تقارير ودراسات

مع بداية العام الدراسي الجديد في مدارس الانروا

هل من وقفة جادة لمعرفة الاسباب المباشرة لتدني المستوى التعليمي

   12% تراجع عن العام الماضي والنسبة لم تتجاوز 42%

   والاسباب المباشرة تكاد تكون معروفة ( اكتظاظ الصفوف، الترفيع الالي، العامل الجغرافي..)

فمن أصل 3368 طالب وطالبة تقدموا للامتحانات هذا العام ، نجح 1430 منهم.   وسجل هذا العام ايضا تراجعا في عدد الطلاب، فقد كان عدد الطلاب في السنة الماضية 3695 نجح منهم 1985.

ومن الامور اللافتة للانتباه ايضا، ان مدارس الانروا خارج المخيمات حققت نسبة نجاح أفضل من المدارس داخل المخيمات، باستثناء المدارس الثانوية التي لها حديث آخر. كما أن مدارس الفتيات بشكل عام حققت نسبة نجاح افضل من مدارس الفتيان. فمدارس مثل الكرامة، وراس العين، ونابلس، ورفيديا، ويبنا، والكرمل، والحمة وحيفا، وجالود والحولة وهي جميعها خارج المخيمات، كلها حققت نسب نجاح تجاوزت ال 70%. كما أن مدرستي رافيديا ونابلس في مدينة صيدا للفتيات حققتا نسبة نجاح ممتازة. في المقابل، فإن معظم المدارس المتواجدة داخل المخيمات، كانت معدلات النجاح فيها متدنية. فمدرسة حطين للذكور في مخيم عين الحلوة حققت نسبة نجاح 15% ، ومدرسة النقب في مخيم الرشيدية لم تتجاوز نسبة النجاح فيها 28%، ومدرسة جبل طابور في مخيم نهر البارد سابقا كانت معدل النجاح فيها 13%.

 ومن الامور اللافتة ايضا ان اكتظاظ الصفوف بالطلاب من شأنه ان يساهم في تراجع معدلات النجاح. ان مقارنة بين   معدلات النجاح في الصفوف المكتظة وغير المكتظة، تؤكد انه كلما كانت الصفوف تحوي عددا مناسبا من الطلاب كانت معدلات النجاح افضل، والعكس صحيح. فمدرسة نابلس للبنات تضم صفين للبريفه كل صف يضم حوالي 25 طالبة، كان معدل النجاح ممتاز، اذ حققت هذه المدرسة 90%، كذلك الحال مع مدرسة رافيديا في مدينة صيدا. في المقابل يبلغ عدد الطلاب في صف البريفيه في مدرسة شهداء فلسطين في مدينة صيدا 45 طالب، ولم تتجاوز نسبة النجاح لهذا الصف ال 47%.   ومدرسة الحولة في منطقة صور ايضا حققت نسبة نجاح 73% ، ويببلغ عدد طلاب البريفيه في الصفين 48 طالبا، بمعدل 24 طالب لكل صف. وللتأكيد اكثر، فإن مدرسة جباليا للبنات في منطقة صور تحوي ثلاث صفوف بمعدل 36 طالبة في الصف، وهو عدد مرتفع نسبيا، فقد كان معدل النجاح هذا العام 47%. والمثل الاخير هو مدرسة راس العين في منطقة بيروت التي تضم في صفها 12 طالب وطالبة فقد كانت نسبة النجاح 92%.

 تقدم للامتحانات الرسمية في صفوف البريفه هذا العام 513 طالب وطالبة من    طلاب مخيم نهر البارد النازحين، نجح منهم 168 فقط، بمعدل 33%. وهي نسبة متدنية بطبيعة الحال. ولا تختلف الظروف الموضوعية التي تدفع الى التراجع في معدلات النجاح التي سبق ذكرها عن غيرها. لكن تضاف الى طلاب وطالبات مخيم نهر البارد، ظروفا انسانية قاسية   قاهرة ناتجة عن المعارك الضارية التي يدور رحاها في المخيم والتي بدأت في 20\5\2007، دفعت سكان المخيم الى النزوح. هذا الامر شتت الطلاب بشكل كبير على المستوى الجغرافي وحتى النفسي.

