في تقرير لها حول جريمة جنود الاحتلال الإسرائيلي
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)
تدين بشدة
عمليات قتل المتظاهرين المدنيين بدم بارد في مارون الراس
شهدت المنطقة الحدودية بين الجمهورية اللبنانية والأراضي الفلسطينية المحتلة عند نقطة مارون الراس اعتداء اسرائيلي خطير ضد المدنيين الفلسطينيين الذين تظاهروا بشكل سلمي للتعبير عن تمسكهم بحقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948.
ومنذ الصباح الباكر من 15/5/2011 تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من جميع المخيمات قاطبة، رجال، نساء، أطفال، وكبار في السن، ومن كافة الفصائل والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وبمشاركة متضامين أجانب من جنسيات متعددة، باتجاه الحدود اللبنانية الفلسطينية عند نقطة مارون الراس الحدودية. وقد امتلأ المكان المخصص للاحتفال وهو حديقة إيران المواجهة تماماً للمناطق الفسلطينية المحتلة عام 1948.
لم يحتمل المشاركون في هذا اليوم مشهد بلادهم وهي خاضعة للاحتلال. ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لا تتوفر فيها الشروط الدنيا من مقومات الحياة الكريمة.
في البداية تدفق عشرات الشبان باتجاه الشريط الفاصل، ثم لحقهم مئات آخرون. وخلال ساعة ونصف من بدء فقرات البرنامج كان المشاركون قد وصلوا إلى السياج الفاصل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية، لوضع أعلام فلسطينية هناك. وبدأ جنود الاحتلال بإطلاق النار المستهدف باتجاه المتظاهرين المدنيين. ثم تحولت المنطقة الحدودية إلى ساحة مواجهة غير متكافئة أبداً، حيث مئات الشبان يرمون جنود الاحتلال بالحجارة في حين يردّ الجنود بإطلاق النار. وقد انتقل المشاركون لاحقاً من حديقة إيران إلى نقطة المواجهة.
أطلق الجيش اللبناني النار في الهواء بغزارة، في محاولة لثني المتظاهرين من الوصول إلى السياج الأمني بين لبنان وفلسطين.
وقد سقط نتيجة لهذه الأحداث على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي عشرات الضحايا بين شهيد وجريح. وثقّت المؤسسة الفلسيطينية لحقوق الإنسان(شاهد) سقوط ستة شهداء وعشرات الجرحى بإصابات متفاوتة بين طفيفة وخطيرة. كما أصيب عسكري من الجيش اللبناني نتيجة انفجار لغم.
وتسجل شاهد ملاحظات مهمة توردها كما يلي:
-
لم تسجل المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان(شاهد) خلال مشاهدتها للأحداث أي مسلح فلسطيني أطلق النار باتجاه جنود الاحتلال. وكان المتظاهرون في البداية يحاولون وضع علم فلسطيني على السياج، ولاحقاً بدأوا يرشقون بالحجارة فقط.
-
لم يستخدم جنود الاحتلال وسائل متدرجة "للدفاع عن أنفسهم"، أو حفظ "أمن بلادهم" من استخدام القنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، أو خراطيم المياه أو غيرها من الوسائل السلمية، بل لجأوا وكأول خطوة بإطلاق النار الحي باتجاه المتظاهرين.
-
لم يظهر جنود الاحتلال بشكل واضح، بل كانوا مختبئين في مواضع قتالية مجهزة مسبقاً لقنص المدنيين. وهي عملية قتل بدم بارد.
-
إن معظم الإصابات التي تعرض لها الشهداء هي إصابات في الجزء الأعلى من الجسم.
-
لم يستطع المتظاهرون حماية أنفسهم من رصاص الاحتلال حيث أن المنطقة مكشوفة تماماً لجنود الاحتلال. الأمر الذي رفع عدد الضحايا بشكل سريع جداً.
-
لم يتجاوز المتظاهرون الفلسطينيون السياج الفاصل بين لبنان وفلسطين، واكتفوا برمي الحجارة باتجاه جنود الاحتلال الذين لم يظهروا للمتظاهرين. الأمر الذي ينفي بشكل قاطع أن جنود الاحتلال كانوا "يدافعون عن أنفسهم" أو "يحمون أمن بلادهم".
-
سجلت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان(شاهد) أن معظم عمليات إطلاق نار كانت إما قاتلة وإما تصيب متظاهراً. الأمر الذي يشير إلى أن جنود الاحتلال كانوا في وضع قتالي مريح تماماً.
