تقرير حول تلوث مياه الشرب في تجمع القاسمية واصابة الاطفال بمرض الصفيرة

تقرير

تلوث مياه الشرب في تجمع القاسمية لللاجئين الفلسطينيين
يصيب اطفاله بمرض الصفيرة
ودعوة عاجلة لمنع حصول ذلك مجددا

برزت في الاونة الاخيرة مخاطر تلوث مياه الشرب في تجمع القاسمية للاجئين الفلسطينيين حيث اصيب عدد كبير من الاطفال بمرض الصفيرة. ولم يجد المرضى الرعاية الصحية اللازمة، حيث انتشر المرض بسرعة  الى ان بلغ عدد المصابين حوالي 30 حالة مرضية، كلها من الاطفال.

تجمع القاسمية باختصار
يقع تجمع القاسمية الذي يرجع تاريخ تأسيسه الى نكبة عام 1948 في لبنان الجنوبي، الى الشمال من مدينة صورحيث يحده من الشرق برج رحال ، ومن الغرب طريق عام صيدا -صور ومن الشمال جسر القاسمية  ومن الجنوب البرغلية. يبلغ عدد سكانه 5000 نسمة إضافة الى  بعض العائلات التي لجأت اليه اثناء الحرب الاهلية . وهو يضم في معظمه عائلات تنحدر من اصل قبلي كالهيب، الحمدون..
يعاني تجمع القاسمية من نقص في البنى التحتية لاسيما شبكة الصرف الصحي التي توقفت بفعل قلة الصيانة، واقتصار توفر مياه الشرب على خزان واحد وذلك لتعطل الاخر. ويتقاسم تجمع القاسمية المشاكل نفسها التي تعاني منها معظم مخيمات وتجمعات الشتات في لبنان كالافتقار للطرق المعبدة، قلة الاستفادة من المياه الصالحة للشرب وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي. اما فيما يتعلق بالعمران يطغى حضور بيوت الزنك او الآجر  وتتوسع المنازل عاموديا بفعل ضيق المساحة وذلك بسبب الزيادة المطردة لعدد السكان، ولعدم السماح لللاجئين الفلسطينيين بالتملك او التوسع الافقي من جهة اخرى،  لذا نجد بأن الابنية متراصة تفصل بينها أزقة ضيقة مما يحجب اشعة الشمس والهواء اللازمان لحياة صحية و سليمة. وفيما يخص المرافق الصحية توجد عيادة صحية تعمل يومين فقط خلال الاسبوع (الإثنين والخميس) مع غياب تام لخدمات الصحة البيئية  سواء على صعيد جمع النفايات او رش المبيدات .
ولاعتبار ان تجمع القاسمية من التجمعات وليس من المخيمات وهذا حال 45 تجمع من التجمعات الفلسطينية المنتشرة على الاراضي اللبانية،  نجد بأن الانروا لا يوجد لها مكتب على غرار باقي المخيمات، وبالتالي لا تحظى بكامل خدمات الانروا المقدمة للمخيمات علما انهم لاجئون فلسطينيون. ويعمل معظم سكان المخيمات في الاعمال الموسمية الزراعية او اعمال المياومة.

يواجه سكان تجمع القاسمية مشاكل عديدة تجعل الفقر المزمن والمرض الذي اصبح بالنسبة لهم وللاغلبية من اللاجئين الفلسطينيين ترفا لا يقدرون على تحمل تكاليفه .  ومما زاد الطين بلة هو الانذار الموجه لحوالي مئة منزل بضرورة اخلائها لانها تقع ضمن املاك خاصة. علما انها مبنية منذ عشرات السنين، اي منذ عمر التجمع نفسه. ولم يجد سكان البيوت من يعالج مشكلتهم، لا الدولة اللبنانية ولا الانروا ولا حتى القوى الفلسطيينية. ويأتي موعد مراجعة المحكمة في 15 ايار 2007

تلوث مياه الشرب يصيب اطفال القاسمية بمرض "الصفيرة":

افاد مندوب شاهد في منطقة  صور  علي عزام هناك  انه تم رصد عدد من الحالات المرضية للافراد ما بين شهري كانون ثاني وشباط الماضي وهم جميعا من الاطفال تتراوح اعمارهم ما بين 2,5 الى 12 سنة اصيبوا بمرض الصفيرة المعدي اذ تم تسجيل 30 حالة يتوزعون على 15 عائلة (من طفل واحد الى سبعة ضمن العائلة الواحدة( 19 حالة من الاطفال الذكور و 11 حالة من الاناث.

