مخيم
البداوي .... مخيمات في مخيم تتراكم فيها الأزمات
كانون
ثاني 2021
مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين
في لبنان تم إنشاؤه عام 1955 من قبل الأونروا على تلة مساحتها واحد كيلو متر مربع،
ويقع المخيم على مشارف طرابلس ثاني أكبر مدينة في لبنان، بالقرب من مدينة البداوي
الصغيرة التي تقع على الطريق الساحلي الذي يمتد حتى سوريا.
أبرز معالم الأوضاع المعيشية في
مخيم البداوي
1. منذ
إنشائه بقي المخيم على قطعة الأرض الأصلية (1كم مربع) والتي استأجرتها الدولة
اللبنانية للأونروا لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين حينها.
2. توسعت
مساحة المخيم عمودياً وأفقياً ليس فقط لاستيعاب سكان المخيم الأصليين ولكن أيضاً
الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا إلى مخيم البداوي بسبب حالات
الصراع المختلفة في جميع أنحاء لبنان.
3. لجوء
عدد من اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات لبنانية أخرى مثل النبطية التي دمرتها
الغارات الإسرائيلية عام 1974، وتل الزعتر الذي دمرته الحرب اللبنانية عام 1976.
وأحدث الوافدين هم اللاجئين من الحرب السورية[1].
ويلجأ النازحون إلى مخيم البداوي نظرا لبدلات الإيجار المنخفضة.
4. تحمل
مخيم البداوي عبء الأزمة التي حدثت في نهر البارد عندما اندلع القتال بين الجيش
اللبناني وفتح الإسلام، حيث أجبر 27000 لاجئ على الفرار، وتضخم عدد سكان مخيم
البداوي من 15000 ليصبح قريباً من 30000 وذلك بين عشية وضحاها.
5.لطالما عرف عن مخيم البداوي أنه
الأكثر تنظيماً بين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ولطالما كانت طرقاته
واسعة والبناء نموذجيا، ولكن وبسبب تزايد عدد السكان بشكل كبير يفوق طاقة استيعاب
المخيم لها، فقد توسع العمران أفقياً وعامودياً وسادت فوضى البناء كثيراً، بحيث
أصبحت المساحات ضيقة جداً، ولم يعد المخيم هو نفسه.
6.مع تضخم أعداد
سكان المخيم، أصبحت البنية التحتية غير كافية ولا تتناسب مع عدد السكان المتزايد. كما أن كابلات الكهرباء به متشابكة مثل غيره من المخيمات؛ وتدير وكالة
الأونروا جميع الآبار وخزانات المياه الموجودة فيه، وقد أُنشئت فيه شبكة واحدة
للمياه، وهذا أحد أسباب نقص المياه لسكان
المخيم.
7.يعاني سكان مخيم
البداوي من نسبة بطالة مرتفعة بين صفوف فئة الشباب، وخصوصا بين أوساط الخريجين
الجامعيين من مهندسين وغيرهم من حملة الشهادات الجامعية، الأمر الذي أدى إلى توسع
ظاهرة الهجرة منه، والتي باتت اليوم الهدف الذي يطمح إليه عدد كبير من شباب
المخيم، بحيث سجّل مخيم البداوي رقماً مرتفعاً في هجرة شبابه بين المخيمات الفلسطينية
الأخرى في لبنان.[2]
مميزات
مخيم البداوي:
1.يمتاز
المخيم بوجود روابط اجتماعية تأخذ على عاتقها حل العديد من القضايا العالقة بين
أبناء المخيم.
2.يعتبر دور
مؤسسات المجتمع المدني فعالاً كالمؤسسات الرياضية، وهذا ما شجع بعض المنظمات
الدولية على بناء نادي رياضي في المخيم.
3.يتميز
المخيم بالعمل المشترك والتعاون بين الفصائل السياسية لخدمة المخيم وحل مشاكله.
ومن جهة أخرى، تنشط اللجان الشعبية واللجان الدينية لخدمة المخيم وأهله.
4.يتميز
المخيم بالعلاقة الوطيدة بين أبنائه والجوار اللبناني، وتصل حد المصاهرة. والجدير
ذكره أن المخيم، كغيره من المخيمات، يضم العديد من اللبنانيين القاطنين فيه.
مخيم
البداوي وأداء الأونروا:
1. كسائر المخيمات، برزت مطالبات كثيرة في مخيم البداوي لتحسين
أداء وكالة الأونروا، حيث إن هناك تقصير كبير في تلبية احتياجات ومطالب اللاجئين
في مخيم البداوي.
2. إن إعمار مدرسة في مخيم البداوي هو حاجة ملحة بسبب
النظام المزدوج (Double Shift) المتبع في مدرستي كوكب والبطوف، إضافة إلى
الكثافة السكانية والتي تفوق القدرة الاستيعابية للمدارس السبعة الموجودة في
المخيم، فهناك صفوف يصل عدد الطلاب فيها إلى 50 طالب[3].
