مذكرة موجهة للجنة الدولية للصليب الأحمر

مذكرة موجهة للجنة الدولية للصليب الأحمر
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير المحترم،
تحية طيبة وبعد،
 
نتقدم إليكم بمذكرتنا هذه بخصوص أوضاع اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان والذين تجاوز عددهم 20 ألف  نازح وفقاً لتقديرات غير رسمية، موزعين على المخيمات والتجمعات الفلسطينية وبعض المدن والقرى اللبنانية في ظروف بائسة جداً.
 
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد تعرض المخيمات الفلسطينية في سورية وخاصة مخيم اليرموك للاستهداف المباشر من قبل الأطراف المتنازعة، لم تعد المخيمات الفلسطينية في سوريا بيئة آمنة، بل باتت مناطق قتال حقيقية، مما اضطر سكان المخيمات هذه إلى الفرار من الموت إما باتجاه أماكن أكثر أمنا داخل سوريا أو باتجاه لبنان والأردن ودول أخرى، وقد سقط مئات القتلى وآلاف الجرحى من سكان المخيمات هذه. إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصفتها الراعي للقانون الدولي الإنساني مدعوة لمطالبة الحكومة السورية وقوات المعارضة المسلحة بتجنيب المخيمات ويلات الحرب، وضرورة احترام مبادئ وقواعد القتال لا سيما احترام مبدأ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين والأعيان المدنية.
 
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يواجه السكان اللاجئون من سوريا إلى لبنان وخاصة الفلسطينيون منهم ظروفاً معيشية بالغة السوء، حيث لا تتوفر الحدود الدنيا من مقومات الحياة الكريمة لهم. وقد لجأ هؤلاء عموماً إلى أقاربهم في المخيمات التي تعاني أساساً من ظروف انسانية معروفة لكم بالتأكيد.
 
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لا يزال الوضع القانوني للاجئين الفلسطينيين من سوريا غير محسوم بالنسبة للحكومة اللبنانية التي تعتبرهم لغاية الآن ضيوف أو مقيمين، مع ما يترتب على ذلك من تبعات قانونية ومالية عليهم. ولا يزالون محرومين من أي تقديمات حكومية. والحكومة اللبنانية تقول إنها عاجزة عن توفير المساعدات العاجلة لهم بسبب الظروف الاقتصادية التي يمر بها لبنان. إن طلبكم من الحكومة اللبنانية يمكن أن يعدل في قرارها هذا.
 
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لقد كان للجنة الدولية للصليب الأحمر دوراً كبيراً في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في عام 1948، حيث قامت بإحصائهم وتقديم المعونات العاجلة لهم قبل تأسيس وكالة الأونروا. وتقوم اللجنة بأدوار إنسانية هامة للغاية فهي التي ترعى تنفيذ القانون الدولي الإنساني، وهي البلسم لجراحات اللاجئين في الكثير من مناطق العالم. ولكننا يا حضرة الرئيس نجد أن ثمة  تقصير كبير تجاه أزمة اللاجئين الفلسطينيين في مستويات كثيرة. إن الذرائع التي تقول أن وكالة الأونروا هي  المسؤولة عن اللاجئين يجب أن تسقط فوراً أمام هول الكارثة الإنسانية التي يمر بها هؤلاء، ويجب أن تكون حافزاً لكم لمزيد من الجهد، إذ لا هم يعلو فوق الهم الإنساني.
 
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنكم مطالبون في كل لحظة بمساعدة هؤلاء اللاجئين، فأوجاع المرضى وأنين الأطفال وعذابات العجائز والشيوخ، كلها تنادي ضمير المجتمع الدولي المتمثل بكم. إن الأطفال لا يجدون المسكن المناسب ولا يجدون المدرسة ولا يجدون مكاناً للعب، ولا يجدون العلاج عندما يمرضون. إن المخيمات الفلسطينية باتت قنبلة سكانية موقوتة قد تنفجر بأية لحظة. ولعلكم اطلعتم على تقارير عديدة حول ذلك. الأمور يا حضرة الرئيس وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من المعاناة.
 
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن أعداد اللاجئين المتزايدة تفوق إمكانيات وقدرات المؤسسات الإغاثية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في لبنان، والتي بادرت منذ اليوم الأول إلى محاولة احتواء الأزمة، لكن جُل التقديمات لم تحل مشكلة اللاجئين، خصوصاً أن التقديمات العينية لا توفر الغذاء سوى لمدة بسيطة جداً. إن معاناة اللاجئين تزداد سوءاً مع كل يوم يضاف إلى عمر الأزمة السورية الدامية، يضاف إليها معاناة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان أساساً، ولكم أن تتخيلوا أوضاع المخيمات الإنسانية في هذه الأيام. إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر مطالبة بمضاعفة الجهد وتقديم مزيد من المساعدات.
 
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن التقديمات التي تقوم بها وكالة الأونروا خجولة للغاية ولم ترق إلى الحد الأدنى مما هو مطلوب، وحجتهم في ذلك أن الدول المانحة لم تلب نداءات الاستغاثة التي تطلقها وكالة الأونروا، وأن ثمة عجز مزمن في موازناتها. إن هذا الكلام لم يقنع أي لاجئ فلسطيني سواء كان مقيماً في لبنان أو قادم من سوريا. إنكم يمكن أن تنقلوا صرخات اللاجئين إلى المحافل الدولية ويمكنكم أن تفعلوا الكثير من أجلهم، ويمكنكم أن تناقشوا الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام للأونروا لتنسيق الجهود تجاه الملف الإنساني للاجئين.
 
حضرة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن أطفال اللاجئين يطالبونكم اليوم بما يلي:
  1. دعوتكم لزيارة المخيمات الفلسطينية والاطلاع على أوضاع اللاجئين فيها عن قرب.
  2. توفير الأيواء المناسب أو دفع إيجار للمنازل التي تقطنها العائلات اللاجئة بسبب  التوجه اللبناني الرسمي  بعدم إنشاء مخيمات جديدة في لبنان.
  3. توزيع مواد إغاثية وعينية كافية وبشكل دوري لحين انتهاء الأزمة وعودة اللاجئين إلى منازلهم من خلال المؤسسات الفاعلة والنشيطة العاملة في المخيمات.
  4. إطلاق النداءات العاجلة ودق أبواب الممولين للحصول على تمويل يغطي حاجة اللاجئي من الأموال والمساعدات العينية والإغاثية.
  5. التواصل مع الأمن العام  اللبناني بخصوص تسهيل مرور اللاجئين على المعابر والتمديد الدوري لإقامتهم دون غرامات مالية لحين انتهاء الأزمة السورية.
بيروت، 17/01/2013
اتحاد الجمعيات الإغاثية الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني
  1. جمعية الغوث الإنساني للتنمية.
  2. المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد".
  3. الوقفية الانسانية للإغاثة والتنمية.
  4. جمعية الفرقان للعمل الخيري.
  5. وقف الرأفة الاجتماعية.
  6. جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية.
  7. جمعية الإسراء للتنمية.
  8. منظمة ثابت لحق العودة.
  9. اللجان الأهلية في لبنان.