-
إن وعورة المكان حالت دون اسعاف المصابين بطريقة سريعة وصحيحة. حيث أن عمليات الإسعاف كانت في البداية بدائية جداً. وقد حمل المتظاهرون الجرحى لمسافة طويلة صعوداً باتجاه حديقة إيران، لمسافة تزيد عن 2كلم. ولاحقاً تمكنت سيارات الإسعاف من الوصول بصعوبة إلى نقطة جمع الشهداء والجرحى.
-
معظم الإصابات سجلت في صفوف شباب تترواح أعمارهم بين 15و25 سنة، بحسب المشاهدات وتقارير طبية.
-
شارك في التظاهرة نساء وأطفال، ومتضامنون أجانب من جنسيات مختلفة، فضلاً عن مشاركة لبنانية بارزة.
-
سجلت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان اندفاع هائل وحماس غير مسبوق من المتظاهرين الفلسطينيين باتجاه حدود بلادهم. ولم تستطع القوى الأمنية اللبنانية من منعهم من الوصول إلى الحد الفاصل.
-
أطلق الجيش اللبناني النار في الهواء في محاولة أولى لتفريق المتظاهرين ومنعهم من التدفق باتجاه الحدود. وفي محاولة ثانية استقدم عناصر جديدة أطلقت النار في الهواء بكثافة عالية لثني المتظاهرين عن التدفق. استمر إطلاق النار بغزارة لمدة تزيد عن ساعة ونصف. ولم يستخدم الجيش اللبناني العنف إلا في حالات محدودة جداً حيث سجلت "شاهد" حوالي أربع إصابات طفيفة وحالات إغماء نتيجة للمشادة القوية بين الجيش والمتظاهرين.
-
رغم إطلاق النار الكثيف في الهواء، ورغم المشادة بين عناصر من الجيش ومتظاهرين، لم تسجل المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) اعتقال أي فلسطيني على يد الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وقد استطاعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) توثيق ستة أسماء من الشهداء
الرقم |
اسم الشهيد |
العمر |
مكان الإصابة |
المخيم/ المنطقة |
1 |
محمود محمد سالم |
17 سنة |
في البطن |
مخيم البص |
2 |
محمد سمير فندي |
17 سنة |
في القلب |
مخيم برج الشمالي |
3 |
خليل محمد أحمد |
22 سنة |
الجهاز التناسلي |
مخيم الجليل |
4 |
عماد عماد أبو شقرا |
19 سنة |
في القلب |
مخيم عين الحلوة |
5 |
عبدالرحمن نايف صبحة |
22 سنة |
في الرقبة |
مخيم عين الحلوة |
6 |
محمد إبراهيم أبو شلّيح |
19 سنة |
في البطن |
مخيم المية ومية |
ولا يزال سبعة من المصابين يقبعون في المستشفيات اللبنانية وإصابتهم بين متوسطة وبالغة. مما قد يرفع عدد الشهداء لاحقاً.
إن المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) إزاء هذا التطور الخطير، تؤكد على ما يلي:
أولا: إن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسك بحقه في العودة إلى دياره ومممتلكاته بالرغم من مرور 63 عاماً على النكبة. لقد عبّر الشعب الفلسطيني عن تمسكه بحقه بكل صدق وأمانة وقدّم في سبيل ذلك شهداء وجرحى. وسوف يواصل الشعب الفسطيني مسيرته النضالية لتحقيق أحلامه بالعودة.
ثانيا: تدين المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بشدة جريمة القتل التي حصلت بدم بارد وعن سابق إصرار وقصد، ولم تراع فيها القواعد الدولية المعروفة وهي تشكل جريمة حرب، تضاف إلى السجل الحافل بالجرائم التي ترتكبها اسرائيل. وإن مسؤولية المجتمع الدولي واضحة في هذا المجال.
ثالثا: إن عدم إلزام المجتمع الدولي لدولة الاحتلال الاسرائيلي باحترام قواعد حقوق الإنسان الدولية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة بما فيها القرارات المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني في العودة، سوف يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة من دون شك. إن مسؤولية المجتمع الدولي واضحة في هذا المجال. وإن التلكؤ سوف يؤجج الصراع مرة ثانية وثالثة.
بيروت في 16/5/2011
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان(شاهد)