3. وعدت وكالة الأونروا ببناء مدرسة ثم تراجعت عن وعدها بحجة
أن منظمة التحرير لم توافق على إعطاء الأرض للأونروا بالرغم من أن أموال إعمار
المدرسة متوفرة لدى الوكالة منذ سنوات.
البطالة
وصعوبة الحياة فرصة لانتشار الآفات الاجتماعية
تشكل البطالة وصعوبة الحياة فرصة لانتشار الآفات
الاجتماعية لدى فئة الشباب. ويعيش في مخيم البداوي اللاجئ الفلسطيني واقع مرير
نتيجة للحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية بسبب القوانين
اللبنانية. وهذا الواقع الأليم والحرمان يساهم في توجه الآفات الاجتماعية ومنها
تعاطي المخدرات.
الكورونا
في مخيم البداوي:
الكثافة السكانية الزائدة والإعمار العشوائي وتلاصق
الأبنية كلها أسباب تعزز انتشار وباء كورونا في مخيم البداوي، وتقف عائق أمام
الأخذ بإجراءات التباعد الاجتماعي التي من شأنها تخفيف انتشار الوباء، بالإضافة
إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة والبطالة المنتشرة في المخيم.
كما أن مراكز الهلال الأحمر الفلسطيني لا سيما مستشفى
صفد غير قادر على تلبية احتياجات اللاجئين في مخيم البداوي وذلك لضعف الإمكانات،
الأمر الذي يتطلب من منظمة التحرير الفلسطينية بذل جهود كبيرة بهذا الخصوص.
ولا بد من الإشارة إلى أن هناك مشفىً جديدا لم يتم
افتتاحه حتى الآن، ومن الممكن الاستفادة منه لخدمة أهالي المخيم، خصوصا في الظروف
الصحية الراهنة.
وبحسب مصادر الأونروا فقد بلغت
نسبة المصابين بفايروس كورونا من اللاجئين الفلسطينيين في الشمال منذ بداية الأزمة
وحتى تاريخ 5/1/2021، 668 إصابة، أما الحالات النشطة فهي 62 حالة. وفي اتصالات
أخرى أجرتها (شاهد) مع الهلال الأحمر الفلسطيني فقد بلغت نسبة الإصابات في الشمال
منذ بداية الأزمة 680 إصابة و33 حالة وفاة موزعة كالتالي:
طرابلس المدينة |
مخيم نهر البارد |
مخيم البداوي |
منذ بداية الأزمة |
النشطة حالياً |
الوفيات |
منذ بداية الأزمة |
النشطة حالياً |
الوفيات |
منذ بداية الأزمة |
النشطة حالياً |
الوفيات |
142 |
13 |
3 |
333 |
13 |
19 |
205 |
5 |
11 |
ورغم الإجراءات
الوقائية التي اتخذتها الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمات المجتمع المدني
الصحية مثل جمعية الشفاء، إلا أن هناك مخاوف من تزايد حالات الكورونا في المخيم.
إن الظروف المعيشية الصعبة والأولوية لدى اللاجئين هي لتأمين لقمة العيش لأولادهم.
إننا في
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) وفي ظل الأوضاع الصعبة للاجئين في مخيم
البداوي، وانطلاقا من المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه متابعة أوضاع اللاجئين
الفلسطينيين في المخيمات في لبنان فإننا نطالب بالآتي:
وكالة
الأونروا:
-على وكالة
الأونروا بذل جهود أكبر لناحية تأمين احتياجات اللاجئين وخصوصاً بناء المدرسة
وتحسين البنية التحتية ونقص المياه.
-على
الأونروا الاستمرار بإجراء فحوصات ال PCR المجانية
والتعقيم والتنظيف.
منظمة
التحرير الفلسطينية
-على منظمة
التحرير الفلسطينية العمل على تأمين أرض ملائمة لإعمار المدرسة في مخيم البداوي.
-العمل بشكل
جدي وأوسع على إلقاء القبض على مروجي المخدرات داخل المخيم وتسليمهم للسلطات
اللبنانية.
-على منظمة التحرير الفلسطينية العمل
على تحسين وتطوير مراكز الهلال الأحمر الفلسطيني لتستوعب
حالات مصابي كورونا وتقدم لهم الدعم.
الدولة اللبنانية:
-على
الأجهزة الأمنية اللبنانية التعاون مع القوة الأمنية المشتركة في مخيم البداوي، وبذل
جهود أكبر لناحية إلقاء القبض على مروجي المخدرات وشل تحركاتهم تجاه المخيم.
بيروت في 7/1/2021
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان
(شاهد)