استهداف مدرسة تؤوي أطفالًا نازحين: (شاهد) تطالب بتحقيق دولي فوري

تدين المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بأشد العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين 26 أيار2025، حيث استهدفت مدرسة فهمي الجرجاوي في حي الدرج بمدينة غزة، وهي مدرسة تأوي مئات النازحين الفارين من جحيم القصف، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 25 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال، وإصابة أكثر من 60 آخرين بجراح متفاوتة.

إن استهداف المدارس والملاجئ والمراكز التي تأوي المدنيين النازحين يشكّل بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي، جريمة حرب، فضلًا عن انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني، ولا سيما مبدأي التمييز والتناسب اللذين يحرمان استهداف المدنيين والأعيان المدنية أو شن هجمات عشوائية توقع خسائر بشرية فادحة.

تؤكد (شاهد) أن هذه الجريمة ليست معزولة، بل تأتي في سياق سياسة ممنهجة تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوانها، حيث تم استهداف المدارس والمستشفيات والملاجئ والمنازل والمساجد وحتى قوافل الإغاثة، "وسط تقاعس خطير من المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية.

وتدعو المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) المجتمع الدولي، لا سيما الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذا العدوان الدموي، وفتح تحقيقات دولية جدية لمساءلة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الأطفال والنساء والنازحين، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

إن استمرار الصمت الدولي وعدم اتخاذ إجراءات رادعة، يشجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق شعب أعزل يُحاصر ويُجوَّع ويُقتل بلا رحمة. ونجدد التأكيد أن الإفلات من العقاب يُعد تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، كما نحمّل المجتمع الدولي المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عن تبعات هذا الصمت المريب، وندعو إلى تحرك فوري وحازم قبل فوات الأوان.

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)

26أيار/مايو 2025