شاهد تنشر تقريرا مفصلا عن أحداث الشمال، وتنشر أسماء 18 من القتلى المدنيين

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)

 

 

تقرير عن أحداث الاشتباكات في الشمال

مخيم نهر البارد

المدنيون بين نارين

 

دائما يدفع المدنيون الابرياء ثمن الحروب من أرواحهم، وبيوتهم وممتلكاتهم، وحتى أمنهم. ولعل سكان مخيم نهر البارد الواقع الى الشمال من لبنان قد دفعوا الثمن فعلا، بين قتيل وجريح، ومنزل مهدم، ومسجد متضرر، ومستوصف مستهدف... ثمنا باهظا مقابل لا شيء.

ولقد ابتدأت القصة المتكررة مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد عندما قام عناصر من فتح الاسلام   المتواجدين عند اطراف مخيم نهرالبارد بتاريخ   20\5\2007 بقتل عدد من عناصر الجيش اللبناني في غير منطقة. الامر الذي دفع الجيش اللبناني الى الرد بقوة على عناصر فتح الاسلام. لكن قذائف الجيش اللبناني لم تستثن أهداف مدنية مبررة بالقول ان عناصر فتح الاسلام يختبئون داخل احياء سكنية. وبين هذا وذاك فإن السكان المدنيين كانوا المتضرر الاكبر. ومع غياب أي أفق بحل سريع للازمة تفاقمت معاناة السكان المدنيين.

 

مخيم نهر البارد باختصار

 

مخيم نهرالبارد هو ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية من حيث عدد السكان ويقع على بعد 16 كلم الى الشمال من مدينة طرابلس شمال لبنان ويمتد على مساحة قدرها 198.13 دونم ( 198,130 متر مربع). وقد أقيم هذا المخيم عام 1949 وسكنه آنذاك 6000 لاجئ،   ليصل عدد سكانه اليوم الى ما يقارب 31 ألف نسمة. وقد تعرض جزء كبير منه للتدمير   اثناء المواجهات بين الفصائل   الفلسطينية في الثمانينات. ويعاني سكان مخيم نهر البارد شأنه شأن كل المخيمات من الفقر والتهميش وغياب البنية التحتية واكتظاظ المنازل الى بعضها البعض فضلا عن عدم ملاءمتها للسكن.   كما يعاني سكان مخيم نهر البارد من بطالة مرتفة جدا بسبب تردي الوضع الاقتصادي أصلا في منطقة الشمال، ثم بسبب القيود الشديدة على حق العمل. كما لا تسمخ الدولة اللبنانية بتوسيع مساحة المخيم، فتمدد المنازل بشكل عامودي. وتمنع الدولة اللبنانية اللاجئين من التملك خارج المخيمات.

 

  

واقع السكان المدنيين اثناء الاشتباكات العنيفة بين الجيش اللبناني وفتح الاسلام

 

لعل الزائر الى مخيم نهر البارد او إلى اي مخيم   فلسطيني يدرك تماما ان اي قصف للمخيم سوف يوقع خسائر مؤكدة في الأرواح والمباني. ولقد تعرض مخيم نهر البارد الى قصف عنيف من قبل الجيش اللبناني وأوقع خسائر جسيمة. فمخيم نهر البارد يكتظ بالسكان والبنيان على حد سواء.

وخلال يومين كان وصول سيارات الاسعاف والاغاثات الطبية والغذائية الى مخيم نهر البارد أمراً متعذرا. وهذا ما جعل الامور غامضة كليا الا من الشائعات والتوقعات. أما وسائل الاعلام المحلية والدولية فقد كانت عاجزة ايضا من الوصول الى مخيم البارد. وما كان يصل من السكان من داخل المخيم عبر الاتصالات الخلوية كان يصعب التحقق منه. لكن ومع ذلك يمكن تسجيل الخسائر التالية:

1.   تدمير اكثر من 150 منزل تدميرا كليا.

2.   تضرر اكثر من 350 منزل تضررا جزئيا ومتوسطا.

