ناديا ابو شرخ انهت شهادة البكالوريا بتفوق

ناديا ابو شرخ انهت شهادة البكالوريا بتفوق

 
ناديا ابو شرخ انهت شهادة البكالوريا بتفوق ولكن ذنبها انها من فاقدي الهوية "ناديا موسى أبو شرخ "طالبة فلسطينية من مخيم البداوي ،غادر والدها مدينة الخليل في فلسطين لمتابعة تعليمه في جامعة أبي غريب في العراق عام 1973 ولكنه لم يستطع العودة الى الوطن بسب إنتمائه لإحدى المنظمات الفلسطينية،فاضطر بعد سنوات لدخول لبنان عام 1983 اثناء الحرب الاهلية آنذاك مما لم يمكنه من الحصول على اوراق ثبوتية ومن هنا بدأت معاناة ناديا. بعد دخوله لبنان بفترة تزوج ورزق بخمسة أطفال من بينهم ناديا التي ترعرعرت في أحضان المخيم وذاقت مرارة اللجوء مع غيرها من سكان المخيم وأدركت أن العلم هو الطريق الامثل والاوضح لنيل الحقوق الفلسطنية،فبذلت قصارى جهدها في الدراسة بكل جد واجتهاد حتى وصلت المرحلة الثانوية وخاضت غمار الامتحانات الرسمية وانهتها بتفوق ملحوظ. نالت نسبة 79% في شهادة البكالوريا قسم علوم الحياة، فتح هذا الإنجاز أمالاً ورؤىً كبيرة أمام ناديا وزاد إصرارها على أكمال تعليمها الجامعي إلا ان غمام الصعاب أبت إلا ان تحجب شمس المستقبل أمام ناديا واصطدمت بالمشكلة التي يعاني منها فلسطنييون فاقدو الهوية أمثال والد ناديا الذين تركوا وطنهم للعلم او للعمل او لظروف اخرى ولم يتمكنوا من العودة وهي حرمانهم من حقهم في إمتلاك الهوية وبالتالي عدم الاعتراف بشخصيتهم القانونية التي نصت عليها مواثيق حقوق الانسان وتحديداً العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية حيث ان المادة 16 من هذا العهد تقضي بحق الإعتراف بالشخصية القانونية لكل انسان في أي بلد كان وهذة المشكلة أدت الى مشاكل اخرى وهي حرمان هذة الفئة من العديد من الحقوق الاجتماعية والصحية والثقافية. وعلى الرغم من ان الانروا وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية سهلت امر ناديا واخرين يعانون ذات المشكلة بإعطائهم بطاقة مدرسية مصدقة من مكتب الانروا في بيروت وموقعة بشخص السيد "غسان ملك" إلا ان المعروف لم يكتمل.
 
فناديا رغبت في التخصص في دار المعلمين في سبلين التابع للانروا يتخرج منه الطالب بعد سنتين وتؤمن له الانروا وظيفة معلم في احد مدارسها ، الا ان عدم امتلاكها وثائق تثبت شخصيتها حال دون هذا الامر واخذت تدق الابواب الاخرى محاولة الانتساب الى احدى الجامعات فتواجهها الضائقة المادية التى يعاني منها معظم ابناء شعبنا في لبنان وبالتالي فهي تأمل بالحصول على منحة دراسية تخولها من متابعة دراستها إلا ان معظم المنح التي قد تقدم للطلاب لا تعطى لهذة الشريحة من الفلسطنين مما يهدد امل ناديا بمتابعة دراستها، وحرمانها من حقها في التعلم. ويجدر الذكر ان الانروا قدمت وعدا للطلاب الناجحين في قسم البكالوريا لهذا العام والذين تخطت نسبتهم 60%لإعطائهم منح مقدمة من الاتحاد الاوربي قيمتها القصوى 5000 يورو سنويا لمدة خمس سنوات كحدا اقصى ومن ضمنهم الطلاب غير المسجلين مثل ناديا وبناءا على ما سبق فأن الشروط المطلوبة كلها متوفرة في ناديا ولكن هل سيتحقق هذا الوعد…؟
 
 
 مشاكل اجتماعية اخرى ليست مشكلة التعليم الوحيدة التي تعاني منها ناديا،فصعوبة الاوضاع المادية لابٍ يعمل عاملاً موسميا لساعات طويلة وبأجر زهيد على الرغم من اصابته ببعض الامراض كالدسك والغضروف في الكتف الايمن تزيد من الطين بلة،إضافة إلى معاناة اختها المتزوجة من عدم تثبيت زواجها في محاكم الدولة وبالتالي حرمان ابنها ايضا من حقه في الاعتراف بشخصيته القانونية مما يسبب مشاكل اجتماعية تهدد هذة الأسرة ولذات السبب دائما… (فقدان الهوية)،هذا في ظل غياب كافة الخدمات الصحية والاجتماعية التي تقدمها الانروا لغيرهم من اللاجئين،وفي ظل إهمال منظمة التحرير الفلسطنية لحل مشكلة هذه الفئة من اللاجئين بإعتبارها ممثلا شرعيا للاجئين الفلسطنيين في الشتات. ان المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان اذ تلقي الضوء على معاناة شريحة تتراوح اعدادها بين 3000- 5000 فلسطيني من خلال معاناة ناديا ابو شرخ فإنها تشدد على ان هذه القضية انسانية بامتياز لا علاقة لها بالسياسة ولا بالامن، فهذه الشريحة تعاني ظروفا انسانيا بالغة السوء ومستقبل ابناؤها مجهول، ضاع في براثن السياسة.
 
واننا نناشد الدولة اللبنانية والانروا ومنظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاردنية للتحرك بفاعلية لإيجاد حلول لهذه الفئة من اللاجئين عن طريق اصدار وثائق قانونية للتعريف بهم تمكنهم من نيل حقوقهم الشرعية وتيسير اموار حياتهم اليومية كغيرهم من اللاجئين ودعهم ماديا ومعنويا ليتجاوزوا هذه الصعوبات، لحين عودتهم الى مكان لجوءهم الاول او عودتهم الى قراهم ومدنهم التي غادروها. هذه قضية انسانية برسم المعنيين بالامر، كما انها دعوة لجمعيات حقوق الانسان لفتح هذا الملف بقوة. المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) بيروت في 17/8/2005 بعبيب ملاحظة : حصلت ناديا ابو شرخ على منحة من الانروا بعد عدة مراجعات، وقد تقدمت الاخيرة بشكر لكل الجهات التي ساهمت في حل مشكلتها الاجتماعية