الخدمات الصحية لوكالة الأونروا مقارنةً
بالالتزامات والعناصر للحق في الصحة
(عيادة صيدا نموذجاً)
مقدمة:
يعتمد
اللاجئون الفلســـــطينيون في استشفائهم بشكل رئيسي على وكالة الأونروا حيث تبلغ
نسبة اللاجئين الفلسطينيين الذين يستفيدون من الخدمات الطبية للأونروا حوالي 80%،
ويلجأ حوالي 20% منهم الى مؤسسات ضامنة للحصول على هذه الخدمات، بالإضافة الى
ارتياد عدد من الميسورين والمضطرين الى العيادات الخاصة. وتعتبر عيادات وكالة
الأونروا هي الوجهة الأولى للمرضى الفلسطينيين، وذلك بصفتها الجهة المسؤولة رسمياً
عن تقديم الخدمات الصحية للاجئين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
عيادة
الاونروا في مدينة صيدا
تعتبر مدينة صيدا ثالث أكبر مدينة في لبنان والأولى في احتواء اللاجئين حيث تبلغ نسبة الفلسطينيين في منطقة صيدا حوالي 35.8%[1] من عدد اللاجئين الفلسطينيين
في لبنان، تضم منطقة صيدا أحد أكبر المخميات الفلسطينية في لبنان وهو مخيم عين
الحلوة كما تضم مخيم (المية ومية).
تتوفر في جميع المخيمات الفلسطينية عيادات طبية
تابعة لوكالة الاونروا، تقدم العديد من الخدمات الطبية لأبناء هذه المخيمات بمتابعة أحوالهم الصحية، بدءاً من فترة الإخصاب مروراً
بالحمل والطفولة والمراهقة ومرحلة الرشد والشيخوخة النشطة، كما يوجد في
مدينة صيدا عيادة مركزية لوكالة الاونروا تستقبل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في
المدينة.
الخدمات التي تقدمها عيادة الأونروا المركزية في
صيدا
· خدمات
الصحة الوقائية والعلاجية.
· خدمات
تنظيم الأسرة.
· الرعاية
ما قبل الحمل ورعاية الحمل.
· المتابعة
بعد الولادة.
· رعاية
الأطفال الرضّع (مراقبة النمو، والفحوص الطبية، والتطعيمات).
· الصحة
المدرسية.
· صحة
الفم والأسنان.
· استشارات
العيادات الخارجية.
· الخدمات
التشخيصية أو المخبرية.
· تدبير
الأمراض المزمنة غير السارية.
· صيدلية تقدم الدواء المتواجد.
التحديات التي تواجه المرضى الزائرين لعيادة صيدا المركزية:
1- انتظار المرضى لمدة طويلة قبل الدخول الى
الطبيب بسبب الازدحام وكثرة عدد الزوار المرضى.
2- عدم وجود عدد مقاعد كافي لجلوس المرضى بسبب
الازدحام.
3- عدم قدرة كبار السن والمقعدين على الوصول الى
العيادات بسبب إغلاق المصعد الكهربائي، وكذلك الأمر بالنسبة لقسم المختبرات وعيادة
الاسنان.
4- فقدان خصوصية المرضى حين يقوم الطبيب بالنزول لمعاينة
من يعجز عن الصعود الى الطابق الأول ومعاينته في مدخل المبنى بسبب إغلاق المصعد.
5- عدم توافر أطباء من كافة
الاختصاصات مما يجبر المرضى الى التوجه الى عيادات تخصصية ودفع مبالغ مرتفعة قد
تتخطى إمكانيتهم أحياناً.
6- عدم توافر أدوية لكافة
الأمراض في الصيدلية التابعة للعيادة مما يجبر المرضى على شراء الدواء من
الصيدليات بتكاليف مرتفعة.
7- الصعوبة في الحصول على
تحويلات الى المستشفيات بالرغم من وجود حالات حرجة تستدعي التدخل اللازم.