3.   تضرر ثلاث مساجد ( مسجد التقوى، مسجد الجليل، مسجد القدس)

4.   تضرر عدد من المستوصفات عرف منها: مستوصف الشعبية، مستوصف الجليل، اما معظم المستوصفات فقد توقفت عن العمل لسببين اولهما انها تقع عند اطراف المخيم،أو على   الشارع العام للمخيم مما يكون عرضة للاستهداف،   ثانيهما ان المستلزمات الطبية اللازمة نفذت بسرعة. ويضاف ان هذه المستوصفات غير مجهزة بالاساس بالمستلزمات اللازمة، ومن المستوصفات التى كانت تعمل في الايام الاولي من المعركة هي : مستوصف القدس ، مركز جنين ، مركز الناصري وبعد اشتداد المعارك وانحصار قدرة التحرك انحصر العمل في مستوصف فلسطين وبعد ذلك انحصر في مكان سمي بالحاوز الذي كان مستوصف مشترك للهلال والإنروا في وقت واحد .

5.   تدمير خزانان مركزيان لماء الشرب.

6.   إصابة عدد من المحولات الكهربائية .

7.   تضرر عدد كبير جدا من خزانات الماء للاستعمال بسبب طلقات الرشاسات الثقيلة.

8.   نفذت المؤن الغذائية بسرعة   او صعب الوصول الى المخازن. كما كما نفذ حليب الاطفال.

9.   اما عدد القتلى والجرحى   فهو من الامور التي اعتمدت على التكهنات.    يذكر ان الضحايا معظهم من المدنيين. وليس هناك إحصاء دقيق لعددهم. لكنه من المؤكد انه مرتفع ولا يقل عن 25 في الحد الادنى.   وفي لقاء مع المسؤول الميداني للصليب الاحمر اللبناني يوسف بطرس قال بأن عدد الجرحى الذين تم إجلاءهم من مخيم نهر البارد تجاوز 50 جريحا قبل الهدنة الثانية، ومع الهدنة الثانية وصلت الى مستشفى صفد 84 حالة طوارئ و19 حالة ولادة .

 

 

 

 

تقرير بأسماء القتلى من المدنيين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد وظروف وفاتهم

الرقم

الاسم

الحالة الاجتماعية

العمر

ملاحظات

1

جهاد محمد عزام (أبو ابو العز)

متزوج

37 عاما

قتل اثناء توزيع المعونات الغذائية التابعة للانروا.

2

نايف صلاح (المستر)

متزوج

50   عاما

اصابة في الرأس نتيجة قنص في الباص الصغير عند أول خروج للنازحين السابعة والنصف مساء.

3

منتهى خليل (زوجة ابو راضي)

متزوجة

 

 

38 عاما

اصابة في الرأس نتيجة قنص في الباص الصغير عند اول خروج للنازحين السابعة والنصف مساء.

 

4

عامر احمد حسين منصور

---

25 عاما

نتيجة القصف، ولم يجد العلاج المناسب في مستوصف فلسطين الطبي فتوفي.

5

عادل خليل   يونس  

متزوج

50 عاما

 موظف انروا. قنص، جنب بناية ابو حاتم، توفي بعد نزف حاد ولم يجد العلاج في مستوصف فلسطين الطبي

6

عبداللطيف ابراهيم عبدالله خليل

متزوج

35 عاما

قصف بجانب ملجأ الشعبية

7

رائد علي   عبدالرحيم

متزوج

33 عاما

قصف بجانب ملجأ الشعبية، توفي نتيجة نزف حاد، ولم يجد العلاج اللازم في مستوصف فلسطين الطبي

8

ليندا محمد جبر

-----

24 عاما

طالبة، احترقت بالكامل نتيجة للقصف

9

عدي ناصر اسماعيل

---

17 عاما

نتيجة قصف قافلة الانروا

10

عبدالغني الحاج (أبو أمنة)

