مذكرة إلى حكومة وبرلمان الاتحاد السويسري بعدم إتمام صفقة أسلحة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي

مذكرة إلى حكومة وبرلمان الاتحاد السويسري
بعدم إتمام صفقة أسلحة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي

إن سويسرا اتبعت نظام الحياد الذي اكسبها احترام دول العالم كما أن العديد من المنظمات الدولية تعتبر سويسرا رمزاً لقيم حقوق الإنسان. كما أن سويسرا هي الدولة الراعية لاتفاقية جنيف جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين في زمن الحرب. 

لقد عزمت سويسرا على شراء طائرات إسرائيلية بدون طيار عبر صفقة لصالح الجيش السويسري تتجاوز قيمتها 280 مليون دولار. وتم رصد اعتماد مالي لهذه الصفقة في ميزانية العام الجاري، لتسليح الجيش السويسري بهذه الطائرات الإسرائيلية الصنع. والصفقه الآن تنتظر مصادقة برلمان الاتحاد السويسري عليها. وإن تمت هذه الصفقة فإن طائرات Hermes 900 الإسرائيلية (طائرات من دون طيار) ستشكل العمود الفقري للطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو السويسري.

شاهد العالم على مدار عقود من الزمن الانتهاكات الإسرائليية الواسعة والممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين، بما يشكل انتهاكاً صارخا لأحكام القانون الدولي الإنساني بشكل عام واتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين بشكل خاص. ولعل السنوات العشر الماضية كانت دامية ومؤلمة لسكان الأراضي المحتلة عام 1967، حيث قتل آلاف المدنيين وهدمت المنازل والمنشآت المدنية (المدارس والمستشفيات..).

إن العديد من المنظمات الحقوقية الدولية وثقت الانتهاكات بشكل دقيق، بالإضافة الى بعثات الأمم المتحدة لتقصي الحقائق. يعني باختصار شديد فإن دولة الاحتلال هي اكثر الجهات انتهاكا لحقوق الإنسان لا سيما المدنيين منهم. 

إن المجتمع الدولي مطالب من ناحية قانونية وأخلاقية وإنسانية أن يوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق السكان المدنيين، وأن يفرض عقوبات جزائية ومدنية عليه . إن أي مساهمة في دعم اقتصاد الاحتلال يعني مزيداً من الضحايا الأبرياء ومزيداً من انتهاك أحكام القانون الدولي الإنساني. 

إن دولة سويسرا عليها مسؤوليات إضافية كونها تعدّ مؤتمنة أدبياً على مراقبة مدى التزام الدول باتفاقيات جنيف الأربعة لا سيما الرابعة منها. ومن الواضح بأن أطرافاً سامية متعاقدة تساهم بشكل مباشر في انتهاكات إسرائيل لأحكام القانون الدولي الإنساني من خلال تزويد إسرائيل بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية كما أن أطرافاً أخرى تدعم اقتصاد الاحتلال من خلال صفقات عسكرية بمئات ملايين الدولارات. 

إن هذه الصفقة تمثل خرقاً لالتزامات سويسرا الأدبية والأخلاقية وتبعث بإشارة خاطئة إلى ذوي الضحايا الذين قتلتهم منظوة الطائرات بدون طيار الإسرائيلية التي يتم التعاقد معها.

إننا ندعو دولة الاتحاد السويسري حكومة وبرلماناً الى العدول عن إتمام هذه الصفقة وندعو البرلمان بالتصويت السلبي عليها كونها تساهم مساهمة فعالة في انتهاك حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

بيروت في 13/2/2015
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)