مع استمرار الحرب الإسرائيليية على لبنان، تتفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين
سواء النازحين منهم أم المقيمين في المخيمات الجنوبية وبيروت. التقارير الواردة من
الأونروا ومصادر محلية تؤكد أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مما يتطلب
تحركاً إنسانياً عاجلاً للتخفيف من معاناة هؤلاء النازحين. أو المقيمين
الأوضاع في صيدا
في منطقة صيدا، يستضيف مركز سبلين 1400 نازح، مع إمكانية استقبال المزيد.
ويجري حالياً تجهيز مطبخ لتقديم وجبات بدءاً من الأسبوع القادم. مدارس الأونروا في
المنطقة تستضيف أيضاً 450 نازحاً، فيما يرفض 180 نازحاً في مدرسة دير القاسي مغادرة
المبنى. تقدم الأونروا خدمات تشمل الإيواء، الفراش، الأغطية، مواد التنظيف، الرعاية
الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى وجبات الإفطار والعشاء، بينما تتكفل
الجمعيات الشريكة بتأمين وجبات الغذاء.
وفيما يتعلق بمركز سبلين، تم إدخال عشرات العائلات السورية التي كانت
موجودة أمام المركز، بعد عودة عدد من العائلات الفلسطينية إلى مخيماتها، مما يزيد الضغط
على الموارد المتاحة ويستدعي مزيداً من التنسيق والدعم.
الأوضاع في الشمال
في مخيم البداوي، تشير التقديرات إلى أن 1458 عائلة نازحة تقيم في منازل
مستأجرة أو لدى أقارب. وعند حساب عدد الأفراد، يزداد الضغط بشكل كبير على الموارد المتاحة.
الأونروا لا تقدم سوى الخدمات الصحية، فيما توفر مؤسسات المجتمع المدني مثل جمعية نبع
وجمعية النجدة مساعدات محدودة تشمل وجبات الطعام والفراش، ولكن هذه التقديمات لم تصل
إلى نصف الاحتياجات المطلوبة.
أما في مخيم نهر البارد، فيوجد 2200 نازح في مراكز الإيواء، في حين تعتمد
3200 عائلة على مساعدات مؤسسات المجتمع المدني. الأونروا تعمل على تجهيز مطبخ ليبدأ
بتقديم وجبات الطعام في أوائل تشرين الثاني، وتوفر الفراش والأغطية ومواد التنظيف.
الأوضاع في مخيمات صور
تشير التقديرات إلى أن 50% من عائلات مخيم الرشيدية، 45% من عائلات مخيم
البرج الشمالي، و30% من عائلات مخيم البص ما زالت مقيمة في المخيمات. أما بخصوص مخيم
البرج الشمالي، فقد عاد حوالي نصف السكان، بحسب التقديرات الأخيرة. العائلات التي لا
تزال مقيمة تعتمد على مساعدات المجتمع المدني، والتي لم تغطِّ حتى الآن سوى 45% من
الاحتياجات.كما أنه المرجح أن عودة النازحين إلى بيوتهم في مخيمات صور مرده أن مراكز الإيواء
لا تتناسب مع احتياجاتهم الإنسانية والاجتماعية.
ومن الملاحظ أنه هناك غياب واضح للدعم الكافي
من الفصائل والمؤسسات للعائلات التي بقيت في المخيمات، مما يزيد من حدة الأزمة. كما
أن أرباب الأسر يفتقرون إلى فرص العمل، مما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور.
إلى أين تتجه الأمور؟
مع توقف معظم اللاجئين
عن العمل وفقدانهم لمصدر رزقهم منذ أكثر من شهر على اندلاع الحرب على لبنان، أصبحوا
في حاجة ماسة إلى الإغاثة والدعم المالي، خاصةً في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار وزيادة
تكاليف إيجارات المنازل.
لا توجد حلول قريبة
للأزمة، مما يزيد من تعقيد الوضع. لذلك، يتعين على الأونروا تحمل مسؤوليتها تجاه اللاجئين
الفلسطينيين وإطلاق نداءات طارئة إلى المجتمع الدولي والمانحين لتوفير المساعدات الضرورية.
دعوة إلى التحرك العاجل
تدعو المؤسسة الفلسطينية
لحقوق الإنسان (شاهد) الأونروا وكافة الجهات المعنية إلى تكثيف جهودها لتلبية احتياجات
النازحين، وضمان توفير المساعدات بشكل شامل وكافٍ. كما تدعو إلى تعزيز التنسيق بين
المؤسسات المجتمعية لضمان وصول المساعدات إلى جميع العائلات دون استثناء، وتحسين الظروف
المعيشية الصعبة التي يواجهها النازحون في كافة المناطق. كما
تؤكد (شاهد) على ضرورة أن توفر الأونروا
المساعدات المالية لتشمل كل الفئات العمرية وبشكل شهري وليس كل ثلاثة أشهر.
بيروت في 23 تشرين أول 2024
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)