تقرير
"شاهد" جولة ميدانية في مخيمات شمال لبنان
إجراءات مديرية الآثار تؤخر الإعمار ومخيمات الشمال تستقبل العدد الأكبر من اللاجئين القادمين من سوريا
بيروت، 22/02/2013
لتحميل التقرير
أولاً: اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سوريا الى لبنان:
يعاني اللاجئون الفلسطينيون من سوريا الى لبنان ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة، إذ يُقدّر عددهم حتى الآن ما بين 30 و35 ألف مهجر، موزّعين على كافة المخيمات الفلسطينية، والمناطق المتاخمة لها، وأن أكثر المخيمات اكتظاظاً هي الأقرب الى الحدود السورية، مثل مخيمات البداوي والبارد والجليل، فضلاً عن المخيمات الأخرى المنتشرة على الأراضي اللبنانية، حيث يقطن ما يقارب من 868 عائلة في مخيم البداوي والمناطق المتاخمة له، بينما بلغ عدد العائلات اللاجئة من سوريا إلى مخيم نهر البارد 445 عائلة، وذلك بحسب إحصاءات لمنظمة اليونيسف، وكذلك حسب إحصاءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني الأخيرة.
1 ـ ظروف المهجرين الإقتصادية والإجتماعية:
يعاني اللاجئون الفلسطينيون من مخيمات سوريا ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة، حيث أن معظم المخيمات الفلسطينية في لبنان تعاني من اكتظاظ سكاني نتيجة المساحة الضيقة، ونتيجة تدفق اللاجين إليهم بشكل يومي، على سبيل المثال مخيم البداوي يعاني من الاكتظاظ والازدحام منذ عام 2007 بسبب تدفق ما يقارب 30 ألف نازح من مخيم البارد الى البداوي، وبسبب التأخر في إعادة إعمار مخيم نهر البارد، كما أن حالة التدقيق الأمني حول المخيم، حالت دون عودة الآلاف من الأهالي إلى المخيم، وبعد انفجار الأزمة السورية أصبح هذان المخيمان مقصداً رئيسياً للاجئين الفلسطينيين وغيرهم من سوريا رغم عدم توافر الأماكن الكافية للإيواء.
يسكن العديد من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى مخيمات الشمال عند أقاربهم، وذلك لعدم توفر المنازل الكافية، ما ضاعف من أعباء الأهالي في مخيمات لبنان، والتي تعاني أساساً من البطالة والفقر، هذا وقد اضطرت بعض العائلات الأخرى الى استئجار مستودعات غير مهيئة للسكن، حيث يقيم أكثر من عشرة أفراد وما يزيد في "الكاراج" الواحد دون مراعاة للخصوصية العائلية، وبعضها اضطر الى السكن في الأماكن الخطرة كتلك المناطق الواقعة بين باب التبانة وجبل محسن، رغم الوضع الأمنى المتوتر لهذه المنطقة وما يحيط بذلك من خطر على حياتهم.
إن تزايد حالة اللجوء في مخيم البداوي ونهر البارد على السواء، أثّرت بشكل سلبي على الخدمات المتوفرة من مياه وكهرباء، كما لوحظ وجود ظاهرة استغلال من حيث ارتفاع متوسط الإيجارات الى 250$ شهرياً.
حاولت اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية لعب دور التوعية والتحذير من ظاهرة استغلال المهجرين بإيجار المنازل، كما تم تأليف لجنة لدعم اللاجئين من سوريا لجمع التبرعات والهبات، ضمّت ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، حيث تمكّنت من جمع مبلغ قدره ستة ملايين ليرة لبنانية.
2- موجز عن تقديمات بعض جمعيات ومنظمات المجتمع المدني المحلي والدولي، لخدمة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الى منطقة شمال لبنان:
اسم المنظمة / المؤسسة
|
التقديمات
|
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - الأونروا
|
تقديم 40$ للفرد + 20$ بون تموين
للعائلة "بداية الأزمة".
