(شاهد): تزرع الفرحة والأطفال يقطفونها صيحات وضحكات في المخيمات الفلسطينية في مدينة صور

الناشط الحقوقي حسن السيدة يكتب عن فرحة الأطفال في كرنفالات العيد التي نظمتها (شاهد) بدعم من اليونسيف في منطقة صور لتحميل التقرير اضغط هنا

(شاهد)  تزرع الفرحة والأطفال يقطفونها صيحات وضحكات في المخيمات الفلسطينية في مدينة صور

حين تبتسم القلوب

حين تبتسم القلوب تزهر الوجوه بحمرة الورد

شاهد تزرع الفرحة والأطفال يقطفونها صيحات وضحكات

هدية العيد الى قلوب آلاف الاطفال في المخيمات الفلسطينية في مدينة صور كانت مميزة هذا العام

عشرات المنشطين وضعوا تعبهم جانبا وكان لهم هدف اسمى من الشعور بالتعب وهو شعور الاطفال بالفرح. اعدوا ... وخططوا ونفذوا فنجحوا وما كانوا يعلمون ان ابتسامة طفل ستكون بلسمهم وسعادتهم وان العطاء لا يتأخر تاثير سحره.

قبل نهاية كرنفال العيد بدقائق قليلة ترى المنشطين القائمين على الكرنفال في نهاية يوم شاق من التعب والاجهاد ترسم على وجوههم بسمات تعلوها ضحكة قلب ترتفع وتعلو نحو السماء لتسمع ألحانها وتغريداتها طيور الحب هي كلمات بسيطة عّبر عنها أحد المنشطين قائلاً بالعامية " مش سايعيتني الفرحة من شوفتي لبسمات الأطفال فشكرا لكم .

نظمت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، ضمن مشروع تمكين الممول من قبل منظمة اليونسف للطفولة، مهرجان «كرنفال العيد»، في مخيمات مدينة صور جنوب لبنان وتنقل الكرنفال على مدار ثلاثة أيام على كل من مخيم البص والرشيدية والبرج الشمالي، وتضمن الكرنفال عروضات فنية وشخصيات كرتونية ورسم على الوجه وفقرة مهرج وميسيقى للأطفال وضيافة متنوعة متاحة للجميع مجانا. ويأتي «كرنفال العيد» ضمن أبرز الفعاليات التي تنظمها المؤسسة ضمن مشروع تمكين بحيث يستفيد من الخدمات المقدمة أكثر من 4000 طفل في منطقة صور وعدد كبير من الشباب الفلسطيني داخل المخيمات .

لمة العيد صغيرة في عددِ حروفها، كبيرة في معناها، فهي تجمعُ في طياتها الفرح والحبّ في آن واحد. ولأن فرحة العيد فرصةٌ للفرح والسرور يحتاجها أبنائنا في المخيمات الفلسطينية، منحت (شاهد) بدعم من منظمة اليونسف لهذا العيد رونق جمالي خاص للأطفال وأهاليهم أظهر كل واحد منهم بطريقه الخاصة التعبير عن فرحهم، سواء كانوا كباراً أم صغاراً، وسنتطرق إلى بعض السرور وما هي انعكاسات هذا الكرنفال على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات منطقة صور وتجمعاتها.

يروي أحد زوار الكرنفال في مخيم الرشيدية الأستاذ ربيع مصطفى وعائلته عن أهمية الدور الذي يلعبه تنظيم هكذا أنشطة " إن هذه الأنشطة تساهم في تخفيف العببء عن المحتاجين والعائلات الفقيرة التي لا تملك الإمكانية للعب بهكذا العاب وأوصيكم باستمرار هكذا أنشطة في المناسبات التي تدخل الفرح الى قلوب الأطفال. ونهنئكم بإختياركم هذه الالعاب المميزة والمتنوعة وطاقم مرافق لها صاحب خبرة ويعرف عمله جيداً. بالاضافة الى اختيار مكان في وسط المخيم يستطيع أن يصله كل القاصدين لا سيما ان يمتلك وسعة. لقد أدخلتم الفرحة بالضيافة الصحية المجانية التي وزعت على الطفال بشكل جيد وادخلت الفرحة الى قلوب الاطفال عامة".