الحق
في الصحة مقارنةً بأداء قسم الصحة في وكالة الاونروا
يعتبر الحق في
الخدمات الصحية من أهم الحقوق التي يجب توافرها لضمان سلامة الأفراد في المجتمعات.ويفرض الحق في الصحة شأنه شأن حقوق الإنسان كافة ثلاثة
أنواع من الالتزامات هي: الاحترام:أي
عدم التدخل في التمتع بالحق في الصحة، الحماية:أي
ضمان ألا تقوم أطراف ثالثة بإعاقة التمتع بالحق في الصحة، الأداء:أي
اتخاذ خطوات إيجابية لإعمال الحق في الصحة.
يعد
الاحترام مبدءاً أساسياً من سياسات وكالة الاونروا حيث تفرض الوكالة على موظفيها
احترام المستفيدين من خدمات الوكالة وعدم التعرض لهم كما تعتمد في سياساتها حماية
الافراد، لكن هذه السياسات تحتاج الى المراقبة الدائمة لتعامل الموظفين مع
المستفيدين من خدمات الوكالة وإتاحة المجال للشكاوى والاقتراحات من قِبل
المستفيدين، أما بالنسبة لأداء موظفي وكالة الاونروا والمسؤولين ايضاً فهو يحتاج
الى مراقبة دقيقة ومتابعة دائمة من أجل إيجاد خطوات إيجابية لإعمال الحق في الصحة
خاصةً في مواضيع ترشيد النفقات التي توجه لقسم الصحة في وكالة الاونروا.
يشمل الحق في الصحة أربعة عناصر وهي التوافر،
إمكانية الوصول، المقبولية، الجودة.
ومقارنة بأداء قسم الصحة في عيادة صيدا المركزية
التابعة لوكالة الاونروا تبين التالي:
- التوافر: تقوم العيادة بفتح أبوابها خمسة أيام
في الأسبوع وتقوم باستقبال كافة المرضى الوافدين، لكن لا يتوفر داخلها أطباء
من جميع التخصصات ولا تتوفر الأدوية لكافة الأمراض.
- إمكانية الوصول: يسهل
الوصول الى موقع تواجد العيادة في مدينة صيدا، لكن العيادة متواجدة في الطابق
الاول ويمنع إستعمال المصعد للمرضى الزوار مما يسبب عراقيل لكبار السن واصحاب
الأمراض المزمنة للصعود والعلاج داخل العيادة.
- المقبولية: نسبة المقبولية في العيادة جيدة نسبياً
حيث أن طاقم العيادة الطبي يحترم الزائرين المرضى و يسعى للتعامل مع المرضى
بالأخلاق الطبية ولا يخلو الأمر من بعض المشاحنات خاصةً بسبب الضغط الكبير من
عدد الزائرين الى العيادة.
- الجودة: إن الخدمات الصحية المقدمة من قبل
وكالة الاونروا في العيادة جيدة نسبياً وتقوم بخدمة شريحة كبيرة من المرضى،
إلا أن الأهالي
غير راضين بشكل كامل عن نوعية الخدمات الطبية التي تقدمها الوكالة بما فيها من نقص في الخدمات
والأدوية المقدمة.
خلاصات وتوصيات لمواجهة هذه التحديات:
بما
أن الحق في الصحة هو من الحقوق الأساسية التي تكفلها الاعلانات والمواثيق الدولية،
فإن المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان توصي الاونروا بما يلي:
1. تعيين أطباء من
كافة الاختصاصات في عيادات الأونروا لتلبية حاجات جميع المرضى.
2. توسعة العيادات
أو افتتاح عيادات جديدة لاستيعاب جميع المرضى دون حدوث ازدحام.
3. توفير الأدوية
المطلوبة لجميع الأمراض التي يعاني منها المرضى وخاصةً الأدوية باهظة الثمن.
4. رفع نسبة تغطية
نفقات العمليات الجراحية والخدمات الطبية من المستوى الثاني والثالث الى أعلى نسبة
ممكنة.