يستمر الاحتلال الإسرائيلي
بارتكاب مجازره في قطاع غزة المحاصر لليوم الـ 39 على التوالي، حيث بدا منذ اليوم الأول
لهذا العدوان باستهداف المنشآت والأعيان المدنية دون أي احترام للقانون الدولي الإنساني
الذي تكفّل بحمايتهم. بما في ذلك المستشفيات والمرافق الطبية، التي ما زالت تتعرض لهجمات
مستمرة وواسعة النطاق.
بدأت جرائم الاحتلال
تجاه القطاع الصحي في غزة، بقصف المستشفيات، كما حصل في مجزرة المستشفى المعمداني الذي
قضى فيها أكثر من 500 شهيد، فضلاً عن الطواقم الطبية من مسعفين وغيرهم، ولم تنتهِ بحرمانها
من الوقود وإمدادات المياه والأدوية والمستلزمات الطبية.
تشير (شاهد) إلى
أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف القطاع الصحي في غزة، فقد رصدت وسائل الإعلام
اليوم الثلاثاء الموافق 14/11/2023 دبابات إسرائيلية تحاصر أكثر من 100 من المرضى والطواقم
الطبية في مستشفى الحلو بمدينة غزة، كما أظهرت بعض التوثيقات أوضاعاً مأساوية للأطفال
الخدج في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، بعد أن أتم الإعلان عن وفاة عدد من الأطفال بسبب
نقص الأكسجين والوقود في المستشفى.
لقد أدت جرائم الاحتلال
الإسرائيلي ومعاملته اللاإنسانية إلى توقف 25 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة عن العمل،
و51 مركز رعاية أولية من أصل 72 مركزا، وذلك بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص
الوقود.
في هذا السياق قال
المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن مجمع الشفاء محاصر وكل من فيه مهدد بموت محقق،
وذلك نتيجة القذائف التي ما زالت تسقط عليه، إضافة إلى انعدام مقومات الحياة، من وقود
ومستلزمات طبية وماء وطعام. كما أكد أنه لم تتمكن أي سيارة إسعاف من دخول المجمع منذ
ليلة الجمعة الماضية. وأشار إلى أن عدد الشهداء فيه يبلغ ما بين 100 إلى 120 شهيد،
لا يستطيعون إخرجاها من المستشفى، لذا سيضطرون لحفر قبر جماعي لدفن الشهداء داخل المستشفى .
وقالت جمعية الهلال
الأحمر الفلسطيني في بيان لها، أنه توقف اليوم مولد الطاقة الوحيد في مستشفى الأمل
التابع للجمعية في خان يونس، الأمر الذي يهدد حياة 90 مريضا يتلقون العلاج في
المستشفى، منهم 25 مريضا في قسم التأهيل الطبي باتوا يواجهون خطر الموت في أي لحظة.
وأشارت إلى وجود نحو 9 آلاف نازح يتخذون من مقر الجمعية والمستشفى مأوى لهم .
تؤكد المؤسسة الفلسطينية
لحقوق الإنسان (شاهد) أن الاحتلال الإسرائيلي
يدلي بأسباب زائفة ليبرر استهدافه للمستشفيات والطواقم الطبية في غزة، فهو يدعي أن
هناك بنى تحتية عسكرية للفصائل الفلسطينية تتواجد تحت مستشفى الشفاء، وهذا ما لم يثبته
الاحتلال ولو بدليل واحد.
تبيّن (شاهد) أن
الاحتلال الاسرائيلي يستمر بجرائمه وانتهاكاته، مهمّشاً جميع القوانين الدولية والأعراف
والمواثيق، بل حتى الأخلاق والقيم الإنسانية. نصت المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة
لعام 1949 أنه لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية، وعلى أطراف النزاع احترامها
وحمايتها في جميع الأوقات.
وهنا لا بد من الإشارة
إلى أن مبررات الاحتلال – وجود أنفاق وذخائر عسكرية تحت المستشفى – لقصف المستشفيات لا قيمة قانونية لها، حيث أنه لم
يُثبت ذلك ولو بدليل واحد. والجدير ذكره أنه أيضا ينتهك القانون الدولي حتى لو كانت
ادعاءاته صحيحة – وهي غير صحيحة بطبيعة الحال –، فقد نصت المادة 19 من الاتفاقية ذاتها
أنه لا يجوز وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية إلا إذا استخدمت في القيام بأعمال
تضر العدو، غير أنه لا يجوز وقف الحماية عنها إلا بعد توجيه إنذار لها بمهلة زمنية
معقولة. وهذا ما لا يفعله الاحتلال، فهو إما يستهدف المستشفيات دون إنذار مسبق، أو
بعد إنذار شكلي لا يكفي لإخلائها.
كما نصت المادة
8(2)(ب)(9) من نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية أن تعمد توجيه هجمات ضد المباني
المخصصة للأغراض الدينية أو التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والآثار التاريخية،
والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى تعتبر جريمة حرب.
تحذر المؤسسة الفلسطينية
لحقوق الإنسان (شاهد) من تداعيات استهداف المستشفيات في قطاع غزة، وتؤكد على وجوب الضغط
الدولي والعربي على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال للقانون الدولي ووقف هذه الجرائم.
كما تدعو منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي والجهات ذات الصلة إلى التحرك
العاجل والسعي لإدخال المستلزمات الطبية بشكل فوري، وتطالب أيضاً المنظمات الحقوقية
ووسائل الإعلام بفضح ادعاءات الاحتلال الكاذبة، وتوثيق جرائمه تجاه المدنيين الفلسطينيين.
المؤسسة الفلسطينية
لحقوق الإنسان (شاهد(
بيروت في
14/11/2023