مياه نيسان تكشف بعض عيوب مشروع البنى التحتية في مخيم برج الشمالي

أمطار نيسان تكشف بعض عيوب مشروع البنى التحتية في مخيم برج الشمالي

  كان صباح يوم الثلاثاء الواقع فيه 25/4/2006 ماطرا جدا حيث افرغت السماء مياهها،  وعجزت الارض عن استيعات كميات المياه الهائلة ولم يكن مشروع البنى التحتية في مخيم برج الشمالي قادرا على حل المشكلة، حيث احدثت فيضانات وتسببت بأضرار كبيرة في العديد من البيوت والمحال التجارية.

 جال فريق عمل مركز بلا حدود – بيت أطفال الصمود/ برج الشمالي، على بعض البيوت المتضررة جراء هطول الأمطار الغزيرة يوم الأثنين 24/4/2006. حيث أدى هطول الأمطار إلى احداث فيضانات داخل البيوت والمحال التجارية.
وكشفت الامطار عن بعض العيوب في مشروع البنى التحتية الذي قامت به الانروا وانتهت العمل به قبل عدة شهور.

 مقابلات مع بعض المتضررين
- سنترال البرج (حي العيادة):
 تم اللقاء مع موظفة السنترال التي كانت متواجدة أثناء هطول الأمطار الغزيرة وتدفق الأمطار داخل السنترال. بدورها أكدت الموظفة أن مياه الأمطار ممزوجة بمياه الصرف الصحي وغيرها من الأوساخ قد دخلت إلى السنترال، حيث تسببت هذه بإغراق كابلات الهاتف والكهرباء والبطاريات وبعض التجهيزات الأخرى الموجودة في أرضية السنترال.

وعن السؤال اذا كان هذا الأمر قد حصل من قبل؟
 كان الجواب: لا..
 
إنها أول مرة تحصل وذلك بعد اعادة ترميم الطرقات ضمن مشروع البنى التحتية الجديد للمخيم. بدورها أكدت أن هذا الأمر قد حصل أمام أنظار مدير المخيم برج الشمالي حيث طلبت منه المساعدة لإرسال بعض العاملين للمساعدة، لكن لم يلبي الطلب.
وعن السؤال حول الحلول لهذه المشاكل؟ كان الجواب: بجب أن يكون هناك فريق عمل متفرغ لتنظيف العبارات من الأوساخ والأتربة لتسهيل مرور المياه داخلها.

- صيدلية فرج جمال (حي العيادة):
 
 
 بدورنا أيضا قمنا بزيارة الصيدلية حيث علمنا أن المياه قد دخلت إلى المحل. حيث التقينا مع شقيق صاحب الصيدلية. تم الحديث عن أن هذه هي  المرة الأولى التي تدخل فيها مياه الأمطار والأوساخ والأتربة داخل الصيدلية شتاءً وأنه لولا وجود أخي فرج لتسببت هذه المياه في اتلاف العديد من الادوية داخل الصيدلية.

وعن السؤال حول الأسباب المؤدية لحدوث هذا الأمر؟
كان الجواب: أنه خلال العمل في مشروع البنى التحتية قد ارتفع مستوى الشارع بحيث أصبحت المياه تتدفق الى المحال التجارية المحادية للطريق. وتحدث أيضا أنهم تطرقوا للحديث حول هذا الوضع وضرورة وجود عبارات كافية تستوعب الكميات الكبيرة من المياه، لكن لم يؤخذ بهذا الطلب.

- منزل أبو سامر نصر الصالح (حي الجامع): التقينا بزوجة أبو سامر، وقالت لنا أن منزلها قد تضرر بسبب هطول الأمطار الغزيرة ودخلت المياه عبر الجدران ومن باطن الأرض، أدى هذا الأمر إلى اتلاف السجاد. حيث منزلها من المنازل القديمة وسقفها من الصفيح القديم. والمنزل مكون من غرفتين يعيش فيه 11 شخص. وقد ناشدت زوجة أبو سامر المعنيين من مؤسسات أهلية ومؤسسة الأنروا لمساعدتها في ترميم منزلها لكي يليق بالسكن.