رسمَ العيد ضحكة خاصة على وجوه المئات من الأطفال طوال أيامه، وعجت الكرنفالات بالأطفال يتراقصون على أنغام أصواتهم وأصوات موسيقى الأطفال التي تعلو كرفال العيد. والتحقو منذ الساعات الباكرة إلى اللعب والاستمتاع بأجواء العيد التي تزين بألعاب يفقدها أهل المخيم، متزينين بثياب جديدة. ولوحظ مجيء أهالي الاطفال الى الكرنفال ليشاركو فرحة العيد أطفالهم. وكان لهذا العيد في المخيمات خصائص خاصة رسمت بطريقة حرفية البسمة بطريقة فنية رائعة شملت الجوانب التالية:

أولاً: تفرد الكرنفال التي تقيمه (شاهد) بطبيعة الألعاب التي لا تتوفر للاطفال داخل المخيمات لا بل تندر وجودها ويصعب الوصول اليها في بعض المخيمات. بطبيعة الحال الان ثمن هذه الالعاب باهظ لا يمكن توفرها في الأسواق المحلية للترفيه عن الأطفال وإن وجدت يكون ثمنها مرتفع على الاطفال اصحاب الدخل المحدود وما أكثرهم وكانت هذه الالعاب مجانية وموفرة للاطفال.

ثانياً: القبول الكثيف على الكرنفالات الثلاثة من قبل الاطفال الذي تجاوز عددهم 4000 طفل فضلاً عن اهاليهم يعد هذا الاقبال مؤشرا واضحاً على الحاجة الملحة لهكذا انشطة في المخيمات وكانت لفته من أهالي الاطفال أن أرسلو رسائل شكر للمؤسسة ووزعت بعضها على المواقع الالكترونية.

ثالثاً: الدمج بين أصحاب الحاجات الخاصة الذين كان في استقبالهم متخصصين يرعونهم بطريقة خاصة ويقدمون لهم الدعم النفسي بطريقة رائعة من خلال تواصل الأهالي مع ادارة الكرنفال وكان لافتاً انسجامهم مع الاطفال وقدم أهل الطفل أحمد منصور شكر للعاملين على دمج أصحاب الحاجات الخاصة ودعمهم نفسياً من خلال مشاركتهم داخل الكرنفال.

رابعاً: قدم الكرنفال للأطفال المشاركين ضيافة مجانية في سابقة لم تسجل من قبل في مجتمع اللاجئين الذي يعاني الفقر والحرمان.

خامساً: استهدف الكرنفال أطفال فلسطينيين مقيمين ونازحين من سوريا وأطفالاً لبنانيين وكان الجميع على حس المساواة دون أدنى تميز.

سادساً: رافق الكرنفال موسيقى الاطفال الهادفة والشخصيات التنكرية التي اضفت بهجة وسروراً ولعب المهرج دوراً متميزاً في ملاعبة الاطفال وادغال الفرحة عنوة على قلوب الاطفال جميعاً.

سابعاً: توسط الكرنفال المخيمات حيث لاقت استحسان الناس بحيث يسهل الى جميع الاطفال الوصول اليه بالاضافة الى توزيع الاعلانات عن الكرنفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى جدران المخيمات والمراكز.

ختاماً في ظل واقع مرير يعيشه الشعب الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية في لبنان، لا يمكن للبسمة الا ان ترسم بطريقة أو بأخرى. وان وتترك بريق أمل لحياة أجمل وأكثر أمناً وحبا للحياة ونبقى نغني للطفولة بروح المحبة والسلام

25/9/2017

حسن السيدة

ناشط حقوقي