تدين المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بأشد العبارات استمرار استهداف العاملين في
المجال الإنساني في قطاع غزة، حيث قُتل يوم السبت 29/11/2024 أربعة من العاملين في مجال الإغاثة بفعل
الغارات الجوية الإسرائيلية. ثلاثة منهم، وهم موظفون في منظمة المطبخ المركزي
العالمي، لقوا حتفهم عندما قُصفت مركبتهم أثناء توزيع المساعدات في خانيونس، فيما
قُتل الرابع، وهو أحد موظفي منظمة إنقاذ الطفولة، في غارة أخرى جنوب خانيونس.
تشير (شاهد) إلى
أنه منذ أكتوبر 2023، تجاوز عدد العاملين الإنسانيين الذين قُتلوا في قطاع غزة 330
ضحية، وهو رقم صادم يعكس المخاطر المميتة التي يواجهها أولئك الذين يسعون جاهدين
لتخفيف معاناة سكان القطاع هذه الحصيلة المروعة تُعد من بين الأعلى عالميًا.
العاملون
الإنسانيون يشكلون شريان الحياة الأخير لأكثر من مليوني فلسطيني يعانون من نقص حاد
في الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، وسط تصاعد العنف والانتهاكات. إن
استهدافهم لا يشكل فقط جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني، بل يُعرض جهود
الإغاثة بأكملها للخطر، مما يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية.
تُذكّر (شاهد)
بأن استهداف العاملين الإنسانيين يُعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، بما في
ذلك اتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين والعاملين في الإغاثة أثناء النزاعات. وتدعو
المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية
الدولية، إلى فتح تحقيق فوري ومستقل في الجرائم المرتكبة بحق العاملين الإنسانيين،
ومساءلة الجناة وفقًا للقانون الدولي.
كما تطالب
(شاهد) سلطات الاحتلال بالالتزام بواجباتها القانونية لضمان وصول آمن ومستدام وغير
مشروط للمساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين في قطاع غزة.
تؤكد (شاهد) أن
وقف إطلاق النار الفوري هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح وضمان استمرارية العمل
الإنساني. استمرار الهجمات يهدد الجهود الدولية الرامية لتخفيف معاناة سكان غزة
ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني الكارثي. إننا ندعو إلى تحرك عاجل وواضح لوقف هذه
الانتهاكات التي تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة. الوقت قد حان لتطبيق المساءلة
وإنهاء هذه الجرائم.
تؤكد (شاهد) أن
استمرار استهداف العاملين في المجال الإنساني يُشكل تهديدًا خطيرًا على السكان
المدنيين وعلى الجهود المبذولة لتخفيف معاناتهم. وعليه، تدعو المؤسسة المجتمع
الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية بشكل عاجل وواضح، والعمل على وقف
هذه الجرائم التي تزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)