- منزل أبو علي خلف (حي الهلال): أكدت ربة المنزل أن المياه قد دخلت عبر الجدران من الأسفل إلى داخل البيت على طول الجهة المحادية للشارع، حيث أدت الى اتلاف السجاد والفرش داخل الغرف.

عزت ربة المنزل هذا الأمر لأسباب عدة، أولها إنسداد العبارات بالأوساخ والأتربة وضيق المصافي لاستيعاب الأمطار الغزيرة. أيضا قالت إن هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر وذلك بسبب إلغاء حاجز بين الطريق وحائط المنزل خلال العمل بمشروع البنى التحتية.

وقد ناشدت المعنيين بالعمل على بناء سد من الاسمنت للفصل بين الشارع وحائط المنزل.

- منزل أحمد المقبل (حي الشيخ حمود):
بكثير من الدهشة علمنا أن مياه الأمطار والصرف الصحي قد صعدت إلى الطابق الثاني للمنزل عبر القساطل، وعن السؤال حول السبب، عزا السيد أحمد أن حدوث مثل هذا الأمر نتيجة لعدم وجود فريق عمل متفرغ لتنظيف وتسهيل مرور مياه الأمطار داخل القساطل والعبارات. إذ أن غزارة مياه الأمطار اصطدمت بحواجز الأتربة والأوساخ داخل القساطل مما أدى لانحسارها ودخولها إلى العديد من البيوت. وعن السؤال حول ما هو الحل لهذه المشاكل؟ قال: أنه مطلوب فريق  من عمال الصحة متفرغ للقيام بتنظيف القساطل والعبارات بشكل دوري.

- منزل أبو وسيم ( حي الشيخ حمود):
تحدثت ربة المنزل على أن مياه الأمطار ممزوجة بمياه الصرف الصحي قد دخلت إلى منزلها وذلك بسبب غزارة الأمطار وانسداد شبكات الصرف الصحي الرئيسية. وعن السؤال حول الحل لهذا الأمر؟ قالت السيدة أنه لا يوجد حلول وان كان لا بد يجب وضع شباك على العبارات لمنع دخول الأتربة والأوساخ وأيضا يجب فصل مياه الصرف الصحي عن مياه الشتاء لأن من أبرز سيئات هذا المشروع هو وجود شبكة واحدة لمياه الصرف الصحي والأمطار.

- مجموعة من المنازل:
طالب ميري – موسى ميري – قاسم ميري – أحمد العموص (الحي الزوق)، تم اللقاء مع الحاجة ميتة ميري التي قالت أن مياه الأمطار والمجارير قد دخلت إلى جميع المنازل المذكورة وغمرتها بالمياه والأوساخ التي دخلت إلى المنازل عبر مصافي شبكات الصرف الصحي وفيضان العبارات الصغيرة.
وبغضب شديد أكدت الحاجة بعبارة "المشروع ناكت"، يجب اعادة المشروع من جديد. لقد أدى هذا إلى تلف العديد من المفروشات داخل المنازل وإلى تصاعد روائح كريهة لا تزال آثارها موجودة.

وبكلمة
يمكن القول بأن ان مشروع البنى التحتية الذي انتهت منه الانروا قبل شهور فيه العديد من العيوب التي ارودها المتضررون، اهمها ضيق سعة مصاريف الصرف سواء كانت الصرف الصحي او مياه الامطار. الامر الثاني هو ضرورة بناء سدود خاصة في الشارع الرئيسي للمخيم بحيث ان مستوى الشارع اصبح اعلى من مستوى المحال التجارية وهو ما يعني ان المياه سوف تتدفق حتما اليها. ثم لا بد من وجود فريق عمل لمعالجة هذه المشاكلة التي قد لا تكون طارئة في فصل الشتاء القادم. ومع ان مشروع البنى التحتية قد عالج الكثير من المشاكل ابرزها مياه الشرب، وتزفيت الشوارع والغاء المجارير المكشوفة، الا ان مساحة المخيم الثابتة وازدياد السكان المخيم واكتظاظ البيوت يجعل من الضرورة بمكان العمل على زيادة مساحة المخيم كأولية قصوى، وغير ذلك فإن عيوبا اخرى سوف يشهدها المشروع لاحقا..


فريق عمل مركز بلا حدود
مؤسسة بيت أطفال الصمود
25/4/2006