تقديم 130$ للعائلة بدل إيواء + 20$
بون ملابس للفرد "خلال العام 2013".
|
الصليب الأحمر الدولي
|
توزيع 400 حصة من أدوات التنظيف
والحرامات والفرش
|
الأنشطة النسائية بدعم من الإغاثة
الإسلامية
|
توزيع 350 حصة من أدوات التنظيف
والحرامات والفرش
|
منظمة الشبيبة "الأطفال"
|
توزيع 400 جاكيت للأطفال بالإضافة
الى التعاقد مع محال الألبسة
|
جمعية نبع
|
تقديم دفايات غاز وبونات لتعبئة
الغاز الى 130 عائلة.
تقديم بونات تموين لـمدة ستة أشهر+ فرش وحرامات.
|
مؤسسة بيت أطفال الصمود
|
تقديم 450 حصة تموين وأدوات تنظيف.
|
إتحاد النسائي العربي الفلسطيني
|
تزويد 570 عائلة بالفرش والحرامات
والمخدات.
|
جمعية الكشاف والمرشدات الفلسطينية
|
توزيع 400 حصة حفاظات وحليب وأدوات
تنظيف
|
منظمة التحرير الفلسطينية
|
توزيع 50$ لـ400 عائلة
|
حركة الجهاد الإسلامي
|
توزيع 50$ لـ99 عائلة
|
جمعية الغوث الإنساني للتنمية
|
توزيع عدد 1150 من الطرود
الغذائية.
توزيع (1000 فرشة – 620 شرشف –
2200 حرام – 20 مروحة – 40 مدفئة).
توفير العلاج من خلال المستوصفات
التابعة لها.
|
الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون
مع الهلال الأحمر الفلسطيني.
|
توزيع مواد غذائية لجميع العائلات
المهجرة.
|
3- ظروف اللاجئين الفلسطينيين التعليمية:
يواجه اللاجئون الفلسطينيون من سوريا ظروفاً تعليمية صعبة جداً، نتيجة اختلاف المناهج التعليمية، لذا أنشأت الأونروا مدرسة خاصة باللاجئين الفلسطينيين من سوريا، واعتمدت عملية الدمج بين المراحل الإبتدائية والمتوسطة، بسبب أعداد الطلاب الضئيلة في كل صف، كما تم دمج الطلاب الثانويين مع طلاب ثانوية عمقا، دون مراعاة لاختلاف المناهج.
4- ظروف اللاجئين الفلسطينيين في الصحة والاستشفاء:
يشير مدير منطقة الشمال في الأونروا الأستاذ أسامة بركة بأن اللاجئ الفلسطيني من سوريا تُغطى له الطبابة لإجراء العمليات والعلاج المصنف تحت مسمى الخدمات الطبية المتخصصة والتي تستوجب رعاية من المستوى الثالث بنسبة 50%، وباقي الـ 50% من تكلفة العلاج فتُغطى من قبل الجمعيات الأهلية المساعدة. أما خدمات الرعاية الطبية من المستوى الثاني فيتم تغطيتها لهم بنسبة 100% شأنهم شأن اللاجئ الفلسطيني المقيم في لبنان.
يذكر أن هناك استغراب شديد لدى العديد من الجمعيات والباحثين والناشطين في شؤون مساعدة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، نتيجة أداء الأونروا وسياساتها، التى لم تقم بدورها الحقيقي المناط بها منذ بداية الأزمة وحتى اليوم، إذ ما زال تدخلها خجولاً جداً بالمقارنة مع الاحتياجات والأعباء التي يعاني منها اللاجئون سواء على المستوى الصحي والتعليمي والإجتماعي "فالأونروا تتذرع بانتظار الحصول على المساعدات من الدول المانحة كما أشار الأستاذ بركة بهذا الخصوص"، والجدير ذكره أن العديد من الأهالي والجمعيات كانت السباقة الى مد يد العون والمساعدة لهم.
5- ظروف اللاجئين الفلسطينيين الأمنية:
منذ بداية الأزمة السورية واللاجئون الفلسطينيون يعيشون أزمة حقيقية في لبنان، حيث أن عملية تجديد الإقامات لدى الأمن العام اللبناني لا بد أن تتم كل 15 يوماً، وهذا ما يجبرهم على دفع رسوم تجديد الإقامة رغم ظروفهم الصعبة، لكن بعد تواصل "شاهد"، والقوى السياسية الفلسطينية والسفارة الفلسطينية، والأونروا ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني مع الحكومة اللبنانية والأمن العام اللبناني، تم اتخاذ قرار بتجديد الإقامات دورياً كل شهر، وبإعفاء المهجرين الفلسطينيين من دفع الرسوم لحين انتهاء الأزمة في سوريا.
