تقرير - في المخيمات مئات المنازل الموقوتة التي قد تنهار في أي لحظة

 تقرير
شاهد تدق ناقوس الخطر
 في المخيمات مئات المنازل الموقوتة التي قد تنهار في أي لحظة
 
لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون في مخيمات وتجمعات كتب لها أن تبقى على حالها فلا المساحة المحددة لها زادت، ولا أعدادهم نقصت، وفي هذا الوضع يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان منذ ما بعد النكبة في العام 1948. 
لقد  أسف الجميع للحدث المؤلم الذي حل بمبنى الأشرفية الذي انهار على ساكنيه مساء يوم الأحد 15 كانون الثاني 2012، مما أدى الى مقتل وإصابة العشرات من الضحايا. هذا  الحادث المؤسف جعل الدولة اللبنانية بكل أركانها تستشعر الخطر المحيط بالمباني الغير الصالحة للسكن، في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان ثمة  خطر حقيقي يهدد مئات المنازل، وقد تحدث كارثة في أية لحظة، الأمر الذي يوجب على كافة الجهات المسؤولة التنبه بشكل سريع لذلك.
تشير التقارير والدراسات الميدانية الصادرة من داخل المخيمات ومن بينها دراستين هامتين لشاهد حول مخيم برج الشمالي ومخيم الرشيدية بأن ثمة كارثة حقيقية تنتظر اللاجئين الفلسطينيين في حال لم يتم التعامل بشكل جدي وسريع مع أوضاع المنازل التي شملتها تلك الدراسة.
وجملة ما توصلت إليه هذه الدراسات ما يلي:
  • أن مساحة الأرض التي يسكن عليها اللاجئون الفلسطينيون لا تزال كما هي، في حين ارتفع عدد السكان أربعة أضعاف.
  • غالبية المنازل هي عبارة عن منازل قديمة عشوائية وغير منظمة.
  • غالبية المنازل لا تقوم على بناء سليم وغير متطابق لمعايير البناء من حيث الأساسات والحماية.
  • زيادة عدد أفراد الأسرة بما لا يتلائم مع مساحة المسكن.
  • زيادة العائلات بشكل مستمر يجعل البناء يأخذ شكل التوسع العامودي دون النظر الى قدرة المبنى على التحمل.
  • وفي الوقت الذي تمنع فيه الدولة اللبنانية اللاجئ الفلسطيني من التملك حتى ولو شقة صغيرة، لا يجد المجتمع الفلسطيني عامة والشباب خاصة إلا فرصاً محدودة في المخيمات الآخذة بالتراكم العمراني والسكاني.
  • غالبية المنازل أقامت بداخلها أو على جنباتها حفراً للصرف الصحي.
  • مدى قوة الأساسات على التحمل (الكثير من المنازل صمدت أمام حروب عدة).
  • 90% من المنازل القديمة تم بناء طوابق فوقها.
  • إن أي كارثة إنسانية (لا قدر الله) تكشف المخاطر الكبرى الناجمة عن الأزمة السكنية في المخيمات.
دور الأونروا

تقوم الأونروا بعمليات ترميم وإعادة بناء في بعض المخيمات لعدد محدد من المنازل وفق شروط تضعها الأونروا. مؤخراً قامت الأونروا بتنفيذ مشروع إعادة إعمار وترميم لحوالي 450 منزل في مخيم البرج الشمالي بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي، وحالياً تقوم  الأونروا بمسح اجتماعي وفني من أجل ترميم وبناء نحو 750 منزلاً في مخيمات لبنان، علماً أن المسح الذي تقيمه الأونروا يثبت أن هناك أكثر من 1000 منزل في مخيم الرشيدية فقط  يحتاج الى ترميم وبناء.
 
وهنا تطرح المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان عدداً من الأسئلة:
  • هل سيتم بأسرع وقت ممكن البدء بمشروع الـ 750 منزلاً الذي يحتاج إلى ترميم أو إعادة بناء؟
  • هل تقوم الأونروا بتقديم النصح لمن يأخذون على عاتقهم عملية البناء فوق منازلهم القديمة.
  • من يتحمل مسؤولية أي كارثة إنسانية تنتج عن انهيار المباني وسقوط الأسطح أو القطع الإسمنتية فوق رؤوس ساكنيها؟
  • هل تتواصل الأونروا بشكل رسمي وجدي مع الدولة اللبنانية لشراء أراضٍ محاذية للمخيمات بهدف توسعتها؟
إن مسؤولية حماية السكان القاطنين في المنازل المهددة بالانهيار تقع على عاتق الجميع. ولا بد أن تأخذ منظمة التحرير الفلسطينية دورها الحقيقي والجاد في مساعدة سكان هذه المنازل، وتستقطع مبالغ مالية من موازنة السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير بهدف معالجة الأوضاع السكنية المزرية في المخيمات.
كما أن الدولة اللبنانية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون على أراضيها. لا بد من تعديل قانون التملك ليسمح للفلسطيني بالتملك، وكذلك حقه في العمل وسواهما.

 

 
 
بيروت في، 18/01/2012
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان(شاهد)