تعاقد وكالة الانروا مع مستشفيات محددة، يعرض الحق في الطبابة والاستشفاء الى مخاطر

 

تعاقد وكالة الانروا مع مستشفيات محددة
يعرض حق اللاجئين الفلسطينيين في الطبابة والاستشفاء الى مخاطر حقيقية
الطفلة نسمة يوسف الاطرش" مثال"

هي زهرة بالكاد تفتحت على الدنيا ، لتجد غير العالم الذي تحلم به. لكنها تفتحت وهكذا كان.  مرض وحرمان وفقر وبؤس، ثم اهمال بحجة القانون. وهل يخدم القانون الانسان، ام ان الانسان هو الذي عليه ان يخدم القانون. جدلية افرغت حقوق الانسان من مضمونها وجعلت الضعفاء منهم نهشا لقوانين جائرة ظالمة. الطفلة نسمة يوسف الاطرش إحدى هذه الزهرات التي تداس بالاقدام. لم تسعفها الانروا فتداوي جرحها الذي ربما كانت هي نفسها إحدى اسبابها، وكانت بعد ذلك سبب في مضاعفة الالم.
الحجة بسيطة جدا لدى ادارة قسم الصحة في الانروا : نحن لا نتعاقد الا مع  مستشفيات محددة. وليس المهم مستوى هذه المستشفيات ومدى تخصصها. على المريض الفلسطيني ان يكيف نفسه لذلك، ويختار المرض الذي له علاج في تلك المستشفيات، والا فباطن الارض اولى له.

الطفلة نسمة الاطرش ضحية لهذا الاهمال؟
الطفلة نسمة يوسف الاطرش، لاجئة فلسطينية مواليد عام 1992، مسجلة لدى الانروا تحت الرقم: 34529658، . عائلتها مكونة من 8 افراد. اضطر والدها المهندس يوسف الاطرش لمغادرة العراق 2003 خوفا من  بطش الالة العسكرية الاميركية التي لم ترحم احدا، تاركا وراءه ممتلكات كثيرة، وتاركا رغد العيش وهنائه ليستقر في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في ظروف انسانية بائسة لا تخفى معالمها القاسية على احد.
التحقت نسمة الاطرش في مدارس الانروا،  وحاولت هذه العائلة المكلومة التكيف مع هذه الظروف الجديدة. هي الصغرى بين اخوة واخوات.
مع بداية العام الدراسي الجديد 2006-2007  وفي شهر 12 تلقت نسمة الاطرش جرعة من لقاح الجذري مثل زميلاتها في مدرسة الانروا. لكن بعد اسبوع من ذلك تعرضت هذه الطفلة الى حالة اغماء comma ، ودخلت في حالة غيبوبة.
لم يستطع مستوصف الهلال الاحمر الفلسطيني معالجتها وذلك بسبب عدم توفر الادوات الطبية اللازمة ولم يوفر لها سيارة اسعاف لنقلها الى مستشفى اخرلان الطبيب المناوب غير حاضر في تلك الاثناء.  اضطر والدها مكرها الى اخذها الى مستشفى المنلا في مدينة طرابس بواسطة سيارة اجرة. بعد الفحص الاولي تبين ان الطفلة نسمة تعاني من جرثومة ادت الى التهاب في الدماغ.
في اليوم التالي توجه والدها الى الانروا للحصول على تحويل للتمكن من تغطية مصاريف العلاج في هذا المسشتفى. الجواب كان سلبيا. الحجة حسب الدكتور  في الانروا اكرم يوسف " ان الانروا لا تغطي اي تكاليف استشفائية في منطقة الشمال الا في مستشفيات


الشمال – زغرتا – ومسشفى صفد (الهلال) ومسشفى رحال (عكار)  توقيع الدكتور اكرم يوسف في 20/12/2006.
وهنا مشكلة اخرى، فالمستشفى المتخصص لمعالجة المريضة بعيد ونقلها اليه يسبب لها مضاعفات اخرى ربما تزيد من حدة الالتهاب في الدماغ.. اما المستشفيات الاخرى فهي غير مؤهلة لذلك.

اضطر والدها نتيجة لذلك بإبقائها 15 يوما  في مستشفى المنلا هي مدة العلاج المطلوبة، فوضعها الصحي يتطلب ذلك.  لكن المصاريف مجتمعة بلغ 5500000ل.ل وهو ما يجد والدها المهندس صعوبة في تغطيتها.  دفع الامر الى الاستدانة بنصف المبلغ واجراء تسوية مع المستشفى في النصف الاخر.
لم تعد نسمة كما كانت قبل حالة الاغماء. لقد فقدت شيئا من ذاكرتها. وحالتها النفسية اضطربت. وأوضاع عائلتها الاقتصادية ساءت.

هذه الحالة تتجدد دائما وفي اكثر من مخيم. وتعمل المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان "شاهد" على رصدها ومتابعتها حالة بحالة.


اسئلة متجددة برسم الاجابة العاجلة؟

وامام هذه الواقع المتكرر في الواقع الصحي للاجئين الفلسطينيين تطرح المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) عدة اسئلة:
1. لماذا لا تتعاقد الانروا مع مستشفيات متخصصة ومتطورة؟
2. هل على المريض الفلسطيني ان يختار مرضه بنفسه حتى تنطبق عليه شروط الانروا؟
3. اين الرقابة الصحية الحقيقية في مستشفيات الهلال الاحمر الفلسطيني؟
4. لماذا لا تجد الانروا آلية معينة مرنة  تساعد المرضى خاصة في الظروف الليلية التي لا تعمل فيها مراكز الانروا الصحية على الاقل في المستشفيات المتعاقدة مع الانروا؟

بيروت في 12/1/2007


المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان "شاهد"