ثانياً: أزمة إعادة إعمار مخيم نهر البارد:
هناك العديد من العوامل التي تجعل أهالي مخيم نهر البارد يواجهون "أزمة عدم استقرار حقيقية"، منها:
- إن أهالي مخيم نهر البارد يعيشون تحت كابوس عدم توفر التمويل من الدول المانحة.
- تعقيدات المديرية العامة للآثار التي تعيق بشكل كبير سرعة إنجاز الوحدات السكنية، والتي تمنع عمليات الحفر في الأرض تحت مبرر الحفاظ على آثار أرتوزيا.
- فرق التنقيب عن الآثار تعمل بميزانية تغطيها الأونروا من ميزانية إعادة الإعمار.
- اضطرار الأونروا الى البناء المسطح فوق وجه الأرض وردم كميات كبيرة من البسكورس ذات التكلفة الباهظة.
- تعقيدات قسم التخطيط المدني الذي لا بد من موافقته على كل كبيرة وصغيرة، وهذا يستلزم المزيد من الوقت من أجل سرعة الانجاز في العمل.
- إعادة استملاك عدد من العقارات من قبل الدولة اللبنانية، والتأخير في تسليمها كحي المهجرين وبعض الأحياء التي تم تسليمها مؤخراً.
هذا وقد زار وفد "شاهد" مركز تجميع الآثار في المخيم، وتبين له أن جلّ ما تم اكتشافه لغاية الآن بعض أواني الفخّار المكسّرة، والتي تتواجد في معظم الأراضي اللبنانية.
يشير مدير مشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد السيد محمد عبد العال بأن 49% من الأبنية والمرافق المقررة للمخيم ما زالت تنتظر التمويل الكافي للبدء بعملية إعادة إعمارها، وأنّ ما يحتاجه هو حوالي 165 مليون دولار، وأضاف، لقد تم فتح أربع مدارس، والعمل جارٍ لإعمار المدرسة الخامسة، أمّا بناء عيادة المخيم فمن المتوقع أن ينتهي العمل بها في منتصف العام الحالي تقريباً، كما نتوقع الحصول على تمويل مناسب بعد انعقاد مؤتمر المانحين الدوليين في الكويت، وحضور المفوض العام للأونروا فيلبو غراندي، ومديرة الأونروا في لبنان آن ديسمور لهذا المؤتمر.
توصيات:
- على المجتمع الدولي تحمُّل مسؤولياته، وتوفير الدّعم المالي اللاّزم للأونروا، والاستجابة لنداءات الاستغاثة التي تطلقها من أجل المساعدة في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا وإعادة استكمال إعمار مخيم نهر البارد.
- أن تسعى منظمة الأونروا لتوفير المأوى والإغاثة والطبابة اللازمة للاجئين الفلسطينيين من مخيمات سوريا، باعتبارها المسؤول الأول عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
- أن تضاعف منظمات المجتمع المدني الفلسطيني عملها في مساعدة هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين والتنسيق في ما بينها.
- دعوة الحكومة اللبنانية الى تسهيل العمل في مخيم نهر البارد، وذلك من خلال تخفيف تعقيدات فرق التنقيب عن الآثار.
- أن تعمل اللجان الشعبية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في المخيمات على آلية مناسبة لإيواء المهجرين ومنع استغلالهم.
المراجع والمقابلات :
- مدير منطقة الشمال في الأونروا " الأستاذ أسامة بركة" في 7/2/2013.
- مدير مشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد" الأستاذ محمد عبد العال" في 7/2/2013.
- باحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين من سوريا "مخيم نهر البارد" د.انور احمد صالح في 7/2/2013.
- باحث اجتماعي " مخيم البداوي" أحمد ابو جميع" في 7/2/2013.
- منسق عمل لجنة النازحين في اللجنة الشعبية "مخيم البداوي" السيد أبو رامي خطار" في 14/2/2013.
- منظمة اليونيسف "منى قيسى مديرة الأنشطة التربوية والمسؤولة عن الإحصاءات اليومية"في 14/2/2013.
بيروت، 22/02/2013
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"