----

--

قتل اثناء توزيع المعونات الغذائية التابعة للانروا

11

عسلي الراشد

متزوجة

65 عاما

مشوهة

12

محمود حسين

القصف بجانب التعاونية

13

سهيلة الراشد

----

30 عاما

القصف، حي صفورية

14

سليم صالح / أبو سليمان بهار

---

65 عاما

القصف، صفورية – طريق المحمرة

15

سعيد حيدر

متزوج

45 عاما

 القصف، 4   من أبنائه في حال الخطر، من حي الدامون

16

عبد شكري منصور

اعزب

20

قتل اثناء توزيع المعونات الغذائية التابعة للانروا

17

أحمد علي عبدالعال

-

-

18

أحمد صالح

-

-

---

 وهناك حالات كثيرة لم تتكمن شاهد من إحصائها ، وقال شهود عيان كثر التقتهم شاهد  بأن عدد من القتلى المدنيين دفنوا هناك، وان هناك اعدادا لم يمتكن أحد من انتشالهم.. كما حصلت شاهد على صور   من داخل المخيم تظهر حجم الدمار الهائل في المباني والمراكز الصحية، وبعض المساجد ، وصور للاطفال والنساء وهم في الملاجئ، وصور اخرى لعدد من القتلى المدنيين من أطفال   ونساء.

 

وبسبب صعوبة وصول سيارات الاسعاف والمؤنة الغذائية خصوصا خلال اليومين الاولين فإن مخاطر حقيقية كانت تحيط بهؤلاء. ولقد أدى سقوط عدة قذائق على قافلة اغاثة تابعة للانروا كانت تحمل الخبز والماء فسقط على الاقل 3 قتلى وحوالي 8 جرحى.   ولقد غص مستشفى صفد في مخيم البداوي بعدد من الجرحى الاطفال والنساء والمدنيين، ممن تمكن الصليب الاحمر اجلاءهم. وسادت حالة قلق وتوتر شديدة في   المخيم مع وصول أي جريح من مخيم البارد. يذكر ان مستشفى صفد مستشفى صغير ويحتاج الى ادوات ومستلزمات طبية كثيرة كما ان عدد غرفه قليل لا يتناسب والحاجة الفعلية لمخيمات الشمال. ويصبح عاجزا اكثر عند حالات الطوارئ.

 

ولقد وصلت نداءات استغاثة عديدة من السكان المدنيين داخل المخيم تطلب وقف اطلاق النار لاجلاء الجرحى والحفاظ على حياة المدنيين. كما علت مآذن المساجد   بأصوات الاستغاثة والنجدة الطبية من السكان المحليين لانقاذ الجرحى ما أمكن.

  

هدنة انسانية، لاجئون نازحون، من مخيم الى مخيم

 ما إن اعلن عن هدنة حتى نزح الاف اللاجئين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد الى مخيم البداوي. كما نزح   اخرون الى منطقة المنية ومناطق اخرى في عكار. لكن السواء الاعظم نزح الى مخيم البداوي. ويقدر عدد النازحين الى مخيم البداوي بحوالي 15 ألف. وهكذا يصبح مخيم البداوي مخمين. فعدد سكان مخيم البداوي يقدر بحوالي 15000 نسمة. ولقد توزع النازحون الى عدة اماكن في المخيم، لدى الاقارب وفي مدارس الانروا، المراكز الثقافية والرياضية، القاعات الاجتماعية، أزقة الطرقات. ولقد قامت عدة جهات بتقديم اما امكن من المساعدات: الانروا، الجمعيات الانسانية، اللجان الشعبية، افراد..

 

يحتاج النازحون وبسرعة عاجلة الى:

1.   تأمين ظروف سكنية تتوفر فيها مقومات الحد الادنى.

2.   عدد من الاطباء من مختلف الاختصاصات خصوصا الاطفال، والامراض المستعصية مثل غسيل الكلى، والدواء الشهري.

3.   مؤن غذائية متواصلة (فطور، غداء وعشاء، حليب اطفال..)

4.   العمل الدؤوب والسريع على عودة هؤلاء الى منازلهم وعند أقرب فرصة ممكنة. لان النزوح بحد ذاته يعتبر سلبيا على نفسية هؤلاء.

5.   ضمانة دفع تعوضيات للمدنيين المتضرريين، وسرعة اعادة إعمار بتضافر كل الجهود حتى لا تتكرر تجربة مخيمي النبطية وتل الزعتر المدمرين والذين لم يعاد اعمارهما لغاية الآن.

 

بيروت في 25/5/2007

المؤسسة الفلسطسينية لحقوق الانسان (شاهد)