المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان" شاهد" تستطلع آراء اللاجئين الفلسطينيين حول التوطين في لبنان
88,89 % يرفضون التوطين و 48,84% يقبلون به مدخلا" لحل المشاكل الاجتماعية تعتبر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من أهم المسائل التي تشغل المتابعين والمهتمين بمنطقة الشرق الأوسط نظرا" لحساسية الموضوع ولأهميته السياسية والديمغرافية في المنطقة وأثره على التوازنات. ويتصدر موضوع اللاجئين قائمة الاهتمامات في ظل المساعي المبذولة لإنجاح عملية السلام ، لذلك كانت هذه القضية مؤخرا" محل اهتمام دولي وإقليمي بدأ بالدعوة الإسرائيلية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها ، وهذا ما يعني الرفض الإسرائيلي لتطبيق القرارات الدولية التي تنص على حق اللاجئين في العودة، وتواصل مع الرفض الفلسطيني والعربي وخاصة اللبناني للتوطين. وإدراكا منا لأهمية الموضوع قمنا باستطلاع لآراء الفلسطينيين حول التوطين والموقف منه واخترنا عينة عشوائية من 470 شخصا" ضمٌت فلسطينيين من المخيمات الفلسطينية في لبنان ، إضافة إلى فلسطينيين من التجمعات الساحلية في منطقتي صور وإقليم الخروب ،وشمل الاستطلاع أيضا فلسطينيين من مدينتي صيدا وبيروت.
الأسئلة : صيغت الأسئلة بطريقة تهدف إلى معرفة الموقف المباشر للاجئ الفلسطيني من مسألة التوطين بشكل عام، وتركت أسئلة أخرى لمعرفة آراء اللاجئين حول علاقة التوطين بعملية السلام في الشرق الأوسط، وخصص سؤال واحد لمعرفة علاقة الموقف من التوطين بالمشاكل الاجتماعية التي يواجهها اللاجئون. النتائج: أظهرت النتائج أنه وبعد واحد وخمسين عاما من تهجير الفلسطينيين من وطنهم لم بتخل هؤلاء عن حق العودة. ولدى توجيه سؤال "هل تخليت عن حق العودة إلى فلسطين" أجاب 100% من المستطلعة آراؤهم أنهم لم يتخلوا عن ذلك ، لكن 95.56% قالوا أن "فلسطين هي الوطن النهائي لنا". 75% من العينة اعتبروا أن التوطين هو أحد النتائج الحتمية لعملية السلام، واستبعد 97,73% أن تضمن عملية السلام حق اللاجئ في العودة إلى وطنه، و أعرب 93,33% من اللاجئين عن معارضتهم لمواقف وسياسة السلطة الفلسطينية تجاه اللاجئين خلال المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. المفاجأة : ولدى محاولة معرفة موقف اللاجئين الفلسطينيين من التوطين أجاب 88,89% من العينة بأنهم يعارضون التوطين ، لكن المفاجأة 48,84% أعلنوا قبولهم بالتوطين إذا كان يشكل مدخلا" لحل المشاكل الاجتماعية . وعن الحلول المطروحة لمواجهة التوطين أجاب 95,56% من هؤلاء برفض ترحيل اللاجئين من لبنان إلى دول عربية وإذا أثمرت عملية السلام عن توافق فلسطيني – إسرائيلي لمنع العودة ما هي الحلول المطروحة أجاب 67,44% أنهم يفضلون حمل الجنسيتين اللبنانية والفلسطينية، وقال 30,23% منهم أنهم يفضلون حمل الجنسية الفلسطينية كرعايا لدولة فلسطين، فيما أيدت نسبة بسيطة هي 3,33% حمل الجنسية اللبنانية بدلا" من الفلسطينية. ولمعرفة آراء اللاجئين حول أفضل وسيلة لمقاومة التوطين رأى 84,44% أنهم مع موقف لبناني – فلسطيني مشترك ، لكن 8,89% أعلنوا انهم يفضلون الهجرة ، في حين اعتبر 6,67% أنهم مع الرفض السلمي المباشر . قراءة في النتائج : لدى قراءة النتائج يتبين لنا الملاحظات التالية : 1- أن اللاجئ الفلسطيني لم يتخل عن حقه في فلسطين ولا يزال يتمسك بحق العودة ويرفض محاولات التوطين. 2- إن سنوات الإبعاد القسري عن فلسطين والصعاب السياسية والاجتماعية والأمنية التي واجهها اللاجئ في الدول التي هجر إليها لم تغير من موقفه تجاه حقه في وطنه ولم تغير من اعتبار فلسطين وطنا" نهائيا" . 3- ملاحظة أساسية يكشف عنها الاستطلاع وهي أن الفئة التي تقبل بالتوطين مرغمة وبعد استنفاذ كافة الخيارات ترضى بهذا الخيار كمدخل لحل المشاكل الاجتماعية فقط وليس من زاوية سياسية، مما يعني أن الاهتمام اللبناني والفلسطيني يجب أن ينصب على منح اللاجئين حقوقهم الإنسانية وتطوير أوضاع المخيمات والسماح بحق العمل والتعليم والانتقال والملكية. 4- يبين الاستطلاع اهتمام اللاجئين الفلسطينيين بأهمية وجدوى الحوار اللبناني – الفلسطيني، واعتبار الموقف اللبناني – الفلسطيني المشترك هو الحل الأفضل لمواجهة التوطين. 5- في العلاقة بين التوطين وعملية التسوية يظهر الاستطلاع عدم ثقة اللاجئين بهذه العملية ومعارضتهم لموقف السلطة الفلسطينية من مسألة اللاجئين، واعتقاد غالبيتهم أن التوطين هو إحدى النتائج الحتمية لهذه العملية. وهذا ما يبين الأخطار التي يتوقعها اللاجئون على مستقبلهم والقلق الذي يساورهم تجاه مصيرهم. "المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان " شاهد " 21/10/1999