبح أكثر من 17,000 طفل يتيماً، وهو رقم صادم يعكس عمق الجرح الاجتماعي الذي خلّفته الحرب.
وتفيد تقارير اليونيسف بأن 94% من الأطفال دون سن العامين يعانون من انعدام غذائي حاد، بينما يُواجه 335 ألف طفل خطر سوء تغذية مهدِّد للحياة.

توصيات عاجلة

بناءً على ما سبق، تطالب المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بـما يلي:

1. الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي ورفع الحصار بشكل كامل، التزاماً بمبدأ حماية الأطفال في النزاعات المسلحة.

2. فتح المعابر بشكل دائم، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، لا سيما الغذاء، المياه، الأدوية، والمستلزمات المدرسية والصحية.

3. تفعيل آليات المساءلة الدولية، بما يشمل المحكمة الجنائية الدولية، لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال الفلسطينيين.

4. توفير برامج متخصصة للرعاية النفسية والاجتماعية للأطفال، خاصة الأيتام وذوي الإعاقة، عبر الشراكة مع الوكالات الأممية المختصة.

5. دعوة وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني إلى مواصلة التغطية الكثيفة لانتهاكات حقوق الطفل في غزة، وتعزيز حملات الضغط والمناصرة.

6. دعوة الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الطفل للوفاء بالتزاماتها الدولية واتخاذ خطوات عملية لحماية الأطفال الفلسطينيين وضمان حقوقهم الأساسية.

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)

4\6\2025