 وبحسب مندوبنا الذي زار المكان وعاين الحالات المرضية، فقد  تسببت 16 حالة مرضية بالمرض نتيجة المياه الملوثة مباشرة.  و12 حالة بسبب انتقال العدوى.  ولم يتم التأكد من حالتين، وقيل بأنها بسبب الصواريخ الاسرائيلية اثناء عدوان تموز 2007.

ومن الجدير بالذكر ان الحالات المرضية ال 30 قد توزعت على 6 اماكن لتلقي العلاج حيث استقبل مستشفى غسان حمود 12 حالة مرضية من ضمنها حالة واحدة فقط تم تحويلها لتلقي العلاج  على نفقة الانروا،  اضافة لحالتين عولجتا على عاتق ضمان الانروا الخاص بالعاملين لديها، بينما تلقت 8 حالات العناية اللازمة في عيادات خاصة، في حين رصدت 5 حالات لدى المستشفى الحكومي وحالتان2 في مستشفى جبل عامل اضافة لحالتين2 عولجتا بالتداور بين الانروا والمستشفى الحكومي وحالة 1 واحدة فقط في مجمع حمزة الطبي في مخيم البص.  اذن 30 حالة مرضية 27 منها حصلوا على العلاج  على نفقتهم الخاصة.  تراوحت تكاليف العلاج ما بين 60000 ستون الفآ كحد ادنى الى 850000 ثمنمائة وخمسون الفا في الحدود القصوى لتصل تكاليف علاج هذا المرض الى ما مجموعه 4320000 ل.ل لاطفال لا ذنب لهم  بها سوى انهم يعانون الفقر، التهميش ، والاهمال.  وهنا يبدو جليا بأن الظروف البيئية التي يعيشها سكان هذا التجمع قد وفرت العديد من المقومات التي ساهمت في حصول مثل هذه المشكلة. ومن الممكن انتشار المرض مجددا بسبب توفر الظروف الموضوعية لانتشاره.

و من ابرز اسباب هذه المشكلة :
1. الاكتظاظ السكاني و العمراني.
2. اختلاط شبكات الصرف الصحي المعطلة اصلا، بشبكات مياه الشرب.
3. اهتزاز آبار المياه وتشققها تحت الارض بسبب الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان مما ادى الى اختلاط المياه الجوفية مع البراز.
4. نقص في التوعية الصحية اللازمة.

التوصيات:
• ضرورة الكشف على خزانات المياه الموجودة هناك بشكل دوري من قبل الجهات المعنية.
• ضرورة تحمل الانروا مسؤوليتها تجاه هؤلاء الذين اصابتهم المرض نتيجة التهميش و الفقر.
• ضرورة تأهيل و اصلاح البنى التحتية المهترئة في تجمع القاسمية للحد من اصابة الابرياء بالامراض.


الصفيرة: مرض معد جدآ وينتقل بسهولة من انسان الى اخر لذا ينصح بعزل مستلزمات المصاب كالاغطية مثلا عن  افراد العائلة الاصحاء .وهناك نوعين من الصفيرة الفيزيولوجية وتظهر مع الولادة وهي بسيطة اذا ما تم التيقن بها ومعالجتها بطريقة صحيحة . والمرضية وهي الاخطر اذ انها تسبب عدوى بين الافراد اطفال في الغالب وقد تؤدي الى شلل او تلف في المخ, صمم او مشاكل في النمو كل ذلك في حال لم يتوفر العلاج المناسب والفوري والبيئة المناسبة لذلك .
ومن اهم المسببات لهذا المرض الاطعمه او المياه الملوثة ، انتقالها عبر نقل الدم من شخص مريض بها الى اخر سليم، سبب وراثي من الام ، وجود جرثومة في الكبد او البنكرياس
.

 


المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد)
بيروت في 11 نيسان 2007