فمعدل النجاح في مادة الرياضيات هو 46%، والفيزياء 38%، والاحياء 32% أما مادة الكيمياء 46%.   في حين بلغ معدل النجاح في الجغرافيا والتاريخ والتربية المدنية فهو 87%. وعن اللغة العربية  لم يتجاوز معدل النجاح فيها   42%. لكن الاكثر اثارة هو المعدل المتدني جدا في اللغة الاجنبية فهي   لم تتجاوز 15%.  ان هذه الارقام توجب الوقوف بكل جدية لمعرفة الاهتمام بهذه المادة دون تلك. لكن القراءة الاولية تؤكد ان الطالب الفلسطيني يميل للحفظ للحصول على علامات اكثر. وهذا يلقي بظلال كثيفة على مستقبل هؤلاء الطلاب وتوجيه التخصص العلمي لهم. ان يكون معدل النجاح في مادة اللغة الاجنبية متدنيا جدا، فذلك يطرح علامات استفهام كبرى.

ازاء ما سبق، يتبين ان معدلات النجاح تتراجع عاما بعد عام، رغم ان الانروا تبذل جهودا كبيرة لتحسين هذا المستوى. الا ان هذه الجهود قد لا تكون هي العلاج الشافي. فالانروا تدرك ان هناك أسباب هامة وواضحة يمكن الوقوف عندها لدفع معدلات النجاح الى الارتفاع. ان القيام بدورات تربوية للمدرسين في العطل الصيفية وسواها، امر مهم لكنه لم يقدم علاجا لظاهرة التراجع الخطير هذا. ومع ان هناك اسباب خارجة عن ارادة الانروا   تتمثل في الظروف العامة للاجئين من الحرمان والتضييق وغياب الافق لدى الشباب الجامعي، الا ان ذلك لا يؤثر بشكل كبير.

1.   ضرورة فتح صفوف جديدة يخفف من الاكتظاظ، ويساعد المدرس والطالب على حد سواء على التفاعل بشكل اكبر، وبالتالي يرفع من معدلات النجاح.
2.  ان مقارنة بين نتائج المدارس داخل المخيمات وخارجه تؤكد ان المدارس خارج المخيمات في العموم تحصل على نتائج افضل من المدارس داخل المخيمات، وهو ما يدعو الانروا للبحث الجدي في اسباب ذلك.
3.  ان حصول الفتيات على نتائج افضل من الطلاب يدعو الى البحث ايضا في الاسباب، لجعل النتائج متقاربة، مع هامش الجهد الذاتي لكل جنس.
4.   ان موضوع الترفيع الالي يترك اثره السلبي على الطلاب، وهو ما يبدو جليا عندما يصل الطالب الى امتحانات البريفه ليجد نفسه انه تجاوز مراحل اساسية كان من المفترض ان يتوقف عندها حتى يسير بشكل طبيعي الى المراحل الثانوية.
5. ان النتائج الممتازة للمراحل الثانوية لا تعني ان الوضع سليم، فالنتائج الممتازة هذه تشبه التضخم التربوي. وعند مقارنة بسيطة بين اعداد الطلاب في مرحلة الثانوي الاول، او حتى مرحلة البريفيه يجد ان الفرق كبير جدا. فمثلا عدد الطلاب في البريفه هذا العام في مدارس الانروا هو 3368 طالب نجح منهم 1360، في حين فإن عدد الطلاب في الثالث الثانوي لا يتجاوز ال 600 طالب. فأين باقي الطلاب اذن؟. التركيز يجب ان يتوازن لان الاهتمام يعتبر اكبر في المراحل الثانوية منه في المراحل المتوسطة.